عندما تسمع باسم ألفريدو دي ستيفانو وتقرأ عن صولاته وجولاته في كرة القدم في أميركا الجنوبية، وأوروبا من بوابة النادي الأعظم ريال مدريد، وتسطيره تاريخاً جديداً قاد فيه "الملكي" بمرافقة بوشكاش إلى الأمجاد الأوروبية، وجعله سيد أوروبا طوال سنوات متعاقبة، لا تتوقع في البدء أنّ "السهم الأشقر" لم يلعب في بطولة كأس العالم، التي تُعد البطولة الكبرى في عالم المُستديرة.

مثّل دي ستيفانو 3 منتخبات عريقة، أبرزها منتخبا الأرجنتين وإسبانيا، إلى جانب تمثيله منتخب كولومبيا. لعب "السهم الأشقر" 6 مباريات مع "التانغو" و4 مباريات مع كولومبيا، و31 مباراة مع منتخب إسبانيا، الذي شارك معه في تصفيات كأس العالم 1957.

كيف بدأت مسيرة دي ستيفانو وكيف لعب في 3 منتخبات؟

بدأ دي ستيفانو، الذي وُلد في 4 من تموز/يوليو 1926، مسيرته المهنية في بلده الأم الأرجنتين، مع نادي ريفر بليت عام 1943 وكان يبلغ من العمر 17 ربيعاً. وبعد 3 مواسم جرت إعارته إلى نادي أتلتيكو هوراكان، لكنه عاد إلى ريفر بليت عام 1947. ولم يستمر طويلاً في بلاد "التانغو"، إذ رحل ليلعب في الدوري الكولومبي مع ميلوناريس، بسبب إضراب لاعبي كرة القدم في الأرجنتين عام 1949.

فاز دي ستيفانو في الأعوام 12 بين الأرجنتين وكولومبيا، بـ6 ألقاب في الدوري المحلي. وعُرف أنّه مهاجم قوي وسريع وماهر وهدّاف، ويمتلك قدرة كبيرة على التحمل، وتنوعاً تكتيكياً، وإبداعاً، ورؤية كبيرة في الملعب. 

كان بإمكانه اللعب في كل مكان تقريباً، ما لفت الأندية الكُبرى في أوروبا، وسرعان ما وقّع عقداً مع برشلونة عام 1953، وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بتسجيل التعاقد من دون أن يعلم أنّ الاتفاق جرى عن طريق ريفر بلات لا ميلوناريوس الكولومبي.

اقرأ أيضاً.. لماذا رفض كرويف المشاركة في كأس العالم؟

بعدما وقّع معه برشلونة، رفض الاتحاد الإسباني تسجيله لأنّ الاتفاق جرى مع ريفر بليت لا ناديه الكولومبي، ما دفع سانتياغو برنابيو رئيس ريال مدريد آنذاك، إلى استغلال الأمر وإقناع دي ستيفانو بالانتقال إلى "الملكي"، وفعلاً وقّع عقداً مع نادي ريال مدريد، ونجح في تسجيله في "الليغا" لأن الفيفا لا تملك السلطة على الدوري الكولومبي.

بدأ دي ستيفانو مسيرته في ريال مدريد سريعاً، وتألق منذ المباراة الأولى ونجح في تسطير اسمه كأسطورة في النادي "الملكي". وهنا أبرز إنجازاته:

- سجّل 216 هدفاً في 282 مباراة.

- سجّل 49 هدفاً في 58 مباراة في كأس أوروبا.

- سجل في نهائيات كأس أوروبا 5 مرات متتالية مع ريال مدريد في الأعوام 1956 و1957 و1958 و1959 و1960، بما في ذلك الثلاثية "هاتريك" في آخر نهائي.

لماذا لم يشارك دي ستيفانو في كأس العالم؟

على الرغم من لعبه في منتخبين من بين الأبرز (الأرجنتين وإسبانيا)، إلّا أنه لم يتمكن قط من المشاركة في بطولة كأس العالم.

في عام 1950 في البطولة التي أقيمت في البرازيل، كان دي ستيفانو في الـ24 من العمر، وكانت فرصته الأولى للمشاركة في المونديال، إلّا أن الأرجنتين رفضت المشاركة (بسبب خلاف مع البرازيل)، وفي مونديال 1954 الذي استضافته سويسرا، جددت الأرجنتين رفضها المشاركة مرة أخرى، إضافة إلى إعلان الاتحاد الدولي أن اللاعب لا يحق له المشاركة لأنه لعب مع منتخبي كولومبيا والأرجنتين.

وظل دي ستيفانو يركض خلف حلمه باللعب في البطولة العالمية، وحصل عام 1956 على الجنسية الإسبانية ولعب 4 مباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958، إلا أنّ منتخب "لاروخا" أخفق في التأهل. 

وفي البطولة التالية، أي نسخة 1962 ساهم دي ستيفانو في تأهل إسبانيا إلى المونديال لكنه تعرّض لإصابة قبل بدء البطولة حرمته اللعب، وقرر اعتزال اللعب دولياً بعد ذلك وهو الـ36 من العمر.

اقرأ أيضاً.. لماذا سُمّيت كأس العالم بهذا الاسم؟