الجزائر ترفع راية العرب.. عودة دورة الألعاب العربية
الجزائر تستضيف النسخة الـ13 من دورة الألعاب العربية بعد توقف البطولة 12 عاماً، إذ كان آخر نسخها في قطر 2011. تعرفوا إلى تاريخ البطولة.
تستضيف الجزائر دورة الألعاب العربية في نسختها الـ13 للمرة الثانية في تاريخها بين 5 و15 تموز/يوليو الجاري، بعد 19 عاماً من استضافتها الدورة الـ10 عام 2004.
وكان الأردني ناصر المجالي، رئيس لجنة الإشراف ومتابعة الألعاب الرياضية العربية، قد أكّد في 11 حزيران/يونيو الجاري أنّ "الجزائر جاهزة لاحتضان الألعاب الرياضية العربية".
وتتوقع الحكومة الجزائرية مشاركة ما يزيد على 3500 رياضي من 22 دولة عربية، سيتنافسون في 21 لعبة رياضية في 5 مدن جزائرية، هي: الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة وتيبازة.
تاريخ دورة الألعاب العربية
بدأت دورة الألعاب العربية بفكرة اقترحها الأمين العام لجامعة الدُول العربية عبد الرحمن عزام عام 1947، الذي تقدم بمقترح رسمي إلى الجامعة، يُطالب فيه بالموافقة على إنشاء دورة رياضية لجمع الدول العربية الأعضاء وغير الأعضاء.
لم يقترح عزّام الفكرة عن عبث، إذ كان يردد دائماً أنّ الرياضة "من أفضل الوسائل لربط شباب الدول العربية وتمكينهم من بناء مستقبل الأمة العربية، وهي أحب ما يستهوي نفوس الشباب، ويحلّيهم بالفضائل، ويوثق عرى الروابط الاجتماعية، ويزيل الفوارق بينهم".
لكن ما حصل هو أنّ هذه الفكرة لم تلقَ تجاوباً، لتبقى نائمة في كواليس الجامعة العربية حتى عام 1953، إذ تبناها المهندس أحمد الدمرداش توني، الذي كان قد اقترح تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها الأولى عام 1951 في مدينة الإسكندرية في مصر.
ويعدّ المصري الدمرداش توني مؤسسَ ورئيس الاتحاد المصري في رياضات السباحة والجمباز ورئيس اللجنة الأولمبية المصرية، إضافة إلى أنه أول رياضي في العالم يحصل على جائزة اليونيسكو عام 1988.
وبعدما أعاد الفكرة إلى الأضواء، كثّف الدمرداش توني اتصالاته مع مختلف الدول العربية الأعضاء، لتلقى الفكرة الترحيب، وتُعرض على مجلس الجامعة العربية في 9 نيسان/أبريل 1953.
وافق المجلس على إنشاء دورة للألعاب العربية عام 1953، وأسند تنظيمها إلى مصر، وأقيمت بالفعل بمشاركة 8 دول عربية بين 26 تموز/يوليو و10 آب/أغسطس 1953.
نظام البطولة
تُقام دورة الألعاب العربية كل 4 سنوات مرّة، تحت إشراف اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية. بدأت النسخة الأولى في مصر، وأقيمت حتى الآن 12 دورة، آخرها كان عام 2011 في قطر.
أقيمت البطولة بانتظام بين أعوام 1953 و1965، وتأجلت في عدد من السنوات بسبب الاضطرابات السياسية والصعوبات المالية في بعض الدول العربية. وبعد 11 عاماً من التوقف، عادت النسخة الخامسة في سوريا عام 1976، لتتأجل 9 سنوات أخرى، وتعود في المغرب عام 1985، وكانت السابعة عام 1992 في سوريا.
وكان من المقرر أن تُقام الدورة في نسختها الثامنة عام 1996 في العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أنها تأجلت إلى العام 1997، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان (عملية "عناقيد الغضب").
وبعد عامين على إقامتها في لبنان، استضاف الأردن النسخة التاسعة، وعادت البطولة لتتأجل عاماً إضافياً عام 2003 عندما كانت مقررة في الجزائر، إذ ضرب زلزال قوي البلاد، لتستضيفها عام 2004. ولُعبت بعدها البطولة مرتين، عام 2007 في مصر، وعام 2011 في قطر.
يُذكر أنّ نسخة العام 1985 في مدينة الرباط في المغرب كانت أول نسخة يُسمح فيها للنساء بالمشاركة في المنافسات.
أكثر 5 دُول حصداً للميداليات
تتصدَّر مصر قائمة الأكثر حصداً للميداليات في دورة الألعاب العربية. وقد حصد رياضيوها 1422 ميدالية: 621 ذهبية، و426 فضية، و375 برونزية.
وهنا قائمة الدول الخمس:
- مصر: 1422 ميدالية؛ 621 ذهبية، و426 فضية، و375 برونزية.
- سوريا: 789 ميدالية؛ 279 ذهبية، و228 فضية، و282 برونزية.
- تونس: 797 ميدالية؛ 278 ذهبية، و227 فضية، و292 برونزية.
- المغرب: 732 ميدالية؛ 255 ذهبية، و220 فضية، و257 برونزية.
- الجزائر: 760 ميدالية؛ 217 ذهبية، و253 فضية، و290 برونزية.
الجزائر "عاصمة الثقافة الرياضية العربية" في 2023
اختيرت الجزائر "عاصمة الثقافة الرياضية العربية" لعام 2023. وقد جاء هذا التتويج، بحسب مجلس أمناء جائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية، لدورها الكبير في إعادة إحياء دورة الألعاب الرياضية العربية، بعدما غاب هذا التجمّع الرياضي الشبابي الثقافي العربي عن العرب 12 عاماً.
وسبق للجزائر استضافة بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين في كرة القدم، وبطولة أشبال أفريقيا في كرة القدم. وقبل ذلك، حققت نجاحاً كبيراً في استضافة دورة ألعاب البحر المتوسط 2022، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات الجزائرية للرياضة ودعمها بطولاتها، لتعزيز الهوية العربية والحفاظ على تراثها.
يُذكر أنَّ جائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية انطلقت العام الماضي، برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
ويهدف مانح الجائزة إلى تعميم مبادئ الثقافة الرياضية ونشر قيمها في العالم العربي، إلى جانب المساهمة في عملية التنمية المستدامة، وصقل الشباب وتهيئتهم للمشاركة المجتمعية، وإتاحة الفرصة أمامهم للإبداع، وفتح المجال أمام المدن لإبراز اسمها ودورها في خدمة مجتمعها ووطنها.