بلجيكا في يورو 2024.. رحلة ما بعد الجيل الذهبي
منتخب بلجيكا يخوض بطولة كأس أوروبا 2024 وكله آمال في تجاوز صدمة رحيل الجيل الذهبي الذي فشل في تحقيق أي لقب، فهل تنجح كتيب المدرب تيديسكو في إنجاز المستحيل وإهداء البلاد لقبها القاري الأول؟
يخوض منتخب بلجيكا بطولة كأس أوروبا المقبلة، وهو يأمل تجاوز صدمة رحيل الجيل الذهبي، الذي فشل في تحقيق أي بطولة قارية أو دولية على الرغم من امتلاكه ألمع الأسماء في تلك الفترة.
فلاعبو "الشياطين الحمر"، الذين تربّعوا على عرش قائمة المنتخبات التي يصدرها "فيفا"، فشلوا في إنهاء أي من البطولات التي شاركوا فيها وهم يحملون كأس البطولة ومقلَّدين بالذهب.
ويعد أفضل إنجاز قاري للكرة البلجيكي هو الحصول على المركز الثاني في بطولة كأس أوروبا عام 1980. وعلى مستوى كأس العالم نجح الجيل، الذي عدّه البعض الأفضل في تاريخ البلاد، في الحصول على المركز الـ3 في كأس العالم في روسيا 2018، لتبقى حسرة اللقب الأولى موجودة لدى جميع البلجيكيين.
ومع رحيل المدرب روبرتو مارتينيز عن قيادة المنتخب البلجيكي، وهو الذي عدّه كثيرون أحد الأسباب الرئيسة في نهاية الجيل المميز من دون أي ألقاب، يأمل مشجعو "الشياطين الحمر" أن ينجح دومينيكو تيديسكو في تحقيق "معجزة اللقب الأول" في البلاد.
تاريخ بلجيكا في كأس أوروبا
غاب المنتخب البلجيكي عن النسخ الـ3 الأولى من بطولة كأس أوروبا، بين عامي 1960 و1968، وكان الظهور الأول للمنتخب البلجيكي في نسخة عام 1972، بحيث حقّق "الشياطين الحمر" المركز الـ3.
وعلى الرغم من الظهور القوي في أولى مشاركاته، فإن منتخب بلجيكا غاب عن نسخة عام 1976، لكنه عاد بقوة في نسخة عام 1980، والتي تُعَدّ أبرز مشاركاته، بحيث حقّق المركز الـ2 بعد الخسارة في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية 1-2.
شهد بعد ذلك أداء المنتخب البلجيكي تراجعاً، بحيث خرج من دور المجموعات في نسخة عام 1984، وغاب عن 3 نسخ متتالية من البطولة بعد ذلك في أعوام 1988 و1992 و1996.
وعاد "الشياطين الحمر" إلى البطولة القارية في نسخة عام 2000، إلا أنها لم تكن عودة موفقة، إذ لم يتمكنوا من تخطي عتبة دور المجموعات، ليشهدوا بعد ذلك غياباً جديداً امتد 3 نسخ جديدة عن البطولة، أعوام 2004، 2008 و2014.
وفي نسخة عام 2016 كانت عودة المنتخب البلجيكي مغايرة بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي كان يمتلكها حينها، من حيث الأسماء والأداء، وتوقع الجميع وصول بلجيكا إلى أدوار متقدمة.
لكن الطموح البلجيكي توقف عند عتبة الدور ربع النهائي، عندما سقط المنتخب أمام ويلز بنتيجة 1-3 في سيناريو أحدث صدمة للمتابعين.
وكانت حال المنتخب البلجيكي، في نسخة عام 2018، مشابهة لما سبق، وخصوصاً أن المنتخب حينها كان خاض مسيرة ممتازة في كأس العالم روسيا 2018، وأنهى البطولة في المركز الـ3.
في تلك النسخة، قدم "الشياطين الحمر" عرضاً هجومياً كبيراً في دور المجموعات، بحيث تصدروا المجموعة الـ2 برصيد 9 نقاط، جمعوها من 3 انتصارات.
واستمر المستوى المميز للمنتحب حينها في دور الـ16، عندما أخرج منتخب البرتغال بعد أن انتصر عليه بنتيجة 1-0، ليزداد مع ذلك الأمل في تحقيق المنتخب البلجيكي لقبه الأول في تاريخه.
لكن الرياح جاءت عكس ما تشتهي السفن البلجيكية في الدور ربع النهائي، بحيث سقط "الشياطين الحمر" أمام المنتخب الإيطالي، الذي تُوّج باللقب بعد ذلك بنتيجة 2-1.
دومينيكو تيديسكو عملية بناء ما أفسده الآخرون
تولى المدرب الإيطالي دومينيكو تيديسكو تدريب المنتخب البلجيكي في 8 شباط/فبراير 2023 خلفاً للإسباني روبرتو مارتينيز، الذي أشرف على تدريب الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي، وفشل معه في تحقيق أي لقب.
وخلال مشوار تصفيات كأس أوروبا 2024، نجح تيديسكو في تصدر المجموعة الـ6 برصيد 20 نقطة، بحيث لم يتلقَّ أي هزيمة خلال مشوار التصفيات.
وكان لافتاً اعتماد المدرب على عدد من الأسماء الشابة والجديدة بدلاً من اللاعبين، الذين إما تقدموا في السن، وإما أعلنوا اعتزالهم. كما كان المدرب الإيطالي حازماً في خياراته على مستوى القائمة المستدعاة إلى البطولة، نظراً إلى ما يحتاج إليه المنتخب من جهة، وإلى المستوى الذي قدمه اللاعبون مع أنديتهم خلال الموسم، من جهة أخرى.
وكان أحد أبرز مفاجآت القائمة البلجيكية المشاركة في بطولة كأس أوروبا 2024 غياب حارس ريال مدريد تيبو كورتوا، الذي لم يشارك كثيراً مع فريقه هذا الموسم، كما أنه كان دخل في خلاف علني مع المدرب بسبب شارة قيادة المنتخب.
وجاءت قائمة المنتخب على الشكل التالي:
في حراسة المرمى: كون كاستيلس (فولفسبورغ)، توماس كامينسكي (لوتون تاون)، ماتز سيلس (نوتينغهام فورست).
خط الدفاع: تيموتي كاستاني (فولهام)، مكسيم دي كاوبر (كلوب بروغ)، فاوت فاس (ليستر سيتي)، توماس مونييه (طرابزون سبور)، أرتور تياتي (ستاد رين) - يان فرتونغن (أندرلخت) - أكسل فيتسل (أتليتيكو مدريد) - زينو ديباست (أندرلخت).
خط الوسط: كيفن دي بروين (مانشستر سيتي)، شارل دي كيتيلار (أتالانتا)، دودي لوكباكيو (إشبيلية)، أوريل مانغالا (أولمبيك ليون)، أمادو أونانا (إيفرتون)، يوري تيلمانس (أستون فيلا)، لياندرو تروسارد (أرسنال)، أرتور فرميرن (أتليتيكو مدريد)، أستر فرانكش (فولفسبورغ).
خط الهجوم: يوهان باكايوكو (أيندهوفن)، يانيك كاراسكو (الشباب)، جيريمي دوكو (مانشستر سيتي)، روميلو لوكاكو (روما)، لويس أوبندا (لايبزيغ).
وتمثل البطولة المقبلة حملاً كبيراً على المدرب الإيطالي من ناحية عدم تعليق كثير من المراقبين الآمال في أن يخوض المنتخب البلجيكي رحلة طويلة في البطولة، إذ يعتقد البعض أن بلجيكا فشلت في تحقيق إنجازها في الوقت الذي امتلكت الإمكانات التي تسمح بذلك.
بلجيكا في يورو 2024
حل منتخب بلجيكا في المجموعة الـ5 رفقة كل من أوكرانيا، سلوفاكيا ورومانيا. وبالنظر إلى المنتخبات المرافقة "للشياطين الحمر" في المجموعة، فإن مهمة أبناء تيديسكو تبدو سهلة المنال في دور المجموعات.
لكن يبقى القلق البلجيكي من عدم امتلاك جزء كبير من اللاعبين الجدد تجربة المشاركة في بطولة بحجم كأس أوروبا، بالإضافة إلى المفاجآت والمشاكل التي قد تخلقها المنتخبات الأخرى، التي تأمل تحقيق إنجازها الخاص في البطولة القارية.
يأمل منتخب بلجيكا السير بعيداً في بطولة كأس أوروبا 2024، لكن القلق يبقى موازياً للطموحات، وخصوصاً بسبب النظرة السوداوية التي قد تعصف بالمنتخب مع رحيل الجيل الذهبي. فهل ينجح تيديسكو ورجاله في حل عقدة "اللقب الأول"؟