تقرير: FDA تواجه أيلون ماسك: دماغ الإنسان ليس سيارة!
يبدو أن طموحات الملياردير الشاب دونها الكثير من العراقيل، فناهيك عن السجال الأخلاقي الواسع الذي أطلقته هذه التجارب، رفضت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA منح الإذن لإجراء تجارب بشرية في هذه المرحلة.
في الشهر الأخير من العام المنصرم، أعلن رجل الأعمال والميلياردير الأميركي أيلون ماسك عن الشروع بتطبيق تقنيات دمج شرائح الكترونية في أدمغة البشر في غضون 6 أشهر، مشيرا إلى أن التجارب الأولى ستستهدف استعادة البصر وإعادة الحركة لعضلات مرضى عاجزين عن ذلك.
إعلان ماسك تبع عرضاً تقديمياً لشركته "نيورالينك" أظهر تجربة لقرد يلعب على الحاسوب بعد زرع شريحة في دماغه.
وبالفعل قال ماسك يومها إن الشركة تسعى إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأميركية لبدء التجارب على البشر بحلول منتصف العام 2023.
ولكن يبدو أن طموحات الملياردير الشاب دونها الكثير من العراقيل، فناهيك عن السجال الأخلاقي الواسع الذي أطلقته هذه التجارب، رفضت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA منح الإذن لإجراء تجارب بشرية في هذه المرحلة.
ويبدو أن المخاوف الرئيسية للهيئة الرسمية الأميركية تتركز حالياً على مدى سلامة هذه التقنية كاحتمال انتقال الأسلاك الصغيرة المغروسة في الشريحة الالكترونية إلى مناطق أخرى في الدماغ، ومدى القدرة على إزالتها عند الضرورة من دون التسبب بضرر لأنسجة المخ.
وفي التفاصيل، فإن إدارة الغذاء والدواء تطرح أسئلة حول مدى مرونة استبدال الشريحة بهدف ترقيتها أو لسبب تقني اخر، ما يطرح إشكالية حقيقية نظراً للحجم الصغير للأسلاك الكهربائية التي تمتد إلى المادة الرمادية في دماغ المريض.
وتكمن المشكلة في أنّ الأسلاك الكهربائية في الشريحة صغيرة للغاية وشديدة الحساسية إلى درجة أنها معرضة لخطر الانقطاع أثناء الإزالة (أو حتى أثناء الاستخدام المنتظم)، ومن ثم "الهجرة" إلى أجزاء أخرى من الدماغ حيث قد تستقر في منطقة غير مستهدفة مسبقًا.
كما أثارت الإدارة الأميركية مخاوف بشأن بطارية الليثيوم المدمجة في الشريحة الالكترونية التي من المُفترض أن تُزرع في الدماغ.
ولا ترتبط المخاوف بشأن سلامة الليثيوم فقط، بل يتعداها إلى قدرة الشريحة على إعادة الشحن عبر الجلد، واحتمال فشل عملية الشحن مرة بعد أخرى. ومن شأن تفريغ الطاقة من بطارية الشريحة أن يتسبب نظريًا بأضرار بالأنسجة المحيطة بها، وهو ما تنكره "نيورالينك".
وتُشكّل الأسئلة التي يطرحها ممثلو إدارة الغذاء والدواء الأميركية المستوى الأول من سلسلة إجراءات تحتاج شركة ماسك إلى تجاوزها بنجاح قبل نيل الموافقة على الشروع بتجارب بشرية.
ويبدو أن ماسك مصر على الالتزام ببرمجة زمنية مقررة مسبقا للبدء بالتجارب على البشر، ما حدا بأحد موظفي هيئة الغذاء والدواء إلى إنتقاده عبر وكالة رويترز بالقول إنه "لا يمكنه (ماسك) التقدير أن هذه ليست سيارة. هذا دماغ إنسان وليس لعبة!".