التعليم ضرورةٌ لدوام الحياة الإنسانية
التعليم يؤدي دوراً محورياً في نقل الإنسانية من أسلوب حياةٍ غير مستدامة إلى منهج متجدد ومستقبل بشري مستدام. وحينما يشيد على أسسٍ علمية رصينة، يكون مصدراً للعلوم والمعارف الحقة، ومنهجاً للفكر والتفكير.
إن ما يشهده العالم اليوم من تحديات خطرة، وما حملته الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية والبيئية العالمية من آثار جسيمة، ألقت بظلالها سلباً على واقع المؤسسات التعليمية ومستقبلها، ما انعكس على مستوى الوعي الفكري للأفراد، فكان تهديداً حقيقياً ينذر بخطر تفشي الجهل وغياب الوعي وانحسار التطور، حتى أصبحت الحياة الإنسانية مهددة، والعالم بات يحلم بالأمن والأمان والحرية والعدالة والازدهار.
من أجل ذلك، بات التعليم حبل الخلاص، وصار يعين على تطوير الوعي الفكري، ويثبت أركان العدل والازدهار المجتمعي؛ فالتعليم الرصين هو طريق النجاة للخروج من متاهات الجهل، وهو السلم نحو مدارج التنور الفكري، وطوق النجاة لعقلنة السلوك الإنساني، والركيزة في البناء والإصلاح المجتمعي.
والتعليم لا يبلغ أهدافه ما لم يشيّد العقل الإبداعي في الإنسان، وينمّي فيه ثقته بذاته، ويربي فيه حرصه على السير وفق منهج علمي وسلوك أخلاقي يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأمة ويلبي احتياجات الأفراد كافة.
لذلك، نراه يؤدي دوراً محورياً في نقل الإنسانية من أسلوب حياةٍ غير مستدامة إلى منهج متجدد ومستقبل بشري مستدام. وحينما يشيد على أسسٍ علمية رصينة، يكون مصدراً للعلوم والمعارف الحقة، ومنهجاً للفكر والتفكير، يتزوَّد من خلاله الطلاب بالوعي الفكري الكفيل ببناء مجتمع يسوده الأمن والازدهار والمواطنة المسؤولة.
إنَّ الأساس الثابت الذي يستند إليه التعليم الرصين هو النشاط والحركة التي تتّخذ العلاقات الإنسانية شعاراً وفكراً ومنهجاً وتطبيقاً، فلا يمكن جني ثمار التعليم وبلوغ مرتبة التعلم ما لم تُمد جسور الإنسانية بين بني البشر جميعاً.
ومن المعلوم أنَّ الإنسانية في عصرنا الحالي تواجه تحديات ومخاطر وأزمات لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال التعليم الرصين، فالبشرية تسير باتجاه استنفاد الموارد الطبيعية الذي يقابله نمو سكاني متسارع، إضافة إلى مشاكل التلوث العالمي وتغير المناخ الذي بات يهدد الحياة على هذه المعمورة، وينذر بأمواج من الجوع والقحط الذي يشكل تهديداً للحياة الإنسانية.
لذا، كان لا بد من التعليم الرصين الكفيل بإحياء الوعي الإنساني، واتخاذ الفكر وسيلة لبناء حياة آمنة مستقرة خالية من الفتن والصراعات، وإطفاء نار النزاعات السياسية والعصبيات الدينية والمذهبية التي باتت مشتعلة في كل مكان.
وعندما لا يكون هناك دعم للمؤسَّسات التعليمية بالشكل الكافي، فإن ذلك سيعمّق المشكلات، ويزيد الصعوبات في جميع قطاعات المجتمع. عندها، تغيب العقلانية، ويختفي الفهم الواعي، وتضمحلّ الروح الإنسانية، ولا يبقى سوى التعليم الوسيلة والمنهج الكفيل بعقلنة الفكر الإنساني وتقويم سلوك الأفراد وجعلهم متسلحين بالعلم والمنطق والوعي الفكري، ليكونوا حينها قادرين على صياغة استراتيجيات الحياة الآمنة والمستقرة ووضع البرامج والحلول لجميع العقد والمشكلات.