"أم هارون" تشتم "أبو مهدي".. يا لسخرية الزمن!
صحيح أن "أم هارون" تراكم الفشل تلو الفشل في ساحتنا العربية والإقليمية.. لكن إخفاقاتها تجعلها أكثر نرجسية وتهوّراً ومكابرةً، وحقداً.
كأن "أم هارون" تعاند الواقع بغرورٍ مدهشٍ في بَلادته..
كأن "أم هارون" لا تدرك أنها خسرت معركتها منذ ولادتها..
كأن "أم هارون" لا تريد الاعتراف بأن مساحيق التجميل المغشوشة كلها، لم تنفعها أمام رأيٍ عامٍ كشفها ولَفظها بِفطرته، منذ لحظة بكائها السمج، وهم يعلنون سرقة وطن..
كأن "أم هارون" تُصدّق فعلاً، أرقام الملايين من المتابعات المشتراة بمال السحّت، وتجهل أن حقدها المرضي، عجز عن إخفاء نشازها النفسي المهترئ، أمام عزّة غيرها..
كأن "أم هارون"، التي تتلذذ بجلد ذات بائس وتحسبه واقعية وإنسانية، تجهل أن قصة تسوّلها وانحنائها وإهانة نفسها وأمتها، هي كلها قصة سوداء كالحة ولو تملّق لها بؤساء الحبر على أشكالها.
"أم هارون" تشتم أبو مهدي.. يا لنكد الدهر..
صغّرت نفسها أكثر مما هي صغيرة.. هائجة هي بأرذل الانحطاط، لا تقبل الانسحاب ولو بالحد الأدنى من عرق العار..
حتى الاحتلال، حليفها، سيدها، نموذجها، وهي من حاشية عبيده في الدرك الأسفل من الاستعباد، حتى هو لم يُخفِ إقراره بسخافة "أم هارون"، لكنه زاد بوجع أنه: "مؤسف أن المسلسل نال بشكلٍ أساسي طناجر مياه تغلي في الفضاء العربي! (مركز بيغن/ السادات للدراسات الاستراتيجية).
مع ذلك.. "أم هارون" تشتم أبو مهدي.. ربما الأصح، لذلك تحديداً تشتم "أم هارون" الشهيد أبو مهدي المهندس..
هي شتيمة الناقص العاجز الفاشل.. هي سبّة الذات المنغمسة في أدران الفجور بلا حياء..
"أم هارون" هي أمنٌ واستخباراتٌ وأموالٌ وسياسةٌ وخيارٌ واستراتيجيا وأدبياتٌ ودراما وإعلامٌ ومنهجُ تفكيرٍ ونمطُ حياة..
"أبو مهدي" هو تجذرٍ وكفاح..حياة بأَنَفةٍ واستشهاد بعزّ..
فلسفياً وواقعياً، "أم هارون" هي نقيض "أبو مهدي"..
بصراحة،"أم هارون" السطح والواجهة، هي عابرة بلا أسف..
"أم هارون" الفعلية هي لبّ الموضوع.. تتلقى من صانعها الإذلال تلو الإذلال.. تغامر بكل شيء و"تقامر" على أي شيء. صحيح أنها تراكم الفشل تلو الفشل في ساحتنا العربية والإقليمية.. لكن إخفاقاتها تجعلها أكثر نرجسية وتهوّراً ومكابرةً، وحقداً..
"أم هارون" تشتم "أبو مهدي".. هو ذاك الحقد المقامر.
باختصار، إمّا "أمة المقامرة" وإمّا "أمة المقاومة"..