كلّ التحايا للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين
كما كان تكريم الرياضيين الأبطال المناهضين للتطبيع خلال هذه الأيام مميزاً، فإن خطوة "الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين" كانت مميزة أيضاً، وتستحق عليها أيضاً كلّ الشكر والتقدير.
كان التكريم مميزاً في هذه الأيام في "الملتقى الدولي لتكريم الرياضيين المناهضين للتطبيع"، نظراً إلى مواقفهم المشرفة برفض التطبيع، من خلال الامتناع عن اللعب مع لاعبين من كيان الاحتلال. وتقديراً لهم، مُنحوا "ذهبية القدس".
وفي موازاة هذا التكريم، وهو أقلّ الواجب تجاههم، فإنَّ أقلّ واجب أيضاً هو شكر الجهة المنظِّمة، "الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين"، تقديراً لخطوتها هذه.
هو شكر للحملة أولاً، لمبادرتها إلى تكريم الرياضيين من خلال هذا الملتقى في بيروت، والذي يفوق حضور الرياضيين في أي بطولة. هذا الملتقى هو البطولة الحقيقية، لأنه انتصار لفلسطين على العدو الإسرائيلي.
هو شكر للحملة، ليس لمنحها هؤلاء الرياضيين الأبطال "ذهبية القدس" فحسب، رغم أهميتها، بل نظراً إلى المعاني المهمة جداً لهذا الملتقى أيضاً.
تكمن هذه المعاني في تعريف هؤلاء الرياضيين إلى أهمية ما قاموا به، وذلك من خلال حضورهم في أرض عرفت معنى المقاومة والانتصار على العدو الإسرائيلي، وكذلك من خلال حضورهم إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات.
هذا ما رأيناه من خلال زيارة الرياضيين الأبطال لأرض الجنوب الذي تحرر بتضحيات الشهداء والمقاومين.
هذا ما رأيناه في زيارتهم معتقل الخيام، ليعرفوا معاناة الأسرى الأبطال وعذاباتهم، وليعرفوا أيضاً أنَّ سواعد المقاومين الأبطال كسرت القيود، في مشهد تاريخي ليس له نظير في العالم، وذلك مباشرةً على شاشات التلفاز في العام 2000.
هذا ما رأيناه أيضاً في زيارتهم معلم "مليتا السياحي"، ليشاهدوا عن قرب آثار هزائم العدو الإسرائيلي أمام المقاومة، وليتعرفوا إلى تضحيات المقاومة التي لا تعد ولا تحصى.
هذا ما رأيناه كذلك في حضورهم أمام جدارية "ذهبية القدس"، ليقولوا للمحتل: ها نحن نهزأ بك، كما هزئنا برياضييك في المنافسات الرياضية.
هذا ما رأيناه أيضاً في زيارة الرياضيين الأبطال لمخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، ليكونوا عن قرب مع أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، وهم الذين رفعوا رايتهم في البطولات الرياضية، كما رفعوا راية كل فلسطيني.
هذه المعاني كلها كانت بالتأكيد تُثبت لهؤلاء الرياضيين الأبطال أهمية مواقفهم المشرفة في البطولات.
لذا، يجب القول إنّ هؤلاء الرياضيين ربما خسروا الميداليات في المنافسات الرياضية، لكنّهم انتصروا لفلسطين برفضهم التطبيع، وحصلوا على "ذهبية القدس". وكلّ جهد قامت به "الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين" في هذه الأيام هو انتصار أيضاً لفلسطين، وله كلّ الشكر والتقدير، وإن كانت الحملة تؤدي واجبها تجاه فلسطين، ولا تنتظر شكراً.