متى يسهم الذكاء الاصطناعي في إدارة الكوارث؟

يحاول خبراء الذكاء الاصطناعي الذين يركزون على إدارة الكوارث منع الأخيرة. حيث ظهرت التكنولوجيا والأبحاث التي تحاول مساعدة الحكومات على التنبؤ بشكل أفضل بالكوارث مثل الفيضانات وأمواج تسونامي والزلازل والاستجابة لها.

  • زلزال أفغانستان والذكاء الاصطناعي
    في أفغانستان لم تكن هناك فرصة كبيرة لأن يساعد نظام الإنذار المبكر بالزلزال

ضرب زلزال شرق أفغانستان يوم الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة 1600 آخرين، وهو  الأكثر دموية في البلاد منذ عقدين.

في الأيام التي تلت ذلك، تعثّرت جهود البحث والإنقاذ بسبب الأمطار والانهيارات الأرضية، ما أدى إلى إغلاق المدن والقرى أمام سيارات الإسعاف والمساعدات.

هذه السيناريوهات وغيرها يحاول خبراء الذكاء الاصطناعي الذين يركزون على إدارة الكوارث منعها. 

ففي السنوات الأخيرة، ظهرت التكنولوجيا والأبحاث التي تحاول مساعدة الحكومات على التنبؤ بشكل أفضل بالكوارث مثل الفيضانات وأمواج تسونامي والزلازل  والاستجابة لها.

ويستخدم الباحثون خوارزميات التعلّم العميق Deep learning  لتصفية "ضوضاء المدينة" بحيث يمكن جمع بيانات الزلازل بشكل أفضل. و تحلل الخوارزميات البيانات الزلزالية  وفقاً للزلازل السابقة للتنبؤ بالكوارث في وقتٍ مبكر وإخطار الناس بسرعة أكبر.

يعتبر باحثو الذكاء الاصطناعي والمتخصصون في الجيوفيزياء في جامعة ستانفورد أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون سريعًا ويُعطي الوقت المناسب لتحذير الأشخاص، وهنا يمكن لـ 10 ثوانٍ  أن تنقذ الكثير من الأرواح. لكن الوضع في أفغانستان كان مختلفاً وذلك بسبب البنية التحتية المتداعية التي شكلت تحدياً أمام الذكاء الاصطناعي. 

ولكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بحدوث زلازل في الوقت الفعلي Real time؟

هذا يعني اكتشاف حدث باستخدام تدفقات البيانات في الوقت الفعلي وتوقع ما سيحدث في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر أو المواسم القادمة. وهناك أيضاً التنبؤ أوالمساعدة في الاتصال من خلال نظام الإنذار المبكر أو نظام دعم القرار.

وفي السنوات الأخيرة، وباستخدام التعلّم العميق والذكاء الاصطناعي المتقدم، أصبح لدينا نتائج واعدة لجهة توقع اهتزاز الأرض والتنبؤ بها، ويمكن للتكنولوجيا أن تتنبأ بكثافة اهتزاز الأرض وفقاً لما شهدته محطات المراقبة الزلزالية، ويمكن استخدام هذه الملاحظات للتنبؤ  بشدة الاهتزاز في غضون ثوانٍ.

بالنسبة لما حدث في أفغانستان، لم تكن هناك فرصة كبيرة لأن يساعد نظام الإنذار المبكر بالزلزال، حيثُ تكمن المشكلة الرئيسية في أن أنظمة الإنذار المبكر تستخدم إشارات حول المنطقة، لذا فهي تعتمد على عدد المحطات الزلزالية أو أجهزة الاستشعار الموجودة بالقرب من الزلزال، وكانت هذه المحطة في العاصمة كابول وتبعد حوالى 150 كيلومتراً عن الزلزال.  

وبالإضافة الى محطات الرصد الزلزالية، يجب ان تتوفر بعض المقوّمات التي من شانها إتمام عملية التنبؤ بنجاح، مثل وجود شبكة اتصالات مستقرة، بنية تحتية وكهرباء. وتحتاج أيضاً الى قوة حسابية قادرة على تشغيل هذه النماذج من اجل عملية التنبؤ. 

ويمكن للذكاء الاصطناعي بعد دراسة البيانات التنبؤ بحدوث زلازل أو كوارث طبيعية وبالتالي تمكّنه من انقاذ الأرواح وخصوصاً في المناطق الأكثر عرضة لمثل هذه الكوارث.