الصين تسرع التحوّل الرقمي الجديد لبناء نظام صناعي حديث
الصين تواصل إطلاق مشروعات تجريبية للتصنيع الذكي، وتبدأ بالتحوّل الرقمي في قطاع التصنيع لتعزيز الانتاجية والنوعية في البلاد، لبناء نظام صناعي حديث.
بدأت الصين في توجيه المزيد من الطاقة إلى التحوّل الرقمي في قطاع التصنيع لتعزيز القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وتعزيز الزخم الاقتصادي.
واعتمد مجلس الدولة الصينية خطة عمل في اجتماع تنفيذي عقد مؤخراً، تهدف إلى "تعزيز رقمنة التصنيع". وتتضمن هذه الخطة تدابير لتلبية احتياجات التصنيع عبر سيناريوهات متنوعة، وتسريع التقدم التكنولوجي، وتعزيز الجهود الداعمة من وضع المعايير إلى بناء منصات الخدمة.
وأشار الاجتماع إلى أنّ "التحوّل الرقمي هو المفتاح لدفع التصنيع الجديد وبناء نظام صناعي حديث".
وذكر الخبراء أنه مع دخول المصنعين الصينيين مرحلة حرجة من التحوّل الرقمي، ستوفر أحدث السياسات الحكومية إرشادات لهم لتسريع محركهم الرقمي وتسهيل التطبيق والابتكار التكنولوجي.
وقال تشو مينغ هاو، الأستاذ في جامعة "بكين جياوتونغ"، إنّ التحول الرقمي للتصنيع هو أمر بالغ الأهمية لتطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية، لأنّ التكامل العميق بين الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي سيخلق أشكالاً ونماذج وخدمات جديدة للأعمال.
وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، أطلقت الصين مشروعات تجريبية للتصنيع الذكي، حيث قامت ببناء 421 مصنعاً تجريبياً على المستوى الوطني إلى جانب أكثر من 10 آلاف ورشة عمل رقمية ومصنع ذكي على مستوى المقاطعات.
وتمّ تطبيق تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتوائم الرقمية في أكثر من 90 في المائة من المصانع التجريبية. وتمّ الترويج لتقنية "الجيل الخامس" على نطاق واسع في فحص الجودة وإنتاج التعدين وغيرها من المجالات.
ويمتد الإنترنت الصناعي الآن في الصين إلى جميع القطاعات الرئيسية، مع إنشاء أكثر من 200 نموذج تطبيقي.
وجلب تبني الاتجاه نحو التحوّل الرقمي فوائد ملموسة للعديد من المنتجين في جميع أنحاء البلاد. فعلى سبيل المثال، في بعض الأحيان يطلب عملاء شركة "جانغشي هوايوان" المحدودة للحياكة، الواقعة في مقاطعة جانغشي بشرقي الصين، كيلوغراماً فقط من عينات القماش، ولكن بمجرد تشغيل الماكينة، يتعين على الشركة إنتاج 2000 كيلوغرام على الأقل. وبعد ترقية رقمية تخطت تكلفتها 10 ملايين يوان (حوالى 1.41 مليون دولار أميركي)، قللت الشركة بشكل كبير من نفايات الإنتاج وخفضت التكاليف.
وقال قاو ون غن، مدير شركة "هوايوان"، إنّ الشركة يمكنها الآن إنتاج غرامين من القماش بنفس تكلفة سعر الوحدة لإنتاج طنين من القماش.
وقد أدّت هذه التحولات الرقمية إلى انخفاض إجمالي استهلاك الطاقة بنسبة 9 نقاط مئوية في الصناعات عالية الاستهلاك للطاقة في جيانغشي على مدار العامين الماضيين، مقارنة بالفترة المبكرة من الخطة الخمسية الـ13 (2016-2020). وتهدف المقاطعة الآن إلى تحقيق التحوّل الرقمي في أكثر من 10 آلاف شركة خلال حوالى عامين.
كما أكّد اجتماع مجلس الدولة على دعم التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة، ولا سيما تشجيعها على تحديث معداتها وتقنياتها.
ودعا تشو إلى بذل جهود لتطوير مجموعة من شركات التكنولوجيا المتخصصة القادرة على توفير حلول مخصصة وفعالة من حيث التكلفة للتحّل الرقمي، ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وخلال جولة تفقدية في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وهي قاعدة تصنيع رئيسية، شدد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ، على الحاجة إلى دعم التحوّل الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال تشانغ إنّ "الصين ستعزز الخدمات العامة للشركات الصغيرة والمتوسطة وتساعدها على صقل مزاياها التجارية حتى يتسنى للشركات الأكثر ابتكاراً أن تظهر وتستخدم تقنيات متخصصة ومتطورة لإنشاء منتجات جديدة وفريدة من نوعها".