لماذا غزّة أولا في صفقة القرن
الإسرائيليون ومن معهم من العرب الذين أعدّوا صفقة القرن، يعرفون جيّداً أنهم لا يستطيعون تمرير صفقة القرن والثورة مشتعلة في غزّة، لا يستطيعون التقدّم من دون إطفاء الثورة في غزّة كما أطفأوها في الضفة.
-
-
المصدر: الميادين نت
- 13 تموز 2018 15:28
لا يستطيع محمود عباس أن يعلن موافقتة أمام الشعب الفلسطيني، لكنة لم يتّخذ أيّ إجراء يبيّن رفضة للصفقة المنتظرة
صفقة القرن مشروع تصفية القضية الفلسطينية، أصبحت جاهزة للإعلان وبدء التنفيذ، جميع عرب أميركا تم إطلاعهم وأخذ موافقتهم حسب التصريحات الأميركية، سكوتهم واجتماعاتهم على جميع المستويات وعدم رفضهم بشكلٍ واضحٍ دلالة على موافقتهم ودعمهم، محمود عباس حردان على الإدارة الأميركية، ويعلن أنة غير موافق على مشروع صفقة القرن الذي هو بالأساس مشروع نيتانياهو وليس مشروع ترامب، الرئيس ترامب لا يوجد لة مشروع للشرق الأوسط سوى مشروع نيتانياهو حرفياً، الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لا يستطيع أن يعيش أسبوعاً واحداً من دون المساعدات الأميركية والإسرائيلية.
طبعاً لا يستطيع محمود عباس أن يعلن موافقتة أمام الشعب الفلسطيني، لكنة لم يتّخذ أيّ إجراء يبيّن رفضة للصفقة المنتظرة، هو الذي يقمع الشعب الفلسطيني ويمنعة من التظاهر في مدن الضفة الغربية، هو الذي يمنع إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية التي توفيت قبل أسلو، هو الذي يمنع إعادة بناء البيت الفلسطيني حسب قرارات وإجماع المؤتمرات الفلسطينية في القاهرة 2011 وفي بيروت 2017 اللذين طالبا بانتخاب مجلس وطني يمثل الشعب الفلسطيني، وهو السبيل الوحيد لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لم يعلن انتهاء أوسلو بعد 25 عاماً من خدمتة للاحتلال الإسرائيلي من دون الحصول على أي حق من الحقوق الفلسطينية، حتى أنه لم يوقف التعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي، اتفاق أوسلو أخطر بكثير من وعد بلفور، هي انتصار استراتيجي لإسرائيل، اتفاق أوسلو والمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل التي يسمّونها مبادرة الملك عبدالله آل سعود هي أكبر إنجاز للصهيونية منذ تأسيسها حسب تصريحات وزراء الأمن الإسرائيلي السابقين موشي يعالون وبنيامين بن العازر، الأمور لم تأتِ في ليلة وضحاها، إسرائيل تتقدّم وتحقّق إنجازات استراتيجية لم تحلم بها من قبل، اتفاقيات الاستسلام في كامب ديفد ثم اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ثم اتفاقية وادي عربة مع الأردن، اإجازات متراكمة لإسرائيل على حساب الشعوب العربية، إسرائيل تتقدّم خطوة خطوة بخطط مدروسة ومُعدّة جيّداً، أما الشعوب العربية فتقتل بعضها البعض على أسس طائفية سخيفة، كل يريد مصلحتة الخاصة، العرب ينفّذون مخطّطات الفتنة والتشرذُم التي يرسمها لهم الأعداء الذين يديرونهم كمزارِع الأغنام في كل البلاد العربية.
غزّة الانتفاضة والثورة التي رفضت الاستسلام ورفعت شعار لا للاعتراف بإسرائيل ، نعم لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، لذلك أعلنت الحرب عليها من إسرائيل والدول العربية المستسلمة لإسرائيل، وحوصِرَت ومنِعَ عنها الغذاء والدواء منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
الإسرائيليون ومن معهم من العرب الذين أعدّوا صفقة القرن، يعرفون جيّداً أنهم لا يستطيعون تمرير صفقة القرن والثورة مشتعلة في غزّة، لا يستطيعون التقدّم من دون إطفاء الثورة في غزّة كما أطفأوها في الضفة، كل له دوره تحت إشراف القيادة الصهيونية، لذلك أرادوا غزّة أولاً حتى يستطيعوا تمرير صفقة القرن ، لذلك اليوم عرفوا أن أهل غزّة يعانون الأمرّين ويريدون الشفقة عليهم وإنقاذهم.