صفقات ضخمة بين "البنتاغون" و "وادي السيليكون" لمواكبة روسيا والصين

تخضع عقود التسلح الحكومي مع القطاع الخاص الأميركي لضغوط جماعات نافذة في واشنطن.

  • البنتاغون يغزو
    مساعٍ أميركية حثيثة لمواكبة السباق التكنولوجي مع الصين وروسيا

عقدت وزارة الدفاع الأميركية في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 أكثر من 200 صفقة في مجال التكنولوجيا العسكرية مع شركات ذكاء صناعي من القطاع الخاص في الولايات المتحدة وحدها.

بلغت قيمة هذه الصفقات نحو 17 مليار دولار متجاوزة حجم صفقات تكنولوجيا الذكاء الصناعي كافة لصالح البنتاغون في العام 2019.

اقرأ أيضاً: "ذا انترسبت": البنتاغون يحاول اعتبار المصارف تهديداً للأمن القومي

تشير هذه البيانات إلى مساعٍ أميركية حثيثة لمواكبة السباق التكنولوجي مع الصين من جهة ومع روسيا من جهة ثانية، على الرغم من انخفاض حجم الاستثمارات الناشئة في مجالات صناعية عديدة في الولايات المتحدة بسبب الانكماش الاقتصادي.

أما العنصر الأهم في هذه الصفقات فهو قبول الشركات في وادي سيليكون الانخراط في صفقات عسكرية مثيرة للجدل بعد أن كانت تنأى بنفسها في السنوات الأخيرة، على خلفية قرار بتجنب الصراعات الدولية والحفاظ على المصالح التجارية حول العالم. وتشير تقديرات المتابعين أن الحصة الأكبر من ميزانية الدفاع الأميركية القياسية للعام 2024، والتي ستصل إلى حدود 886 مليار دولار، ستكون من نصيب شركات الذكاء الصناعي الناشئة في وادي سيليكون.

وبالفعل، بدأت صناديق رأس المال المغامر البارزة مثل Andreessen Horowitz و Sequoia Capital الاستثمار في الشركات المشاركة في تطوير المنتجات الدفاعية، بما في ذلك أنظمة التسلح الهجومية وتلك المخصصة للقتل والتدمير.

ومن الأمثلة على استثمار صناديق رأس المال في الشركات الناشئة ما قامت به Sequoia Capital من تمويل بقيمة 6 ملايين دولار لشركة أسسها فتى يبلغ من العمر 19 عاماً بعد أن نجح في تطوير خطط لصناعة أسلحة تعمل بالهيدروجين، في حين قامت Andreessen Horowitz بدفع 9 مليارات دولار لشركة مغمورة ثانية لتطوير ذخائر خاصة للطائرات من دون طيار.

ومن الواضح أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد أسهمت بشكل كبير في دفع البنتاغون إلى تحفيز القطاع الخاص في وادي سيليكون على تطوير تقنيات عسكرية مثار جدل في العادة كونها تُستخدم في الأعمال القتالية.

وبعد أن زودت شركات خاصة مثل مجموعة الدفاع HawkEye 360 وشركة SpaceX التابعة لإيلون ماسك أوكرانيا بخدمات صور الرادار والاتصالات عبر الأقمار الصناعية لاكتشاف تحركات القوافل الروسية، سارعت شركات تكنولوجيا أميركية أخرى إلى عرض خدماتها علّها تحظى بحصة من صفقات الدفاع الأميركية.

وكالعادة، تخضع عقود التسلح الحكومي مع القطاع الخاص الأميركي لضغوط جماعات نافذة في واشنطن.

وفي السنوات الأخيرة، أنشأت الولايات المتحدة العديد من الوكالات الحكومية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في تطوير التكنولوجيا لأغراض الأمن القومي.

وتشمل الأمثلة على ذلك، وحدة ابتكار الدفاع في العام 2015 ووحدة Afwerx في العام 2017، والتي تمكن الشركات الخاصة من بيع التكنولوجيا المبتكرة للقوات الجوية الأميركية. كما أدى إنشاء وحدة فضائية خاصة في العام 2019 إلى تحفيز تدفقات رأس المال الخاص إلى تكنولوجيا الدفاع التي تركز على حرب الفضاء، علماً أن "سبايس أكس" بقيادة أيلون ماسك من أكبر المستفيدين حتى الساعة من هذه الصفقات.