ما تغيّر بعد استلام ترامب
ماذا حدث بعد استلام دولاند ترامب إدارة البيت الأبيض؟ كان المستشارون الإسرائيليون يجتمعون مع إدارة ترامب قبل استلامة البيت الأبيض، ويرسمون سياسته تجاه دول الشرق الأوسط، كانوا يرسمون السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط مع إدارة ترامب الجديدة التي تجمعهم الصهيونية اليمينية المتطرّفة، كان واضحاً تبني الإدارة الأميركية الجديدة سياسة وخطط نتانياهو لدول الشرق الأوسط.
في فلسطين كان يسعى أوباما بجدية إلى مشروع حل الدولتين الذي هو لصالح إسرائيل بامتياز، إلا أنه فشل لعدم موافقة نيتانياهو اليميني المتطرّف المدعوم من قِبَل اللوبي الصهيوني المُتنفّذ في واشنطن، هؤلاء لا يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني.
في سوريا بعد فشل المنظمات الإرهابية الوهّابية الإجرامية المدعومة خليجياً وأميركياً يقيادة بندر بن سلطان، وبعد أن تبيّنت جرائمها في قتل المدنيين وقطع الروؤس لكل المختلفين معهم، لم تستطيع أميركا إلا أن تضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية، وعزلت أل سي أي إية بندر بن سلطان عن قيادة الإرهابيين في سوريا نتيجة فشله، وبعد التدخّل الروسي بطلب من الحكومة السورية صار ميزان القوى لصالح النظام السوري، واعترفت بذلك أميركا وإسرائيل من خلال وسائل إعلامهما، وطالبت إسرائيل بعودة قوات حفظ السلام الدولية إلى الجولان المحتلة.
أما في إيران فكانت سياسة أوباما تجاهها هي سياسة الاحتواء من الداخل والتغيير التدريجي، فقد وقّعت إدارة أوباما الاتفاق النووي الشامل مع حكومة روحاني المعتدلة التي لا ترغب في تدخّل إيران في الدول الأخرى، كانت الإدارة الأميركية حريصة على توقيع الاتفاق النووي مع إيران لدعم حزب الإصلاحيين برئاسة روحاني، هذا ما ذكرتة الصحافة الغربية، إلا أن الدول الغربية فشلت حتى الآن في احتواء إيران أوفي تغيير سياستها الخارجية.
أما في العراق فقد دخلت القوات الأميركية إلى العراق مرة ثانية "خرجت من الباب ودخلت من الشباك"، بعد أن سحبها أوباما بعد استلامه إدارة البيت الأبيض، كان إرجاعها بضغط من الدوائر العميقة في الولايات المتحدة التي لا يستطيع أوباما تجاوزها، كانت الحجة هذه المرة محاربة داعش التي صنعوها مع وكلائهم في المنطقة التي أدّت إلى تدمير العراق مرة ثانية وقتل وتشريد مئات الآلاف من الشعب العراقي، في الوقت الذي كانت فيه داعش تتسلّح وتبني نفسها في القرى والمدن السّنية العراقية، وكان الإعلام الخليجي والغربي يتباكى على حقوق أهل السنّة المنهوبة حسب ادعائهم، امتنعت أميركا عن تسليح الجيش العراقي مخالفة بذلك اتفاقية الشراكة مع الحكومة العراقية، كان هدف أميركا إضعاف الحكومة العراقية أمام داعش الذي كان على أعتاب بغداد، كانت تنتظر سقوط بغداد بأيدي الإرهابيين وهي تتفرّج عليهم حتى تفرض شروطها، الذي لم تتوقعه الإدارة الأميركية كان تشكيل كتائب الحشد الشعبي وتسليحه من قبل إيران الذي تصدّى لداعش ومنعه من دخول بغداد، ثم تبعه إصرار الحكومة والحشد الشعبي على التسلّح ولو كان روسياً أو إيرانياً والتصميم على تحرير الأراضي العراقية من داعش، ولقد استطاعت القيام بذلك رغماً عن الإدارة الأميركية التي كانت تماطل وتضع العقبات أمام الجيش والحشد الشعبي العراقي.
ماذا حدث بعد استلام دولاند ترامب إدارة البيت الأبيض؟ كان المستشارون الإسرائيليون يجتمعون مع إدارة ترامب قبل استلامة البيت الأبيض، ويرسمون سياسته تجاه دول الشرق الأوسط، كانوا يرسمون السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط مع إدارة ترامب الجديدة التي تجمعهم الصهيونية اليمينية المتطرّفة، كان واضحاً تبني الإدارة الأميركية الجديدة سياسة وخطط نتانياهو لدول الشرق الأوسط.
حول القضية الفلسطينية، أعلنت الإدارة الأميركية عن مشروع ما سُمّي صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية، وهو نفس المشروع الذي كان يعمل عليه نتانياهو قبل مجيء إدارة دونالد تراب، كان يعلن باستمرار أنه يبني علاقات استراتيجية مع دول عربية سنّية لا توجد علاقات دبلوماسية معها، يعني السعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى الدول العربية الموقّعة مع إسرائيل لبناء الحلف السنّي الإسرائيلي لمواجهة إيران العدو المشترك حسب ما يدعيه نتانياهو، لذلك كانت أول زيارة خارجية لترامب الذي أعلن عداءه للإسلام والمسلمين ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، كانت إلى السعودية التي اسقبلته استقبال الأبطال وأيّدت قراراته العنصرية، وبعد هذه الزيارة أعلن عن مشروع صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية، كان أول بشائرها اعتراف الإدارة الأميركية بأن كامل القدس عاصمة لإسرائيل وهي خارجة عن التفاوض، لم تكن الإدارة الأميركية في أي وقت غير منحازة لإسرائيل، الإدارة الأميركية الحالية برئاسة ترامب منحازة من دون أي تحفّظ وتعمل على تطبيق خطط نتانياهو 100%.
في سوريا أعادت الولايات المتحدة حضورها بقوة وصلف وعنجهية، استمرت في الدعم العسكري للكرد في شمال سوريا، وأعلنت حدود الكيان الجديد هو شرق الفرات ولا تسمح بالاقتراب منه، هذا رغم معارضة حليفتها الكبرى عضو الناتو تركيا، الولايات المتحدة تقوم بذلك ليس حباً أو لمصلحة الكرد، الهدف الأميركي هو تقسيم سوريا لصالح المخطط الصهيوني، عضوية تركيا في حلف الناتو هي فقط لخدمة المشروع الصهيوأميركي وليس لمصالح الشعب التركي، الولايات المتحدة أحيت غرفة عمليات عمان لتنسيق تنفيذ مخططاتها في سوريا، وخصّصت 4 بلايين دولار سنوياً لمشروع تقسيم سوريا، وقد عزّزت قوّتها في قاعدة التنف ، وهي تسعى لفصل جنوب سوريا لعمل حزام أمني لإسرائيل بمساعدة دول عربية.
في العراق بعد أن تم القضاء على داعش من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي ، حيث أن القوات الأميركية رجعت إلى العراق بحجّة محاربة داعش ، أصبح لا مبرر لبقاء القوات الأميركية التي بنت لها عدة قواعد عسكرية في العراق، القوات الأميركية رفضت مغادرة العراق بل أصرّت على بناء قواعد عسكرية لحلف الناتو أيضاً بحجّة أن داعش لم يتم القضاء عليه ومن الممكن أن يظهر من جديد، من الواضح أن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من خلال خبرتهما في الحرب على داعش قادران لوحدهما على حفظ الامن والقضاء على بقايا داعش بشكل أفضل من دون مساعدة القوات الأميركبة التي كانت تساعد داعش حسب تقارير مسؤولين عراقيين.
بالنسبة لإيران، الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تبنّت سياسة وخطط نتانياهو بحذافيرها وربما أكثر ، فقد عمل ترامب كل ما يستطيع لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران ، إلا أنه فشل حتى الآن لمعارضة جميع الدول 5+1 التي وقعت الاتفاق، كما أن الإدارة الأميركية الجديدة شنت حملة إعلامية شعواء ضد إيران، وفرضت عليها مزيداً من قوانين المقاطعة والمحاصرة، الإعلام الغربي الصهيوني والإعلام العربي التابع له يشن حملة إعلامية مزيفة تعمل على تضليل الرأي العام وشيطنة إيران لتعبئة الرأي العام ضدها، يصورون إيران كالوحش الذي يريد احتلال الدول العربية وتشيّعها، مثل اتهام إيران ببناء الهلال الشيعي من إيران إلى العراق فسوريا إلى بيروت، وفي نفس الوقت يكفّرون المسلمين الشيعة، وهم نفسهم يقولون في الغرف المغلقة إن الخلاف مع إيران هو سياسي وليس دينياً، إيران تقف مع النظام السوري العلماني، السبب الوحيد لمعاداة إيران في رأيي هو دعمها لشعوب المنطقة للتحرّر من الهيمنة الاستعمارية.