بشأن الهدنة في قطاع غزّة

فلسطين وكل البلاد العربية في مرحلة بناء البيت على أسس صحيحية، لن  أنسى ما قالتة لي إحدى الأسيرات الفلسطينيات المحررة فاطمة عواد من فتح عندما زرتها مع زوجتي في بيت أمر، قالت إن الضابطة الإسرائيلية التي كانت تشرف على سجن الأسيرات كانت  تقول لهن باستمرار  إنها تستغرب كيف إسرائيل انتصرب على العرب، قالت ذلك نتيجة ما رأتة من الروح المعنوية العالية وقوة العزيمة والاستعداد للتضحية من قبل الأسيرات.

أعتقد بأن ما هو مطلوب اليوم من قوى المقاومة والتحرّر الفلسطينية والعربية للصمود والتقدّم أمام الهجمة العنيفة

كل ما يدور اليوم من مشاريع صهيونية أميركية أممية عربية  لقطاع غزّة ، هدفها الوحيد هو القضاء  على مشروع المقاومة  والشروع في إكمال مشروع  صفقة ألقرن ، المشروع الذي بدأ من كامب ديفد  ثم أسلو ثم وادي عربة  وزحف الآن نحو السعودية والخليج، هم يريدون تصفية القضية الفلسطينية ، العقبة الوحيدة أمام إسرائيل وعرب أميركا لبناء حلف الناتو العربي أو الإسلامي كما يحلو لهم تسميتة،  الحلف المقترح يكون بقيادة الولايات المتحدة يعني بقيادة صهيونية لمواجهة إيران الشيعية المتمردة كما يدعون، هناك بوادر لانضمام رئيس الوزراء العراقي العبادي  لهذا الحلف كونه أعلن التزامة بالحصار والحرب الاقتصادية مع ترامب ضد ألنظام الإيراني.

ما يريده معظم الشعب الفلسطيني والشعوب العربية هو المحافظة على المقاومة في قطاع غزّة وتطورّها ، تطوّر المقاومة بكل أشكالها في كل البلاد العربية لمواجهة مشروع الهيمنة الصهيوني، المشروع الذي يتقدّم على حساب المشروع العربي التحررّي الوحدوي، التنظيم والتخطيط وتوحيد القوى الوطنية والإدارة السليمة، هذه الأمور أهم من السلاح، لا يمكن أن نتقدّم ونحقّق نتائج أفضل ونحن مشتّتين ممزّقين ويعمل بعضنا ضد الآخر، حتى لو حمل الجميع السلاح ، وما دمنا لا نستطيع بناء الجبهة الوطنية التي تضم كل القوى الوطنية الصادقة.

فلسطين وكل البلاد العربية في مرحلة بناء البيت على أسس صحيحية ، لن  أنسى ما قالتة لي إحدى الأسيرات الفلسطينيات المحررة فاطمة عواد من فتح عندما زرتها مع زوجتي في بيت أمر، قالت إن الضابطة الإسرائيلية التي كانت تشرف على سجن الأسيرات كانت  تقول لهن باستمرار  إنها تستغرب كيف إسرائيل انتصرب على العرب، قالت ذلك نتيجة ما رأتة من الروح المعنوية العالية وقوة العزيمة والاستعداد للتضحية من قبل الأسيرات.

نعم الشعوب العربية تملك كل مقوّمات وقدرات القوة والنصر من مصادر مالية وبشرية ومن شجاعة وعزيمة وكرامة واستعداد للتضحية، لكن للأسف الشعوب العربية لا تستطيع استخدام إمكانياتها الكبيرة  لأسباب الفوضى والجهل وعدم التخطيط السليم والتشتت والتمزّق والصراعات على المصالح الخاصة ( عدم النزاهة) بين الزعماء وعدم قدرتها على توجيد صفوفها لمواجهة الأعداء ، كمثال على ذلك المنظمات الفلسطينية بقيت تناضل مايزيد عن خمسين عاماً في فوضى مطلقة يحسبون إنجازاتهم بعدد الشهداء، حتى توجّت إنجازات نضالاتهم بإتفاقية أوسلو المشؤومة.

قضية تحرير فلسطين هي نفسها قضية التحرر العربي، من دون تحرّر الدول العربية لا أعتقد بإمكانية التقدم في قضية تحرير فلسطين ، كل من يعتقد أن الشعب الفلسطيني قادر لوحدة على مواجهة المشروع الصهيوني فهو مخطئ قالها مسؤولون إسرائليون ،إنهم لن يسمحوا لأية دولة عربية أن تتحرر ، يعني تحكمها حكومة منتخبة،  ألمقاومة في غزة وفي جنوب لبنان لا تشكل خطر استراتيجي على اسرائيل ، الخطر الاستراتيجي إذا توسّع نهج المقاومة في الدول العربية، خاصة المحيطة بإسرائيل ، لذلك تقوم إسرائيل وأميركا وأعرابها بمحاصرة ومحاربة المقاومة في لبنان وغزّة بكل قوّتها.

أعتقد بأن ما هو مطلوب اليوم من قوى المقاومة والتحرّر الفلسطينية والعربية للصمود والتقدّم أمام الهجمة العنيفة من القوى المعادية للشعوب العربية، أعتقد بان الأهم في هذه المرحلة الحرجة فلسطينياً وعربياً ، هو تنظيم الصفوف  وتوحيد كل القوى الوطنية ،  التنظيم والتخطيط السليم ووحدة كل القوى التي تؤمن بالتحرّر من الهيمنة الصهيونية،  إصلاح البيت الفلسطيني ، كما هي الأولوية لإصلاح كل البيوت العربية على مبدأ الشعب مصدر جميع السلطات (من دون تزوير).

 لهذه الأسباب نرى  استراتيجيا  أن المقاومة في غزّة تحتاج إلى هدنة عشر سنوات  في رأيي، بشرط أن توافق إسرائيل على فك الحصار كلياً عن قطاع غزّة ، لا نريد المساعدات الأميركية والمطلوب ألا يقبلها الشعب الفلسطيني ، لأنها لا يمكن أن تكون لصالح الشعب الفلسطيني، فك الحصار كلياً مقابل التهدئة،  المقاومة تحتاج إلى وقت أكثر لبناء قوة أكبر للدفاع عن الشعب الفلسطيني، والأهم من ذلك هو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ، ليس من الممكن أن نحقق  إنجازات وطنية  والبيت الفلسطيني خارب ، يعاني من التمزّق والتشتّت وعدم وجود استراتيجية فلسطينية متّفق عليها من غالبية الشعب الفلسطيني، لا يمكن  توحيد الشعب الفلسطيني إلا عن طريق انتخابات نزيهة لمجلس وطني منتخب ، الذي بدورة ينتخب القيادة الفلسطينية، هذه طريق الوحدة وليس المصالحة وبوس اللحى ، ما يريدة الشعب الفلسطيني أن تكون القيادة منتخبة تمثل الشعب الفلسطيني،

 غالبية الشعب الفلسطيني تقف ضد أوسلو ومنهم غالبية تنظيم فتح ، جميع المؤسست الفلسطينية ومنها مؤسّسات منظمة التحرير أقرّت بفشل أوسلو وأوصت بإلغائة ، لذا أصبح فشل استراتيجية أوسلوا حقيقة يجب التعامل معها، على ألا يكون أي دور لأوسلو أو من زالوا يتمسّكون بأوسلو في مشروع الهدنة المقترحة ، ولا في مستقبل الشعب الفلسطيني.