ما هي طبيعة المعركة التي تدور مع الاحتلال على كاميرات المراقبة؟
دعت المقاومة في بيانٍ لها أمس الخميس إلى ضرورة فصل كاميرات المراقبة عن شبكة الإنترنت، وذلك لمنع "إسرائيل" من اختراقها، وبالتالي منعها من مراقبة القرى والبلدات الحدودية وتحركات المقاومين.
تُعد الكاميرات الأمنية الذكية أداة مفيدة لمراقبة منزلك، إذ يمكن استخدامها لمراقبة توصيل الطرود أو اكتشاف المتسللين أو حتى ملاحظة الحيوانات الأليفة. ومع ذلك، فإن هذه الكاميرات يمكن استخدامها أيضاً للتجسس عليك.
يمكن للمتسللين الوصول إلى المحتوى الذي تلتقطه الكاميرا إذا تمكنوا من اختراقها أو اختراق النظام الذي تتصل به. بمجرد أن يتمكنوا من الوصول إلى المحتوى، يمكنهم استخدامه لتتبع تحركاتك أو جمع معلومات عنك أو حتى ابتزازك. هذا على الصعيد الشخصي، فكيف إذا كان التسلل هو أسلوب العدو المتربص بك؟!
باتت كاميرات المراقبة، التي تُعَدُّ العين الثاقبة للعدو على مدار الساعة، مصدر قلق بالغ للمقاومة. تأتي هذه الخطوات في سياق استخدام حزب الله تكنولوجيا متقدمة لتجاوز القدرات الإسرائيلية في مجالات الرصد والتجسس. مع تقليص قدرة العدو على الرصد إلى النصف تقريباً وضرب منظومته الإنذارية، يجد نفسه مضطراً إلى الاعتماد على تكنولوجيا جديدة واستخدام أعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة لتعويض "العمى" الذي أحاط بمواقعه.
ومع التطور المستمر في مجال تكنولوجيا الرصد، نجد أنفسنا أمام تحديات جديدة تتعلق بانتشار كاميرات المراقبة الموصولة بالإنترنت، إذ دعت المقاومة إلى ضرورة فصل هذه الكاميرات عن شبكة الإنترنت لمنع العدو من اختراقها ومراقبة المناطق الحدودية.
وفي سياق يتزايد فيه الاهتمام بالأمان السيبراني، يبقى التحدي أمامنا: كيف نحافظ على الأمان في عصر الاتصال المتقدم؟
لا يخفى على أحد ما يقوم به حزب الله من استهداف لقدرات الرصد الإسرائيلية، إذ تتعرض عواميد الرصد والتجسس الإسرائيلية بشكل يومي لإطلاق الصواريخ، ما أدى إلى تقليص قدرة "إسرائيل" على الرصد إلى النصف تقريباً وضرب منظومة الإنذار المبكر لديها. وقد اضطرت إلى استخدام أعداد هائلة من الطائرات المسيّرة لتعويض "العمى" الذي لحق بمواقعها، إضافة إلى استخدام أجهزة تكنولوجية جديدة. ويتعامل حزب الله مع هذه المسألة بجدية بالغة.
إلى ذلك، ومع تزايد المخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض تتعلق بتحليل محتوى الصور والفيديوهات بشكل أوتوماتيكي سريع جداً، برز موضوع آخر يحظى بأهمية كبيرة، وهو كاميرات المراقبة الموصولة بالإنترنت؛ فقد دعت المقاومة في بيانٍ لها يوم الخميس 28/12/2023 إلى ضرورة فصل هذه الكاميرات عن شبكة الإنترنت، وذلك لمنع "إسرائيل" من اختراقها، وبالتالي منعها من مراقبة القرى والبلدات الحدودية.
أنواع كاميرات المراقبة
تختلف كاميرات المراقبة من حيث الحجم والدقة والميزات، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع رئيسية، منها:
- كاميرات المراقبة التناظرية: هي نوع تقليدي من كاميرات المراقبة ينقل الإشارة إلى جهاز التسجيل باستخدام كابل تناظري.
- كاميرات المراقبة الرقمية: هي نوع أكثر تطوراً من كاميرات المراقبة ينقل الإشارة إلى جهاز التسجيل باستخدام كابل رقمي.
- كاميرات المراقبة الشبكية: هي نوع من كاميرات المراقبة يتم شبكه بالإنترنت مباشرةً، ما يسمح بعرض محتواه عن بُعد.
انتشار كاميرات المراقبة الشبكية
شهدت كاميرات المراقبة الشبكية انتشاراً كبيراً في الآونة الأخيرة، وذلك لعدة أسباب، منها:
- سهولة التركيب والإعداد: لا تحتاج كاميرات المراقبة الشبكية إلى أسلاك، ما يسهل عملية التركيب والإعداد.
- انخفاض التكلفة: تعد كاميرات المراقبة الشبكية أقل تكلفة من أنواع كاميرات المراقبة الأخرى.
- القدرة على المشاهدة عن بُعد: يمكن مشاهدة محتواها عن بُعد باستخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر.
الانتشار في القرى الجنوبية
تنتشر كاميرات المراقبة الشبكية بشكل خاص في القرى الجنوبية، وذلك لعدة أسباب، أهمها مراقبة منازل السكان الذين يسكنون في المدن، إذ يلجأ بعض سكان القرى الجنوبية إلى وضع كاميرات مراقبة أمام منازلهم في المدن من أجل مراقبة منازلهم وممتلكاتهم.
المخاطر الأمنية
تمثل كاميرات المراقبة الشبكية خطراً أمنياً، إذ يمكن أن تخترقها الجهات المعادية، ما قد يسمح لها بمراقبة القرى والبلدات الحدودية. ولهذا السبب، دعت بعض الجهات إلى ضرورة إطفاء هذه الكاميرات أو اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها.
إجراءات الحماية
هناك العديد من الطرق للحماية الموصى بها، ولكن أمام هول ما يمتلكه الاحتلال الإسرائيلي من إمكانيات وتكنولوجيا، تبقى نصيحة واحدة وفريدة لكي لا نكون جزءاً من عين العدو على داخلنا ومقاومتنا:
"أبقِ الكاميرات على عملها فلا إشكال، لكن افصلها عن شبكة الإنترنت".
ليست كاميرات المراقبة فقط!
نعم، كل ما هو موصول بالإنترنت عرضة للتجسس، لأن الإنترنت يربط بين الأجهزة والأنظمة المختلفة، ما يوفر للقراصنة فرصة الوصول إلى هذه الأجهزة والأنظمة وجمع البيانات منها، فكيف إذا كان العدو نفسه أبرز هؤلاء القراصنة؟!
الرصيد الآتي من كاميراتك يضاف إلى آخر. وبوجود تقنيات وخوارزميات حديثة للتحليل الأوتوماتيكي السريع، تكون عيناً لعدوك من دون إدراكك، وليست أي عين؛ عين ثاقبة من دون أن تدري.