الاتحاد الأوروبي يعتمد قانوناً رائداً لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي
الاتحاد الأوروبي يتوصّل أخيراً إلى اتفاق ويعتمد قانوناً للذكاء الاصطناعي ينظّم استخدام التكنولوجيا التحويلية في الحالات "الشديدة الخطورة"، وسيتعيّن على الأنظمة ذات "المخاطر المرتفعة" الحصول على شهادة من الهيئات المعتمدة قبل طرحها في السوق.
وافق وزراء الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي، الثلاثاء الماضي، على "قانون الذكاء الاصطناعي"، الذي ينظّم استخدام التكنولوجيا التحويلية في الحالات "الشديدة الخطورة"، مثل إنفاذ القانون والتوظيف.
ويأمل الاتحاد الأوروبي عبر وضع قواعد صارمة للذكاء الاصطناعي، في وقت مبكر نسبياً من تطوير هذه التكنولوجيا، معالجة المخاطر المتعلقة به في الوقت المناسب، والمساعدة في وضع جدول الأعمال الدولي لتنظيمه.
ويتعيّن أن تستوفي الأنظمة المخصصة للاستخدام في الحالات "الشديدة الخطورة"، والمدرجة في ملاحق القانون، معايير مختلفة تشمل: الشفافية، الدقة، الأمن السيبراني، وجودة بيانات التدريب، ضمن أمور أخرى. ومن المقرر أن يتم حظر كلي لبعض الاستخدامات، مثل تسجيل الائتمان الاجتماعي على الطريقة الصينية.
وسيتعيّن على الأنظمة ذات "المخاطر المرتفعة" الحصول على شهادة من الهيئات المعتمدة قبل طرحها في سوق الاتحاد الأوروبي. وسيشرف "مكتب الذكاء الاصطناعي" الجديد على إنفاذ القانون على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وهناك أيضاً مزيد من القواعد الأساسية للأنظمة "ذات الأغراض العامة" التي يمكن استخدامها في مواقف مختلفة، بعضها شديد الخطورة. ولكن سيتعيّن على مقدّمي أنظمة الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة القوية، بشكل خاص، إخطار المفوضية الأوروبية إذا كان النظام يتمتع بقدرات تقنية معيّنة.
وفي حال عدم تمكّن مقدّم الخدمة من إثبات أنّ نظامه "لا يشكّل أي خطر جدي"، يمكن للمفوضية أن تصنّفه على أنه "نموذج ذكاء اصطناعي للأغراض العامة يشكّل مخاطر نظامية"، حيث يتم بعد ذلك تطبيق قواعد أكثر صرامة لتخفيف المخاطر.
كما يتعيّن وضع علامة على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل الصور أو الصوت أو النص على هذا النحو للحماية من التزييف العميق المضلل.
واقترحت المفوضية الأوروبية بهذا الشأن المسوّدة الأولى لقانون الذكاء الاصطناعي في نيسان/أبريل 2021. لكنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كانت مترددة في فرض كثير من القيود على إنفاذ القانون وأمن الحدود، وتخشى من أن يؤدي فرض الكثير من القواعد الروتينية إلى الإضرار بالقدرة التنافسية الاقتصادية.
وتوصّل المفاوضون من البرلمان والدول الأعضاء في نهاية المطاف إلى حل وسط في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد عدة جولات من المحادثات والجدل.
ويفرض القانون النهائي حظراً عاماً على التعرّف إلى الوجه في الوقت الفعلي في الدوائر التلفزيونية المغلقة، غير أنّ هناك استثناءات من أجل استخدامات إنفاذ القانون، مثل: العثور على الأشخاص المفقودين أو ضحايا الاختطاف، ومنع الاتجار بالبشر، والعثور على المشتبه بهم في قضايا جنائية خطيرة.