مدرّس إيراني يصنع طائراته: استخدمت أبسط الإمكانات
معلّم مدرسة إيراني يصمم ويصنع طائرات رغم عدم وجود تجارب لديه في قيادتها، وحتى أنه لم يركب طائرة ركاب في حياته، لكنه كان مطمئناً وواثقاً من الاتقان في صنع الطائرة ومواصفاتها التقنية بسبب تركيزه على جودة العمل.
لا شيء يثني المرء عن تحقيق احلامه، إن أراد ذلك، وها هو مدرّس المرحلة الابتدائية الإيراني الذي سنتحدث عنه في تقريرنا هذا ينقل طموحاً متوقداً وتصميماً أكيداًَ لتلامذته وأبناء الجيل القادم.
الرجل الذي لم يركب طائرة ركاب في حياته، ولا يملك أدنى التفاصيل حول قيادة الطائرات، يحقق حلمه بتصميم وتصنيع طائرات ودراجات ومعدات.
حلم بارسا مولوي منذ نعومة أظافره بالطيران والطائرات وكان يراجع صنع الأدوات المختصة بذلك في ذهنه دوماً، ومع مرور الزمن تهيأت الظروف شيئاً فشيئاً لترجمة الأفكار على أرض الواقع وفي داخل تلك الورشة الصغيرة.
وبدلاً من تصميم طائرة واحدة، قام مولوي وهو معلم للمرحلة الابتدائية في منطقة سعد آباد التابعة لمدينة دشتستان في محافظة فارس الواقعة جنوب ايران ، بتصميم وصنع عدد من الطائرات فوق الخفيفة الاي تحمل راكباً واحداً.
ويشرح مولوي أنه كان يرغب في الأعمال الصناعية والتقنية منذ نشأته وهذه الرغبة قادته نحو دخول المهنيات التقنية ومن ثم التدريس فيها بعد إنهاء تدريسه في المدارس، فقام بتدريس وتعليم الميكانيك والخراطة واللحام والكهرباء الصناعية وكهرباء المباني والكترومكانيك ومواد دراسية أخرى لسنوات.
ويضيف أنه أقام ورشة في داخل منزله بمساحة 5 او 6 امتار وأصبح منذ 15 عاماً إلى الآن يصنع الأدوات لأهالي منطقته ومنها الأدوات الزراعية وأدوات الصيد وعربات النقل المتصلة بالدراجات النارية.
الطيران حلمه منذ صباه
يشرح مولوي أنه حلم منذ صباه بالطيران والطائرات وكان يراجع صنع الأدوات المختصة بذلك في ذهنه دوماً، ومع مرور الزمن تهيأت الظروف شيئاً فشيئاً لترجمة الافكار على الواقع وفي داخل تلك الورشة الصغيرة.
وقام مولوي بالتحقيق والبحث في المقالات العلمية المنشورة في المواقع المعتبرة كما قام بإجراء الحاسبات التقنية اللازمة والبحث عن الإمكانيات والمعدات الموجودة في منطقته وفي أرجاء البلاد وفي عام 2012 نجح في صنع أول نموذج لطائرة فوق خفيفة تتسع لراكبٍ واحد.
ويقول مولوي ان النموذج الأولي كان متقناً وحقق حلم طفولتي وحلّقت الطائرة بسرعة ونجاح وفي أول محاولة وأنا كنت أقودها وأحلّق، وقد حلّقت بها عدة مرات لكن في إحدى المرّات وبسبب الرياح سقطت عند الهبوط.
ويشرح: "هذه الحادثة ليس فقط لم تفتّ من عضدي بل أصبحت أشد عزماً على صنع النموذج الثاني بمساعدة الأصدقاء والاستفادة من تجارب صنع الطائرة السابقة، وفي عام 2013 حلّقت بالطائرة الثانية.
مميزات الطائرة الثانية
وعن خصائص الطائرة الثانية قال مولوي: إنها تصلح لعمليات التصوير الجوي وتسيير دوريات جوية والاستطلاع و قادرة على حمل 50 كيلوغراماً من المعدات.
ومن أهم ميزات تلك الطائرة الاستفادة من الإمكانيات البسيطة المتوفرة فقد استعنت بمحرك دراجة نارية ذات اسطوانة واحدة بحجم 125 سي سي وقد أجريت تعديلات على ذلك المحرك فأصبح حجمه "200 سي سي" ويولد الطاقة المطلوبة للطائرة.
ويشرح "بدلاً من شراء شفرات خشبية جاهزة لمراوح محرك الطائرة من خارج البلاد استخدمت خشباً داخلياً وذو جودة مناسبة وصنعت الشفرات وهذه من أدق مراحل تصميم وصنع الطائرة".
كما صممّت جناحي الطائرة بشكلٍ يمكن جمعهما واعادة فتحهما في غضون 10 دقائق عبر تركيب مفاصل، وهكذا أصبح الموقف الذي نحتاجه لهذه الطائرة بمساحة موقف سيارة .
وتقلع هذه الطائرة عند وصولها لسرعة 50 كيلومترا في الساعة بنعومة وسلاسة تناسب حتى الطيار المبتدئ ومن سهل السيطرة عليها كما صممت عجلات الهبوط بشكلٍ يناسب الأراضي والطرقات غير المعبدة وفي مسافة قصيرة.
ويبلغ وزن الطائرة 97 كيلوغراماً وتستهلك 3 ليترات من البنزين في كل ساعة طيران وبوجود خزان وقود سعته 20 ليتراً يمكنها قطع مسافة 600 كيلومتر في 5 ساعات طيران متواصل وتبلغ سرعتها القصوى 135 كيلومتراً في الساعة وتستطيع التحليق حتى علو 3 آلاف قدم.
لم أركب طائرة ركاب في حياتي
ولم تكن لديّ تجارب سابقة لقيادة الطائرات ولم أركب حتى طائرة ركاب في حياتي لكنني كنت مطمئناً وواثقاً من الاتقان في صنع الطائرة ومواصفاتها الفنية بسبب تركيزي على جودة العمل.
وتبلغ أسعار الطائرة الأجنبية الصنع المماثلة لهذه الطائرة عشرات أضعاف تكلفة صنع هذه الطائرة.
والآن، فإن العمل جارٍ لصنع طائرة تسع لراكبين وتستخدم في رش السموم الزراعية في المزارع وبامكان مثل هذه الطائرة رش المبيدات الزراعية لحوالى 10 الى 15 هكتارا في تحليق واحد وهذا أفضل من الطائرات المسيّرة الصغيرة التي بات يستخدمها المزارعون.
كما يمكن استخدام هذه الطائرة الجديدة التي نخطط لصنعها في المجال السياحي وتسيير رحلات جوية للسياح الذين يأتون الى منطقتنا.