"ناسا" لرائدي الفضاء العالقين: عليكما الانتظار

وكالة "الفضاء الأميركية "ناسا" تبلغ رائدي الفضاء العالقين في المحطة الفضائية أن عليهما الانتظار لفترة أطول للعودة إلى الأرض.. لماذا؟

  •  قررت الوكالة عدم إعادة الرائدين  كما كان مخططاً في البداية (الصورة: ناسا)

أخطرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"  رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية أن "عليهما الانتظار لفترة أطول للعودة إلى الوطن".

وتقطعّت السبل بالرائدين، سوني ويليامز وبوتش ويلمور، على متن محطة الفضاء الدولية "ناسا"، ما جعل خطط عودتهما إلى الأرض معقّدة بشكل متزايد،  بعد أن وصلا في حزيران/يونيو الماضي إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية الجديدة "ستارلاينر" المصنّعة من شركة "بوينغ".

وانطلقت مركبة "ستارلاينر" إلى الفضاء، في 5 حزيران/يونيو الماضي، من محطة "كيب كانافيرال" في فلوريدا، بعد عمليتي إطلاق غير ناجحتين سابقاً، في 6 أيار/ مايو  و1 حزيران/يونيو الماضيين، على التوالي.

المركبة عانت من مشكلات 

وبحسب ما أوردته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقد أعلنت الوكالة  أمس الثلاثاء، أن عودة رائدي الفضاء العالقين منذ أشهر في محطة الفضاء الدولية قد تأجّلت أكثر من ذلك إلى نهاية آذار/مارس على الأقل.

وقالت "ناسا"  إنه "لا يمكنهما المغادرة إلاّ بعد انتهاء "فترة التسليم"، التي تسمح بمشاركة الدروس مع الطاقم الجديد الذي وصل حديثاً من أجل ”انتقال أفضل للعلوم والصيانة المستمرة في المجمّع".

وعانت المركبة الفضائية "ستارلاينر" التي حلّقا على متنها من مشكلات قبل الإطلاق وأثناءه وبعده، لذا قرّرت "ناسا" عدم إعادتهما إلى الوطن كما كان مخططاً في البداية.

مشكلات في مهمة الإنقاذ

بالتوازي، واجهت مهمة الإنقاذ التي قامت بها شركة SpaceX  مشكلات، ما دفع شركة إيلون ماسك إلى إيقاف تشغيل صواريخ Falcon 9 مؤقتاً في أيلول/سبتمبر الماضي.

وأعلنت السلطات الأميركية في آب/أغسطس الماضي، أنّ صواريخ "فالكون 9" التابعة لـشركة "سبايس اكس"، المملوكة من المياردير  إيلون ماسك، وهي الأكثر استخداماً من الشركة، ستتوقّف عن العمل حتى إشعار آخر بعد تسجيل حادث نادر، في حين كان مقرّراً أن تنقل هذه الصواريخ طاقمين إلى الفضاء قريباً.

  • الرائدان يتمتعان بخبرة كبيرة في مجال الفضاء (ناسا)

وتم النظر في البداية في كبسولة مختلفة من "سبياس إكس" لنقل طاقم بديل، لكن "ناسا" قرّرت أن الخيار الأفضل هو انتظار مركبة جديدة.
وقالت "سبياس إكس" إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإعداد كبسولة جديدة لحمل الطاقم البديل. هناك حاجة إلى طاقم جديد للذهاب إلى المحطة الفضائية قبل أن يتمكّن ويلمور ويليامز من القيام برحلة العودة.

مَن هما؟

يعدّ ويلماور، 61 عاماً، وويليامز، 58 عاماً، من رواد الفضاء المخضرمين وكلاهما ضابط بحري وطيّار اختبار سابق. وكان ويليامز رائد فضاء لدى وكالة ناسا منذ عام 1998، وويلماور منذ عام 2000. وكلاهما يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الفضاء.

وويليامز حاملة الرقم القياسي السابق لأكبر عدد من عمليات السير في الفضاء التي تقوم بها امرأة (7 مرات) وأكبر وقت للسير في الفضاء بالنسبة لامرأة (50 ساعة و40 دقيقة)، وفي عام 2007، شاركت في أول ماراثون يقوم به أي شخص في الفضاء.

  • تعامل رائدا الفضاء بايجابية حيال تجربتهما

وفي عام 2009، قاد ويلماور مكوك الفضاء أتلانتس في مهمته إلى محطة الفضاء الدولية، وفي عام 2014، كان جزءاً من طاقم محطة الفضاء الدولية الذي استخدم طابعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع أداة - مفتاح ربط - في الفضاء، وهي المرة الأولى التي يصنع فيها البشر شيئاً خارج العالم.

وعكف الرائدان على إجراء اختبارات أرضية لمحركات دفع مماثلة لإعادة تهيئة البيئة الفضائية ولفهم سبب المشكلة بشكل أفضل..

كان رائدا الفضاء إيجابيين بشأن تجربتهما، ففي  مؤتمر صحافي مباشر  في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال ويليامز إنه على الرغم من معرفتهما بأن مهمتهما من المقرّر أن تستغرق 8 أيام فقط، إلا أنهما "تدرّبا لسنوات عديدة" من أجلها. وهما مؤهّلان تماماً للبقاء في الفضاء لفترة طويلة من الزمن، والمساعدة في قيادة مركبة الفضاء "سبيس إكس دراغون" التي ستعيدهما إلى الوطن العام المقبل.

بدورها، قالت ويليامز  إن "الوضع هنا هادئ للغاية"، على الرغم من أنها أضافت أنهما يفتقدان عائلاتيهما على الأرض.

اقرأ أيضاً: ماذا أوضحت "ناسا" عن رائدي الفضاء "العالقين"؟

وأضافت "إننا نقضي وقتاً رائعاً هنا على متن محطة الفضاء الدولية.   أنا لا أشتكي. وبوتش لا يشتكي من بقائنا هنا لبضعة أسابيع إضافية".