بعد 24 عاماً على إطلاقه.. "الفضاء الأوروبية" تستعد لتفكيك قمر "سالسا"
عندما يدخل "سالسا" الغلاف الجوي للأرض والذي يبلغ الحد النظري لارتفاعه حوالى 100 كيلومتر، سيتسبّب الاحتكاك الشديد مع جزيئات الغلاف الجوي والحرارة المتولّدة في تفككه، ويمكن لبعض الشظايا أن تقاوم وتصل إلى سطح الأرض.
بعد 24 عاماً أمضاها في تحليل البيئة المغناطيسية للأرض، من المتوقع أن يتفكك القمر الاصطناعي "سالسا"، يوم الأحد، فوق المحيط الهادئ أثناء عودته الموجهة إلى الغلاف الجوي، وهي الأولى من نوعها لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويُعد "سالسا" أحد الأقمار الاصطناعية الأربعة لمهمة "كلاستر" التي تقترب من نهايتها. وقد جرى إطلاقه عام 2000، وأتاح فهماً أفضل للغلاف المغناطيسي، الدرع المغناطيسية القوية التي تحمي الأرض من الرياح الشمسية، والذي لا يكون كوكبنا صالحاً للسكن من دونه.
#NSTworld After 24 years, Salsa satellite to burn up in re-entryhttps://t.co/D6j6NnQEJU
— New Straits Times (@NST_Online) September 7, 2024
وتهدف إعادة الدخول "الموجهة" إلى إسقاط قمر اصطناعي في منطقة جغرافية محددة وفي وقت محدد، ولكن من دون الحاجة إلى التحكّم فيه أثناء عودته إلى الغلاف الجوي.
🆕 Latest news on Salsa. The satellite is expected to reenter at 20:48 CEST (18:48 UTC) on 8 September 2024, with an uncertainty of two minutes either way 👇https://t.co/202syKx0LQ
— ESA Cluster (@ESA_Cluster) September 7, 2024
We're getting closer and closer to waving this satellite a goodbye forever 🥹 pic.twitter.com/srvKx8JGEL
ولهذه السابقة العالمية، أجرى مشغلو وكالة الفضاء الأوروبية سلسلة مناورات منذ كانون الثاني/يناير الماضي، للتأكّد من أنّ عودة "سالسا" ستحدث فوق منطقة نائية، وذات كثافة سكانية منخفضة في جنوب المحيط الهادئ، قبالة ساحل تشيلي.
وباتت عملية العودة المستهدفة هذه ممكنة بفضل المدار البيضوي لـ"سالسا" الذي يستغرق يومين ونصف يوم للدوران حول كوكبنا. وهو يبتعد في أوجه حتى 130 ألف كيلومتر عن الأرض، بينما يصل بُعده في نقطة الحضيض إلى بضع مئات الكيلومترات.
ونظراً لحساسيته بشكل خاص لقوى الجاذبية للقمر والشمس، يمكن أن يختلف ارتفاع القمر الاصطناعي عند نقطة الحضيض بعشرات الكيلومترات من مدار إلى آخر.
وأوضح برونو سوزا، رئيس وحدة العمليات في بعثات النظام الشمسي الداخلي التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، أنّ "التحدي الذي واجهناه في إعادة القمر الاصطناعي إلى المكان الصحيح كان التأكد من أنه في المدارين الأخيرين سيهبط أولاً إلى علو يناهز 110 كيلومترات أو 120. ثم، على الفور في المدار التالي، سيهبط إلى 80 كيلومتراً".
وأضاف: "إنها منطقة من الفضاء موجودة بالفعل في الغلاف الجوي حيث لديه أعلى احتمالات للاحتراق الكامل".
ESA’S SALSA SATELLITE TO BURN UP IN TARGETED RE-ENTRY OVER PACIFIC OCEAN
— AN-94 Reports (@an94reports) September 7, 2024
After 24 years of studying Earth’s magnetic field, the European Space Agency’s Salsa satellite will make a “targeted” re-entry on Sunday, mostly burning up over the Pacific Ocean.
This marks the first… pic.twitter.com/eKUfpKVb2T
عندما يدخل قمر اصطناعي الغلاف الجوي للأرض، والذي يبلغ الحد النظري لارتفاعه حوالى 100 كيلومتر، يتسبّب الاحتكاك الشديد مع جزيئات الغلاف الجوي والحرارة المتولدة في تفككه. ويمكن لبعض الشظايا أن تقاوم وتصل إلى سطح الأرض.
Salsa’s Spectacular Reentry: Watching a Satellite Fall From Space Live | https://t.co/3Vuthuz9Ay
— SciTechDaily (@SciTechDaily1) September 6, 2024
ويأمل العلماء أن يتمكنوا من تحديد الموقع الدقيق لعودة "سالسا" إلى الغلاف الجوي بهامش خطأ لا يتعدى بضع مئات من الأمتار، للتمكن من إرسال طائرة للتحليق على ارتفاع 10 كيلومترات لرصد تفكك القمر الاصطناعي الذي يبلغ وزنه 550 كيلوغراماً وحطامه، الذي يُفترض أن يمثل أقل من 10% من كتلته.
وستسمح الأقمار الاصطناعية الثلاثة الأخرى التابعة لكوكبة "كلاستر"، المقرر إعادتها إلى الأرض في عامي 2025 و2026، بعمليات رصد جديدة بسرعات دخول وزوايا وظروف جوية مختلفة.
وقبل أيام، حدّد العلماء الثامن من أيلول/سبتمبر 2024 موعداً لعودة "سالسا" إلى الأرض حيث سيحترق في الغلاف الجوي.
Sept 8, 2024: Salsa satellite re-entering Earth's atmosphere over a designated South Pacific region!
— Science & Stuff (@techrandm) August 28, 2024
A move towards 'zero-debris' space missions.#SatelliteSafety pic.twitter.com/JbaV8JQYV9
وسيكون "سالسا" ثاني قمر صناعي يلقى نهايته في "عودة موجّهة" مخطّط لها ومناورة، بعد عودة "قمر الطقس Aeolus" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية العام الماضي.