هل أعلن عبد المجيد تبون الحرب على الفساد في الجزائر؟
الفساد الذي أصبح من الظواهر السياسية والاقتصادية التي باتت تهدّد كيان الدولة الاقتصادي وترابطها المؤسساتي والعضوي في الجزائر، ويبدو أن السيِّد عبد المجيد تبون ينوي أن يكون رجل المرحلة ويحاول قدر الإمكان رغم توغّل الفساد أن يحدَّ من انتشاره.
فالفساد الذي أصبح من الظواهر السياسية والاقتصادية التي باتت تهدّد كيان الدولة الاقتصادي وترابطها المؤسساتي والعضوي، ويبدو أن السيِّد عبد المجيد تبون ينوي أن يكون رجل المرحلة ويحاول قدر الإمكان رغم توغّل الفساد أن يحدَّ من انتشاره، ويقوم بإجراء إصلاحات بنيوية هيكلية في بنية الاقتصاد الجزائري، وبالتالي إدخال الأمّة الجزائرية في عهد التحديث والتطوير والتخلّص من التبعية للمحروقات والتي تمثّل أكثر من 95 بالمائة من مداخيل البلاد من العملة الصعبة، فيما يرى مراقبون ومنهم الأستاذ أحمد بن بيتور الخبير الاقتصادي ورئيس الحكومة الأسبق بأنَّ سياسة التقشّف المتّبعة من طرف الحكومة الحالية ستزيد من الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل المواطن البسيط، في ظلّ عجز اقتصادي بلغ نحو 8.4 مليار دولار لهذه السنة حسب ما يرى الخبير الاقتصادي السيِّد محمّد حميدوش، وبالتالي فإنَّ السيِّد عبد المجيد تبون عليه أن يقوم بإجراءات صعبة على جميع المستويات من أجل الحدِّ من التدهور الاقتصادي ونزيف الاقتصاد الوطني ومحاربة الظواهر المالية السلبية التي انتشرت وبكثرة حسب رأي الكثيرين، ومنها تهريب العملة الصعبة تحت غطاء الاستيراد والتصدير وإنشاء شركات وهمية والحصول على قروض بنكية من دون ضمانات كافية...الخ، فالجبهة الاجتماعية التي تحمّلت كثيراً نتيجة السياسات الحكومية الصارِمة عليها أن تحسّ بأنَّ الوزير الأول جاد في ما يطرحه من مساعٍ وخطط من أجل القضاء على الفساد والذي تحتل فيه الجزائر مراتب متقدّمة في سلّم منظمة الشفافية الدولية. ويبدو أن الرجل قد أخذ من الرئيس بوتفليقة كل التطمينات السياسية والدعم المعنوي لإطلاق يده في تنفيذ ما يراه مناسباً من أجل تنفيذ تلك المهمة الصعبة. فالفساد الذي أصبح العدوّ الأول للاقتصاد الوطني الجزائري وبسببه تمَّ إلغاء الكثير من برامج التنمية المسطّرة نتيجة عدم وجود السيولة المالية الكافية بسبب التلاعب في ميزانية هذه المشاريع ونهبها بتواطؤ أحياناً من عدّة جهات رسمية. فهناك أكثر من 2000 قضية فساد معروضة أمام المحاكم الوطنية، وعلى السيِّد عبد المجيد تبون أن يعطي تعليماته بإعادة فتح ملفات تلك القضايا لكي يحاسب المسؤولين ويُبرّىء المُتّهمين الذين سُجِنَ بعضهم ظلماً، والسؤال المطروح بالنسبة للرأي العام الوطني هو كالتالي، هل سينجح الوزير الأول في مسعاه النبيل لتخليصنا من الفساد السياسي والاقتصادي؟ نتمنّى ذلك لأن الأوضاع باتت مُتأزّمة ويجب إجراء قطيعة تامّة مع العهود السابقة وإرساء دولة العدل والمساواة والقانون التي يحلم بها كل الشعب الجزائري ومن دون استثناء.