كيف تساعد الطائرات بدون طيار والروبوتات فى التعامل مع حرائق الغابات؟

تقنيات حديثة يتم تطويرها للتعامل مع حرائق الغابات، منها طائرات بدون طيار وروبوتات، ما يتيح اكتشاف الحرائق في وقت مبكر قبل انتشارها بالفعل.

  • طائرات بدون طيار و روبوتات مخصصة للتعامل مع حرائق الغابات
    طائرات بدون طيار و روبوتات مخصصة للتعامل مع حرائق الغابات

يحاول الخبراء في العالم، اكتشاف حلول سريعة وقوية يمكنها المساعدة على مواجهة تغير المناخ وعلاج بعض كوارثه وأضراره، لاسيّما في ظل موجة حرائق الغابات الأخيرة التي تحدث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتي تنتج عنها أضرار بيئية كبيرة .

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، طور العلماء والمهندسون مجموعة من التقنيات الجديدة التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بهذه الحرائق المدمرة ومعالجتها.
 
وتشمل هذه النماذج الحاسوبية التي ترسم مسارات النيران المحتملة، والطائرات بدون طيار التي تسقط المياه، والروبوتات المستقلة التي يمكنها اكتشاف مصادر الحرائق ورش المياه، وهنا نرصد التقنيات المتاحة في نقاط:

تقنيات الذكاء الاصطناعي

تُعَدّ من المشاكل الشائعة في حرائق الغابات، أنّه بحلول الوقت الذي يتم اكتشافها، تكون قد انتشرت بالفعل على نطاق واسع، وتتسبب في دمار كبير، لذلك تقوم بعض الشركات بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي "AI" التي يمكنها اكتشاف الحرائق في مراحلها المبكرة باستخدام صور الأقمار الصناعية.
 
تبحث مختبرات "ديكارت" ومختبرات "OroraTech" ومقرها الولايات المتحدة عن علامات منبّهة للحريق، مثل الدخان أو التغيرات في بيانات الأشعة تحت الحمراء الحرارية، في صور الأقمار الصناعية لمناطق المشاكل كل بضع دقائق.
 
كما يتم بعد ذلك تشغيل الخوارزميات المدربة على البحث عن الخصائص المختلفة لحرائق الغابات، وإذا تم اكتشاف إحداها، ترسل إحداثياتها إلى مسؤولي الإطفاء، فيمكن للتقنيات المتوفرة أن تكتشف تلقائياً عندما يبدأ الحريق بالفعل، وهذه مفيدة للغاية في المناطق النائية أو المناطق المعرضة للخطر بشكل خاص.
 
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يتنبأ بكيفية نمو الحريق وانتقاله بمجرد أن يبدأ، ويستخدم على نطاق واسع في البلدان المعرضة للحرائق مثل الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا والبرتغال وأستراليا.
 
ويمكن لأدوات مثل "WIFIRE Firemap" في الولايات المتحدة أن تساعد السلطات في التخطيط لعمليات الإخلاء، وإصدار أحكام بشأن أفضل طريقة للتعامل مع الحريق المتزايد.
 
تستخدم النماذج بيانات في الوقت الفعلي من الأقمار الصناعية مثل الطقس والتضاريس والجفاف جنباً إلى جنب، مع الكاميرات وأجهزة الاستشعار على الأرض والطائرات المجهزة برادارات الأشعة تحت الحمراء، ويمكن إخبار رجال الإطفاء بموقع الحريق ومعدل انتشاره وفي أي اتجاه.

طائرات بدون طيار

تواجه الطائرات الكلاسيكية الضخمة المخصصة لتتبع حرائق الغابات أو مكافحتها صعوبة في الرؤية في الظلام والدخان الكثيف، كما تتعرّض طواقم العمل للخطر، بينما توفر الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بُعد حلاً، إذ يمكنها التقاط البيانات في الوقت الفعلي وإبلاغ المستجيبين من بعيد.

ويمكن تجهيز طائرات مكافحة الحرائق بكاميرات تصوير حراري تلتقط اتجاه الرياح وصوراً عالية الدقة للدخان ومتغيرات أخرى، كما يسهل حزمها ونقلها، ويمكن نشرها في مواقع بعيدة.

يمكن للطائرات بدون طيار أيضاً توصيل المياه إلى المواقع المتضررة للمساعدة في مكافحة الحريق مباشرة، وهي رؤية الشركة الإسبانية "Drone Hopper" بطائرة "Wild Hopper" بدون طيار.

كما تم تجهيز "Wild Hopper" بكاميرات حرارية يمكن أن تساعد أولاً في تحديد موقع الحريق وتقييم نوع الحريق، وإرسال البيانات مرة أخرى إلى وحدات التحكم.

ويمكن بعد ذلك أن تحوم فوق منطقة احتراق معينة وتنشر 600 لتر من البضائع السائلة كضباب مصمم خصيصاً لنوع الحريق الموجود تحته.

الروبوتات

ينشر الخبراء الروبوتات التي تعمل بالتحكم عن بعد في الأراضي البرية المحترقة لمواجهة الحريق من الأرض، فتم تصميم "Dronster" من شركة "Vallfirest" الإسبانية لتصنيع معدات مكافحة الحرائق، وتم تجهيز روبوت "bushcutter" بحفار يمكنه إنشاء خنادق تمنع انتشار الحريق، مع جمع البيانات ذات الأهمية مثل الرطوبة ودرجة الحرارة.
 
كما أنها قادرة على نقل المعدات إلى المناطق النائية، وإبعاد الجرحى عن مواقع الدمار، ويمكن التحكم في الروبوتات عن بُعد لنشر سوائل الإطفاء على مسافات تصل إلى 62 متراً.

و تم تطوير نموذج أولي لروبوت إطفاء مستقل يمكنه اتخاذ قرارات ذكية في جامعة "نيويورك"، حيث أُنشِئَت الآلة التي تستخدم المعلومات من المستشعرات الموجودة على متن الطائرة للتنقل من دون الاصطدام بالعقبات، وله، أي الروبوت، ذراع مزودة بفوهة ملحقة بخزان مياه وكاميرا استشعار للحرارة.

تتحرك الذراع وتستخدم كاميرتها للبحث عن مصدر الحرارة، قبل أن توجه  الفوهة وترش الماء مباشرة على النار.

ويستخدم "FlameRanger" من شركة الروبوتات السويدية "Unifire" تقنية مماثلة لتحديد المواقع الساخنة قبل نشر ما يصل إلى 5000 لتر في الدقيقة من الماء أو الرغوة.

يحتوي الروبوت التجاري الخاص به، على تصوير حراري وأجهزة استشعار للكشف عن اللهب مرتبطة بفوهات على أذرع روبوتية.