القدس.. المقاومة التفاوضية والناطور الأعظم

إن وصل خبر عن فرد يحلم بالمقاومة يعاقب هو وأهله ومدينته وقطاعه٬ وإذا ظهر ناطور يخرج عن ثوب أوسلو فلا كهرباء ولا ماء، ولو استطاعوا منع الهواء عنه لشفطوه من داخل رئتيه، لتُعاقب غزّة وليُمنع عنها هجرة طيور السمان ولا يعود الهدهد لأرض سمّمها اليورانيوم المُخضّب الذي حرق أهلها وترابها وشوّه الكثير ممن ولدوا فيها، هناك فيها من تشتاق قلوبهم للمجدل وعسقلان وحيفا ويسعون إليها من فوق وتحت الأرض، ليحرق من يتمرّد على كرسي الناطور ومن معه ويعاقب الناطور الأعظم الغزّيين ويسرق الألوان من سماء تعشق عيونهم ويتضخّم راتبه وترتفع أسهم ابنائه في بورصات المستوطنات.

منذ عام 1994 دخل إلى الضفة الغربية أكثر من 750 ألف مستوطن

 

هناك في فلسطين حال غريبة عجيبة بل فلتة من فلتات الزمان!… لم يظهر بتاريخ الإنسانية القديم والمُعاصر بأن وقع شعب تحت الاحتلال وقام بعض من أفراده وبأوامر من  زعامته "الوطنية" بحماية مؤسسات وعناصر ومصالح المحتل، بل العمل على دوام عزّ  وأمن المحتل… مراقبة وعدّ أنفاس الناس في المناطق المحتلة، لمنع تمرّد فرد لا يريد أن يكون مختلفاً عن البشر بل يودّ أن يكون طبيعياً ويقاوم المحتل ويستعيد حريته حتى ولو  فقط على الفيس بوك.

إن وصل خبر عن فرد يحلم بالمقاومة يعاقب هو وأهله ومدينته وقطاعه٬ وإذا ظهر ناطور يخرج عن ثوب أوسلو فلا كهرباء ولا ماء، ولو استطاعوا منع الهواء عنه لشفطوه من داخل رئتيه، لتُعاقب غزّة وليُمنع عنها هجرة طيور السمان ولا يعود الهدهد لأرض سمّمها اليورانيوم المُخضّب الذي حرق أهلها وترابها وشوّه الكثير ممن ولدوا فيها، هناك فيها من تشتاق قلوبهم للمجدل وعسقلان وحيفا ويسعون إليها من فوق وتحت الأرض، ليحرق من يتمرّد على كرسي الناطور ومن معه ويعاقب الناطور الأعظم الغزّيين ويسرق الألوان من سماء تعشق عيونهم ويتضخّم راتبه وترتفع أسهم ابنائه في بورصات المستوطنات.

لم يمر عبر التاريخ أرخص من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، أخذ دولة كاملة بهيّة جاهزة بمزارعها ومعاملها ومصانعها وموانئها وقطاراتها وطائراتها ومدنها وآثارها  وموقعها، العالم يعتبرها قدس الأقداس، خيراتها جعلت الصهاينة أكثر ثراء من عربان جزيرة العرب، ولكن مُتزّعمينا لا يعرفون إلا قداسة ناطور المستعمرة وشحاذة الرواتب وحسابات بنكية تحوّل من بنك لئومي.

في فلسطين مُتزعّمونا واتباعهم يقفون نواطير للمستعمرات يحموها بتفانٍ و إخلاص لمنع إبن قرية رغب بأن يلقي نظرة عما كان يُطلق عليه يوماً داراً له ففتكوا به وكافأهم المستوطن بزيارة لدولة غربية. حقاً لم تر البشرية عملية خداع وغسل دماغ أبشع مما تقوم به سلطة أوسلو على الشعب الفلسطيني، تمكّن الصهيوني من الضفة وتقول هي تقاوم، مقاومة تفاوضية سلمية نحن نكره العنف … العنف ما بجيب رواتب.

منذ عام 1994 وإلى الْيَوْمَ، وتحت حراب نواطير أوسلو دخل إلى الضفة الغربية أكثر من 750 ألف مستوطن قبل قدوم نواطير المستعمرات المقاومين، لم يدخل إلى الضفة الغربية والقدس من قطعان المستوطنين إلا القليل وبحماية صهيونية باهظة الثمن.

 لقد جنّدت أجهزة الأمن الوطني والمركزي والوقائي والمخابرات والشرطة وغيرها ممن لا نعرف مسميّاته لتنسّق ليس مع، بل وتحت إمرة السيّد المحتل المستوطن المُستعمر الذي بارك جهود فرزهم الأمني والتدريب تحت إمرة الجنرال الأميركي دايتون الذي صنع منهم قوات أمن ونواطير عقائديين يستميتون في دفاعهم عن المستوطنة والالتزام بسلامة وأمن سكانها. أبناء مفرزة الجنرال دايتون الأمنية يفتكون بكل من اقترب من قطعة أرض عليها زيتونة رواها هو أو جدّه يوماً ولفّها سياج المستوطنة،  يُعذّب مَن يحّن للدار في الخليل التي سكنها ربع كاهن.

لقد حوّلوا الكثيرين من أبناء غلابة يا فتح غلابة وأخواتها بمنظمة التحرير إلى نواطير مخلصين جداً لتعليمات وأفكار دايتون الأمنية في الحفاظ على سلامة المستوطن، أوصاهم الناطور الأعظم قائلاً يا عشّاق الرواتب التنسيق الأمني مقدّس وانتفاضة ثالثة على جثتي.

وقال وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان للناطور الأعظم مبروك عليك عاصمتك في أبو ديس يا أبو مازن، وقال له ترامب بالأمس نبلغك بقرارنا بأن القدس هي العاصمة الأبدية لبني صهيون، ونحن سوف نجعل بني سعود يدفعون الرواتب في أبو ديس.

وماذا كان رد الناطور الأعظم وماذا فعل أتباعه نواطير المقاومة التفاوضية والقناعات الأمنية التي أرساها الجنرال الأميركي المُبجّل دايتون؟… هنا سوف أحاول استشراف ماذا سيفعل ربع النواطير، أعتقد أنهم يجهزون في مدينة بيت لحم القديمة لتكون التالية، فتدخل ضمن سياج مستوطنة وهكذا تتكاثر وتتضخّم رواتب النواطير.

 قدس الأقداس لن يكون لنا والنواطير تتعبد في محراب أوسلو وتحمي بكل قوة المستوطنة وتنسّق أمنياً مع مغتصب الوطن والشعب وتجّار أعضائنا البشرية.