باير ليفركوزن بقيادة ألونسو.. هل يجد الحل لسيطرة بايرن ميونيخ؟
حقق باير ليفركوزن مستوى ونتائج رائعين في بداية هذا الموسم في كل البطولات، وخصوصاً في الدوري الألماني. هل يتمكّن الفريق من التتويج بلقبه الأول في تاريخه في "البوندسليغا"؟
إذا ما تحدثنا عن أشهر الفرق الألمانية، فلا بد أن يكون باير ليفركوزن بينها، على الرغم من أنه لم يتوّج يوماً بلقب الدوري الألماني.
لكن سطع نجم ليفركوزن عام 2002 عندما تأهل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وضمّ في صفوفه مايكل بالاك في بداية مشواره نحو النجومية، بالإضافة إلى برند شنايدر والبرازيلييْن زي روبرتو ولوسيو؛ إذ إن الفريق بعد أن قدّم بطولة رائعة فاجأ بها الجميع، قدّم أيضاً مباراة مهمة في النهائي أمام ريال مدريد، وكان قريباً من الفوز لولا تألق الحارس إيكر كاسياس في التصدي لفرصه ليخسر بصعوبة بنتيجة 1-2 بعد هدف هو الأفضل في تاريخ دوري الأبطال، وفق رأي كثيرين، سجله الأسطورة زين الدين زيدان.
رغم تلك الخسارة، فإن الوصول إلى نهائي البطولة الأقوى في العالم للأندية كان إنجازاً لليفركوزن، إضافة إلى إنجازه الأول والوحيد بالتتويج بلقب بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 1988.
ليفركوزن قدّم تاريخياً الكثير من النجوم
كذلك تأتي شهرة ليفركوزن من تخريجه أهم النجوم على غرار الألمان رودي فولر ومايكل بالاك وأولف كيرستن (هدّافه التاريخي) وبرند شنايدر وكريستيان فورنز وأوليفر نوفيل والحارس الهداف هانز – يورغ بوت وطوني كروس وكاي هافيرتز، وحالياً الموهوب فلوريان فيرتز، بالإضافة إلى الأجانب على غرار البرازيليين جورجينيو وزي روبرتو ولوسيو والتشيلي أرتورو فيدال والبلغاري ديميتار برباتوف والكوري الجنوبي سون هيونغ – مين.
اللافت أن أكثر هؤلاء اللاعبين، الذين برزوا لاحقاً، قدّمهم ليفركوزن منذ مطلع الألفية الجديدة بعد أن بدأ يهتم بقطاع الناشئين، وهذا ما جعل الفريق منذ ذلك الحين يلعب دائماً الأدوار الأولى في "البوندسليغا"، لكنه لم يتمكن أبداً من الوصول إلى اللقب.
نتائج لافتة هذا الموسم
غير أن هذا الموسم يبدو مختلفاً؛ إذ إن ليفركوزن يلفت الأنظار في الكرتين الألمانية والأوروبية من خلال النتائج التي يحصدها، وهو حالياً في المركز الثاني في ترتيب الدوري الألماني بفارق الأهداف عن بايرن ميونيخ المتصدر.
الفريق فاز بـ 4 مباريات من 5 بـ 5 أهداف و4 أهداف و3 أهداف وكان تعادله الوحيد أمام "زعيم" الكرة الألمانية بايرن ميونيخ في ملعبه "أليانز أرينا" بنتيجة 2-2 بعد أن كان ندّاً للفريق البافاري طوال مجريات المباراة.
هذه النتائج في "البوندسليغا" يُضاف إليها فوزه يوم الخميس الماضي على هاكين السويدي بنتيجة 4-0 في الجولة الأولى من دور المجموعات في مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
وبدأ ليفركوزن المسابقة الثالثة له هذا الموسم وهي كأس ألمانيا بفوز على فريق أوتينسن بنتيجة 8-0.
وما يؤكد جهوزية باير ليفركوزن لهذا الموسم فترة الاستعدادات الصيفية للموسم عندما فاز على وست هام الإنكليزي بنتيجة 4-0 وعلى مرسيليا الفرنسي بنتيجة 2-1.
تأثير ألونسو
ما يمكن قوله إن هذه النتائج التي حققها باير ليفركوزن والمستوى الذي قدّمه يعودان بالدرجة الأولى إلى قيادة المدرّب الإسباني تشابي ألونسو للفريق. إذ منذ أن تولى ألونسو تدريب ليفركوزن في تشرين الأول/أكتوبر 2022 تغيّر حال الفريق ونتائجه بعد أن بدأ الموسم الماضي بالعديد من الخسائر، ليحل الفريق في ختام الموسم في المركز الخامس.
يبدو واضحاً تطور ليفركوزن هذا الموسم من خلال تأثير ألونسو على الفريق وأسلوبه في اللعب، إذ يعتمد على الهجوم بوجود العديد من المواهب على غرار صانع الألعاب المتألق فلوريان فيرتز والفرنسي من أصول مغربية أمين عدلي وبطل العالم الأرجنتيني إيزيكييل بالاسيوس، ولاعبين ذوي خبرة منهم لاعب منتخب ألمانيا يوناس هوفمان والسويسري غرانيت تشاكا والإيراني ساردار أزمون.
ما يقدّمه ألونسو في هذه الفترة مع ليفركوزن جعله من المرشحين الأوائل لتدريب فريقه السابق ريال مدريد عند مغادرة الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
بالتأكيد، إن التتويج بلقب الدوري الألماني بوجود بايرن ميونيخ يبدو مسألة صعبة ويحتاج إلى بذل جهد كبير، لكن على الأقل، يبدو أن باير ليفركوزن سيحاول هذا الموسم، وربما يتمكّن من التتويج للمرة الأولى في تاريخه بلقب "البوندسليغا". فهل ينجح الفريق الذي أنشأته شركة أدوية هي "باير" في أن يجد "العلاج" لـ"دائه"؟