دور القوى "غير الدولة" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي

تلك القوى "غير الدولة" تتحرّك وفق مشروعٍ ممتدٍّ يهدف بالدرجة الرئيسية إلى إنهاء الوجود الأميركي وأتباعه في المنطقة

  • هناك إمكانات واسعة للقوى من غير الدولة وقدراتها العسكرية لبناء محورٍ إقليميٍّ
    هناك إمكانات واسعة للقوى من غير الدولة وقدراتها العسكرية لبناء محورٍ إقليميٍّ

تتركّز القوى "غير الدولة" في منطقة الشرق الأوسط- تحديداً- في "العراق واليمن ولبنان وكذلك في فلسطين"، وُيعتبر تواجدها واسعاً وكبيراً استناداً إلى الإمكانات العسكرية والقدرات القتالية والانتشار والتوسّع والدعم الإقليمي.

في هذا السياق، فإن تلك القوى تتحرّك وفق مشروعٍ ممتدٍّ يهدف بالدرجة الرئيسية إلى إنهاء الوجود الأميركي وأتباعه في المنطقة. وتُعدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ركيزة هذا المشروع في الشرق الأوسط والذي من أهدافه الرئيسية إنهاء التواجد "الإسرائيلي".

ويمكن تفسير هذا الهدف في إطار تصادم المشروعات في المنطقة بشكل رئيسي لو لم نفسّره من ناحية أيديولوجية فكرية قامت على الدعوة إلى استقلال الأقطار الإسلامية منذ بداية الثورة الإسلامية. 

وصرّح وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، وبشكلٍ واضحٍ وصريح: "نعمل على تشكّل جبهة قوية من مصر والسودان والبحرين والإمارات مقابل محور الشر بقيادة إيران وإردوغان". وهذا يعطي مؤشرات مهمّة حول طبيعة التحرك الإسرائيلي والمخاطر التي يواجهها تجاه بناء محور مواجهة فاعل وديناميكي وذات طبيعة تتضمن مركز عملياتٍ فاعلٍ ممكن أن يتطور في المستقبل.

ما هي القدرات التي تمتلكها تلك القوى مع إيران لتشكيل محور صدّ مهمّ؟

على صعيد المضائق والموانئ: 

تهتم إيران بالتفاعل مع المناطق الحيوية التي تمثّل المحافظة على خطوط الإمداد والحدّ من الحصار المفروض عليها أميركياً والذي هو غزوٌ لكل مقدّرات المنطقة، فهي بذلك تعمل جاهدةً لبناء تحالفٍ واسعٍ للحفاظ على تلك المناطق في إطار مواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية والتي هي قائمة على السيطرة على الموانئ الحيوية لتعميق انتشار نفوذها والإبقاء على خطوط الملاحة مفتوحةً للانتشار الواسع في البحار والمحيطات القريبة والبعيدة، وهي استراتيجية تصادمٍ واسعة بين إيران وأميركا، وفي النهاية فإنه يفكّ من عزلتها ويزيد من قوّتها.

حماية خطوط الإمداد:

تمثّل حماية خطوط الإمداد من وإلى إيران أهميةً كبيرةً بالنسبة لحلفائها بشكلٍ أكبر، خاصةً لبنان الذي يمثّل حزب الله اللبناني ركيزةً مهمةً في تواجده على تخوم فلسطين المحتلة بشكلٍ مباشر، وهو التحدي الأكبر لها، إذ أن سوريا تمثّل حلقة الوصل الجغرافية، فكانت عنصراً مهماً كهدفٍ مباشرٍ في التحرك في سوريا من أجل حماية هذه الخطوط من قبل الحزب، وفي سياق ذلك فإن الحزب اللبناني يعمل على جبهة الشمال مع الاحتلال.

على صعيد المواجهة المباشرة مع "إسرائيل":

إذ قلنا أن حزب الله اللبناني متواجدٌ على تخوم الاحتلال، فإن المقاومة الفلسطينية لاسيما  كتائب القسّام وسرايا القدس، يمثّلان جبهةً ممتدّةً في المعركة الداخلية المباشرة مع الاحتلال. وفي هذا السياق، لا تنفكّ تلك الجبهات السابقة أن تكون التبادلية الفعالة بشكلٍ كبير في طرح تكثيف الإمكانات للمقاومة الفلسطينية وهو الحاصل في هذه الفترة. إلا أن توسيع دائرة الاشتباك لا زال بحاجةٍ لإدارة عملياتٍ واسعةٍ وممتدة، تراعى كافة العوامل وتعزّز مساحات الانتشار والنفوذ.

الخلاصة

هناك إمكانات واسعة للقوى من غير الدولة وقدراتها العسكرية لبناء محورٍ إقليميٍّ لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي، خاصةً في ظلّ حالة الترهّل الإقليمي وحالة الفراغ الجيوسياسي بتحرك القوى العربية الكبرى مع القوى الاستعمارية، حيث أن ما يمتلكه هذا المحور من إمكاناتٍ واسعة سواء في المجال الجوي والقوات البرية والبحرية، والعتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، سيحقق الهدف المنشود وهو التحرير، والذي هو رغبة كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم.