من أكبر الألغاز .. إشارة فضائية من خارج مجرتنا!
فريق البحث يكتشف إشارة قادمة من اتجاه مماثل وبحجم متطابق تقريباً مع ميزة أخرى غير مفسرة، والتي تنتجها بعض الجسيمات الكونية الأكثر نشاطاً التي تم اكتشافها على الإطلاق.
اكتشف علماء الفلك في وكالة ناسا "إشارة" غير متوقعة قادمة من خارج مجرتنا، ولا يمكنهم تفسيرها.
وأشار العلماء إلى أنهم عثروا على الميزة الغامضة بعد تحليل نحو 13 عاماً من البيانات الواردة من تلسكوب فيرمي لأشعة غاما الفضائي التابع لناسا في أثناء بحثهم عن شيء آخر تماما.
ويستطيع التلسكوب القوي اكتشاف أشعة غاما، وهي عبارة عن انفجارات ضخمة من الضوء النشط تبلغ قوتها آلاف إلى مئات المليارات من المرات بقدر ما تستطيع أعيننا رؤيته. وغالبا ما يتم إنشاؤها عند انفجار النجوم أو حدوث انفجار نووي.
وكان العلماء يبحثون عن واحدة من أقدم ميزات أشعة غاما لإنشاء الذرات الأولى، والمعروفة باسم إشعاع الخلفية الكونية الميكروي (أو CMB)، وهو الإشعاع المتبقي من بداية الكون.
Congratulations to @JAXA_en on XRISM’s first images and spectrum! They are the first glimpse of XRISM’s capabilities and the exciting science to come. Here, the telescope’s Resolve and Xtend instruments captured N132D: https://t.co/fUej4Mn8AO
— NASA (@NASA) January 5, 2024
ويمتلك إشعاع الخلفية الكونية الميكروي بنية ثنائية القطب، حيث يكون أحد طرفيه، تجاه كوكبة الأسد، أكثر سخونة وأكثر نشاطاً من الطرف المعاكس.
ويعتقد علماء الفلك بشكلٍ عام أن حركة نظامنا الشمسي هي التي تخلق هذا الهيكل.
وبدلاً من ذلك، اكتشف الفريق إشارة قادمة من اتجاه مماثل وبحجم متطابق تقريبا مع ميزة أخرى غير مفسرة، والتي تنتجها بعض الجسيمات الكونية الأكثر نشاطاً التي تم اكتشافها على الإطلاق.
وقال ألكسندر كاشلينسكي، عالم الكونيات في جامعة ميريلاند ومركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "لقد وجدنا إشارة أقوى بكثير، وفي جزء مختلف من السماء، من تلك التي كنا نبحث عنها".
واقترح العلماء أن الإشارة يمكن أن تكون مرتبطة بهذه الجسيمات النشطة للغاية، والمعروفة باسم "الأشعة الكونية الفائقة الطاقة" (UHECR).
اقرأ أيضاً: إشارات من الفضاء... هل من أحد يخاطبنا؟!
ووفقاً لوكالة ناسا، فإن أصول الأشعة الكونية الفائقة الطاقة التي تحمل أكثر من مليار مرة من طاقة أشعة "غاما"، تظل واحدة من أكبر الألغاز في الفيزياء الفلكية.
ومن ناحية أخرى، أوضح العلماء أن هذه الخاصية الجديدة لأشعة "غاما" يمكن أن تشبه إشعاع الخلفية الكونية الميكروي (CMB) الذي يعد أقدم ضوء في الكون.
وقال كريس شريدر، عالم الفيزياء الفلكية في مركز غودارد: "لقد وجدنا إشارة ثنائية القطب لأشعة غاما، لكن ذروتها تقع في السماء الجنوبية، بعيداً عن مكان تواجد إشعاعات الخلفية الكونية الميكروي، وحجمها أكبر 10 مرات مما نتوقعه".
ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف يمكن ربطه بخاصية أشعة غاما الكونية التي لاحظها مرصد بيير أوجيه في الأرجنتين في عام 2017.
ويرجّح علماء الفلك أن الظاهرتين (أشعة غاما والأشعة الكونية الفائقة الطاقة) يمكن أن تنشأ من مصدر واحد غير معروف، نظراً لتشابه بنيتهما. ويأملون في تحديد المصدر الغامض أو التوصل إلى تفسيرات بديلة لكلتا الميزتين.
ويمكن أن يساعد اكتشاف "ناسا" غير المتوقع علماء الفلك على تأكيد أو تحدي الأفكار حول كيفية إنشاء البنية ثنائية القطب.