قائمة أعداء أميركا
يُقسّم جيمس بيتراس أعداء أميركا إلى قسمين، القسم الأول هو الأعداء الأخطر ولهم الأولوية في العداء: روسيا- الصين - كوريا الشمالية – فنزويلا - إيران - سوريا.
الدكتور جيمس بيتراس الأستاذ في جامعة برمنغهام أستاذ العلوم السياسية نشر مقالاً في موقع غلوبال ريسيرش 19 كانون الأول/ ديسمبر 2017 عن أعداء الولايات المتحدة ودوافعها لمُناصَبة العداء كل دولة من الدول الـ 11.
يقول الدكتور جيمس بيتراس في بداية مقاله إنه خلال العقدين الماضيين كانت الولايات المتحدة كقوّة إمبريالية تمارس كل الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي لتطويع الأعداء المُحتمَلين أو تقوم بتغيير النظام السياسي المناوىء لها.
يُقسّم جيمس بيتراس أعداء أميركا إلى قسمين، القسم الأول هو الأعداء الأخطر ولهم الأولوية في العداء: روسيا- الصين - كوريا الشمالية – فنزويلا - إيران - سوريا.
روسيا بسبب قوّتها العسكرية الضخمة وجيشها المُدرَّب المسلّح جيّداً وثقلها الإستراتيجي كدولة نووية ونفوذها المُتصاعِد في مناطق إستراتيجية تهمّ الولايات المتحدة ومصالحها.
والصين بسبب اقتصادها مُتسارِع النمو وبسبب قدراتها العسكرية ونفوذها المُتصاعِد في مناطق نفوذ الولايات المتحدة في قارة آسيا.
كوريا الشمالية بسبب قدراتها النووية وصواريخها الباليستية وسياستها الخارجية المستقلة وتحدّيها لنفوذ وحلفاء الولايات المتحدة في آسيا.
فنزويلا بسبب ثرواتها النفطية وسياستها الخارجية المستقلّة والنهج الاشتراكي الذي تتّبعه ودعمها لدول أميركا اللاتينية.
إيران بسبب ثرواتها النفطية وسياستها المستقلّة وتدخّلاتها في منطقة الشرق الأوسط وتحدّيها لإسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة.
سوريا بسبب موقعها الجغرافي المُميّز في الشرق الأوسط وبسبب نظام الحُكم العلماني الذي يتحدّى الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ويقدّم بديلاً للاستقلال الوطني.
بعد هذه الدول الست التي تتصدّر قائمة أولويات قائمة الأعداء تأتي قائمة من ثلاث دول متوسّطة القيمة في الخطر وهي:
كوبا بسبب سياستها المستقلّة والبديل الاشتراكي كنموذجٍ تقدّمه لدولِ أميركا الوسطي والكاريبي صمد بوجه الولايات المتحدة وتحدّاها ومازال قادراً على الصمود.
لبنان بسبب موقعه الجغرافي الذي يتوسّط الشرق الأوسط وبسبب الحكومة الإئتلافية التي في القلب منها حزب الله والذي أثبت أنه قادر على حماية لبنان من إسرائيل ومن إرهابيي القاعدة وداعش وإسرائيل.
اليمن بسبب موقعه وكذلك بسبب الحوثيين الذين ينتهجون نهجاً مستقلاً يتحدّى السعودية ويرتبط بإيران.
في قائمة الدول الأقل خطراً تأتي دولتان هما :
بوليفيا بسبب سياستها المستقلّة ودعمها للحكومة التشافيزية في فنزويلا ودعمها لحقوق الهنود أصحاب الأرض الأصليين.
نيكاراغوا بسبب سياستها الخارجية المستقلّة ودعمها لكوبا وبوليفيا وفنزويلا وتحدّيها للولايات المتحدة.
تمارس الولايات المتحدة سياسات عدائية ودعاية كاذِبة وعقوبات اقتصادية وإجراءات عسكرية وسياسية واقتصادية بشكلٍ كبيرٍ ضد كوريا الشمالية وروسيا وفنزويلا وإيران وسوريا.
ولكن الصين بسبب صلاتها القوية في السوق العالمي تمارس الولايات المتحدة ضدّها بعض العقوبات الاقتصادية.
وفنزويلا العصيّة على السقوط بسبب استقلالها الاقتصادي وعوائد النفط، لذلك تساعد الولايات المتحدة بعض قوى المعارضة الداخلية، تستطيع الولايات المتحدة أن تمارس بعض السياسات العدائية تجاهها وتضعها في عُزلة بمساعدة الأرجنتين والبرازيل والمكسيك وكذلك كولومبيا.
إيران تبدو أقل حساسيّة لسياسات الولايات المتحدة إذ أنها برغم اعتمادها على النفط إلا أنها استعاضت عن السوق الغربي بسوق الصين وروسيا، بالإضافة إلى تحالفاتها في المنطقة تجعلها أكثر حيوية وأكثر قوّة.
أما كوريا فبرغم العقوبات التعجيزية الأميركية إلا أنها استطاعت إنتاج القنبلة وتبدو أفضل حالاً من فنزويلا وإيران إذ لا معارضة مدنية مموّلة هناك.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا والصين لا تأثير يُذكَر لكل تلك السياسات العدائية والعقوبات والدعاية الكاذِبة ضد البلدين.
وبالنسبة إلى حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط السعودية وإسرائيل تستطيعان ممارسة الدعاية الكاذِبة ضد الفرس والفلسطينيين، وتستطيع إسرائيل أن تقصف غزّة وأن تقصف السعودية اليمن حيث لا ردّ ملموس يستطيع أن يؤثّر على السعودية أو إسرائيل، ولكن بالنسبة إلى طهران فالأمر مختلف بالنسبة إلى البلدين.
الخلاصة كما يراها الكاتب أن حروب الولايات المتحدة والتي لا تخوضها بجنودها بل عن طريق وكلاء لها في مناطق الصراع، (مثلاً غزو ليبيا لم يكلّف الولايات المتحدة جندياً واحداً على الأرض)، كلها حروب فاشلة تدمّر الأمم وتدمّر أيضآ أسواقاً مُحتملة.
حروب الولايات المتحدة الخاسِرة في سوريا واليمن وكوريا الشمالية وإيران كلّفتها الهيبة والأموال والأسواق.
من السهل كتابة قائمة من الأعداء ولكن السياسات المؤثّرة تجاه هؤلاء صعب تطبيقها تجاه قوى اقتصادية وعسكرية صاعِدة وقوية ومُتماسِكة سوف تستردّ الولايات المتحدة بعضاً من مصداقيتها إذا مارست سياسات واقعية وقابلة للتطبيق بدلاً من خوض صراع المباريات الصفريّة.
يستطيع القائد العقلاني أن يتوصّل إلى اتفاق مع الصين على اتفاقات تجارة عادلة ومرضية للطرفين، ويستطيع السياسي العقلاني أن يعترف بمحور روسيا - إيران -سوريا - حزب الله وتحقيق السلم في الشرق الأوسط بعد الاعتراف بنفوذ هذا المحور.
هكذا يرى البروفسور جيمس بيتراس سياسات الولايات المتحدة الخرقاء في العالم وفي المنطقة العربية بوجهٍ خاص.
ويعتبر شهر أيار/ مايو 2018 هو الشهر الساخِن في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط فالإدارة الأميركية نقلت السفارة إلى القدس العربية.
وفي شهر أيار/ مايو نوت الإدارة الأميركية سحب الاعتراف بالاتفاق النووي وتطبيق عقوبات على إيران واستكمال مشروع الحلف السنّي في المنطقة بقيادة الكيان الصهيوني تمهيداً لشنّ حربٍ على إيران.
ويأتي ردّ الشعب الفلسطيني على هذه التحرّكات عبقرياً حيث مسيرات العودة والتي بدأت منذ أربعة أسابيع تتواصل لرفض ما يُسمّى بصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية بطريقةٍ غامضةٍ وتفاصيلها غير واضحة.
ويأتي تفوّق الجيش العربي السوري في حربه ضد وكلاء الناتو والصهاينة على الأرض إذ أقترب من حسم المعركة بشكلٍ نهائي.
محور المقاومة يُحقّق انتصارات متتالية في العالم كله وهزيمة الولايات المتحدة حتميّة.