"ثغرة حلب" المقفلة.. هل تعيد فتح الباب للمفاوضات الأميركية الروسية؟
الجيش السوري يتمكن من إعادة الوضع إلى ما كان عليه في ريف حلب الجنوبي الغربي، ويغلق الثغرة التي فتحها المسلحون إلى الأحياء الشرقية، بسيطرته على الكليات العسكرية، في لحظة سياسية حاسمة يشتد فيها النقاش بين روسيا وأميركا للتوصل إلى اتفاق حول حلب.
ومنذ ذلك الوقت انقلبت المعركة، فأصبح جيش الفتح مدافعاً عن الثغرة التي فتحها بين ريف حلب الجنوبي الغربي وأحياء حلب الشرقية، وبحسب المعلومات الواردة، وبحسب ما ورد من صور ومقاطع فيديو يبدو أن المسلحين لم يستفيدوا كثيراً من هذه الثغرة، ولم يستطيعوا توسيع نطاق الأمان فيها ليتمكنوا من نقل السلاح والرجال إلى داخل أحياء حلب.
بدا الجيش السوري وحلفاؤه مذاك ممسكين بزمام المبادرة؛ قصف جوي واستهدافات أرضية مكثفة لأي تحرك إنطلاقاً من تل أم القرع مروراً بالكليات العسكرية وحتى مشروع 1070 شقة.
وقد حاول أكثر من مرة التقدم من جهة مشروع 1070 شقة وسيطر على عدة كتل من الأبنية، ولكن كان من الواضح حينها أن هذه الهجومات ليس هدفها قطع الطريق، بل ربما الحصول على مواقع كاشفة وتثبيت نقاط مهمة يمكن من خلالها استهداف كل من يحاول عبور الطريق من خارج حلب إلى داخلها، بانتظار لحظة حاسمة تحددها معارك السياسة بالدرجة الأولى.
كان الحدث اللافت منذ أيام بدء الحديث عن مفاوضات روسية أميركية للتوصل لاتفاق حول حلب، وبالتزامن مع هذه الأخبار أتى خبر سيطرة الجيش السوري وحلفائه على تل أم القرع الاستراتيجي جنوب شرق كلية التسليح، ورغم أن الخبر كان عابراً على كثير من محطات الإعلام، إلا أن هذه السيطرة أمنّت للجيش إعادة إغلاق الثغرة التي فتحها المسلحون وبشكل كامل ولو نارياً، حيث يشرف التل على ساحة المعركة كاملة، من كلية التسليح حتى مشروع 1070 شقة.
كان بإمكان أي خبير عسكري حينها الحديث عن إغلاق ثغرة الراموسة تماماً، وكان واضحاً أن قرار استعادة الكليات العسكرية بات مسألة وقت، فبعد أن أنهكت القوات المدافعة جراء القصف الجوي والأرضي، ومحاصرة القوات البرية لهم من عدة نقاط، أصبح الطريق معبداً لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل شهر آب/ أغسطس في حلب.
وفي لحظة احتدام المفاوضات الأميركية الروسية، وقبل لقاء الرئيسين بوتين وأوباما بيوم، ربما احتاج الروس إلى ما يدفع المفاوضات، وخصوصاً بعد تقدم المسلحين في ريف حماه الشمالي، فكان القرار بدخول الكليات العسكرية، وفي غضون ساعات تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من السيطرة على كلية التسليح إنطلاقاً من أم القرع، ثم الدخول إلى باقي الكليات وإغلاق الباب نهائياً على حلم المحيسني بالسيطرة على كامل حلب.
عادت أحياء المسلحين في حلب الشرقية محاصرة الآن، ولن يكون بمقدور جيش الفتح إعادة التأسيس لهجوم جديد لفتح ثغرة جديدة قبل أسابيع على أقل تقدير، وخصوصاً في ظل ما يحكى عن إنهاكٍ لفصائله بعد ما عرف بمعركة "إبراهيم اليوسف"، وفي ظل الخلافات الداخلية، وإنشقاق أحمد عيسى الشيخ مع فصيله "صقور الشام" عن حركة أحرار الشام؛ الفصيل الأكبر في جيش الفتح، وخلاف الحركة وقتالها مع "جند الأقصى" في أريحا بإدلب.