"بنت الجبل" في ثالث عرض جماهيري لها على مدى 38 عاماً
مسرحية "بنت الجبل" تستعيد أحداثها وشخصياتها على مسرح الفنون الذي استحدث قبل مفرق أدما، بعد 38 عاماً على عرضها لأول مرة، والرابط الوحيد هو مقتبسها وكاتب نصها ومخرجها روميو لحود، الذي أتيح له رابط جيني آخر هي ألين لحود حاملة الوزر الأكبر من العمل.
-
- 22 كانون الأول 2015 15:34
"بنت الجبل" تستعيد أحداثها وشخصياتها على مسرح الفنون
العجوز الجميل روميو لحود (85 عاماً)، لم يفقد بعد
القدرة على الإبداع من خلال فريق شكّله بمعرفته، واشتغل عليه حتى نال منه أفضل
النتائج الفنية، التي انعكست تجويداً على النسخة الثالثة من مسرحية "بنت الجبل"،
التي كانت افتتحت على خشبة مسرح الأليزيه عام 1977 (مع: سلوى القطريب، عبدو ياغي،
أنطوان كرباج، فيليب عقيقي، و كوثر القطريب) ثم قدمت عام 1988 على خشبة كازينو
لبنان (مع سلوى، ياغي، كرباج، وأضيف إليهم: الياس الياس، عاطف العلم، و ماغي
بدوي).
أما اليوم فالمسرحية تستعيد أحداثها وشخصياتها على مسرح
الفنون الذي استحدث قبل مفرق أدما، بعد 38 عاماً على عرضها لأول مرة، والرابط
الوحيد هو مقتبسها وكاتب نصها ومخرجها روميو لحود، الذي أتيح له رابط جيني آخر هي
ألين لحود حاملة الوزر الأكبر من العمل. كيف لا وهي تجسد والدتها بصوت أخطر مافيه
أنه يكاد يكون صوت سلوى، ما أيقظ نوستالجيا لذيذة عند جمهور مخضرم سبق لكثيرين
منهم أن واكبوا النسختين السابقتين أو واحدة منهما على الأقل. و لا ننكر أننا
قصدنا المسرح بأحاسيس مضطربة ومتناقضة تميل إلى التشاؤم، ولسان حالنا يردد ما الذي
سيضاف على العمل بعد المدة الطويلة التي انقضت، خصوصاً وأن مبدعها بات بعيداً عن
النشاط المسرحي منذ سنوات.
لحود: "سلوى القطريب راحت كتير بكير "
مفاجأة سعيدة جداً أننا وجدنا العجوز روميو شاباً نشيطاً لمّاحاً متوازناً، مع ضربات لافتة مسرحياً جعلت من المتابعة متعة مشهدية وروحية حقيقية. تذكرنا خصوصية روميو في المسرح الغنائي التمثيلي الراقص أيام عز العروض الرحبانية، وبالتالي وصلت رسالة هذا الفنان بكل شفافيتها وعمقها والمشاعر الزاخرة بالود والحنان والوفاء، وكنا أول من بارك للأستاذ روميو على ما استطاعه من إبداع، وكان جوابه "الله يرحم سلوى شو ما عملنا بيضل قليل قدام اللي عطيتو بحياتها القصيرة .. سلوى راحت كتير بكير".
ألين لحود في دور ليزا
الشخصيات المحورية في المسرحية
ثماني شخصيات محورية اعتمدت في المسرحية الراهنة
ثماني شخصيات محورية اعتمدت في المسرحية الراهنة التي تحظى بإقبال كثيف ونوعي ومن أجيال مختلفة. أولاً ليزا (ألين لحود) توظف خبرتها كممثلة ومغنية وتبدو فنانة محترفة تجيد تطويع كامل أدواتها لصالح الدور المتناقض ما بين شقين تنطق غيهما بلهجتين، الجبلية المقعرة، والحضارية أو لهجة الصالونات البورجوازية.
وبدا الكاستنغ ناجحاً جداً في إسناد الأدوار إلى الممثلين، خصوصاً الأستاذ هنري ولعبه بمهارة راقية الجنتلمان بديع أب شقرا وتميز بقوة مع ألين، وشكّلا ثنائياً منسجماً بالشكل والمضمون. وحضرت بظرفها وذكائها ماغي بدوي في دور والدة هنري. وكان غبريال يمين في شخصية خليل بربور والد ليزا الممثل الذي لطالما عرفناه متمكناً صادقاً وآسراً على الخشبة... كل كان في مكانه مع عصام مرعب، لودي قزي، ماريلين حكيم، ورفعت نهرا.