البرتغال في يورو 2024.. حلم تحقيق اللقب الثاني
تستعد البرتغال للمشاركة في بطولة كأس أوروبا 2024 ساعيةً للعودة إلى الأضواء العالمية مجدّداً، حاملةً معها طموحات كبيرة وآمال مشجّعيها في تحقيق اللقب الثاني في تاريخها.
مع اقتراب بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 في ألمانيا، تستعدّ البرتغال للعودة إلى الأضواء العالمية مجدّداً، حاملة معها طموحات كبيرة وآمال مشجّعيها في تحقيق اللقب الثاني في تاريخها.
يقود الفريق النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو في آخر مشوار دولي له على الأرجح، وتحت إشراف المدرّب الجديد روبيرتو مارتينيز الذي تولّى القيادة بعد تجربة المنتخب المخيّبة في مونديال قطر 2022.
تاريخ حافل وتحديات جديدة
المنتخب البرتغالي يُعدّ من الفرق البارزة في عالم كرة القدم، وله سجل حافل في البطولات الكبرى.
بدأت مشاركاته في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1984، وحقّق نجاحات ملموسة بوصوله إلى نصف النهائي خمس مرات. وعلى الرغم من الخسارة الموجعة أمام اليونان في نهائي عام 2004، إلا أن البرتغال تمكّنت من إنهاء سنوات الإخفاقات بفوزها بالبطولة في عام 2016 بعد انتصارها على فرنسا في النهائي بفضل هدف إيدير في الوقت الإضافي.
اليوم، في بطولة يورو 2024، البرتغال موجودة في المجموعة السادسة مع جمهورية التشيك، تركيا، وجورجيا، مما يجعلها في مواجهة منافسين جدد طموحين وتحديات مختلفة.
أداء البرتغال القوي في التصفيات، مكّنها من الفوز بجميع مبارياتها وتسجيلها أكبر عدد من الأهداف، وعزّز من مكانتها كأحد الفرق المرشّحة للفوز باللقب.
التحديات والإخفاقات في المونديال وتغيير دفّة القيادة
رحلة البرتغال في كأس العالم 2022 كانت مليئة بالتحديات والإخفاقات، حيث خرجت من ربع النهائي على يد المغرب.
وكانت هذه الهزيمة سبباً في إنهاء عهد المدرّب فرناندو سانتوس وتعيين الإسباني روبيرتو مارتينيز خلفاً له.
وكان أداء كريستيانو رونالدو في المونديال مخيّباً للآمال حيث فقد مكانه في التشكيلة الأساسية، وشاهد فريقه يودّع البطولة. هذا التغيير في القيادة جاء كخطوة ضرورية لإعادة بناء الفريق وتحقيق النجاح في يورو 2024.
تكتيك متنوّع وأداء هجومي قوي
تحت إشراف روبيرتو مارتينيز، أظهر المنتخب البرتغالي قدرة عالية على التكيّف التكتيكي وتطبيق أساليب متنوّعة، على عكس النهج الصارم للمدرّب السابق. استخدم مارتينيز تكتيك اللعب بثلاثة أو أربعة مدافعين بحسب ظروف المباراة، مما أتاح للفريق تقديم أداء هجومي قوي ومستقرّ دفاعياً.
وحقّق الفريق نتائج رائعة في التصفيات بتسجيل 36 هدفاً وتلقّي هدفين فقط، مما جعله من الفرق الأكثر توازناً في البطولة. مع ذلك، يبقى التحدّي الأكبر هو الحفاظ على هذا المستوى العالي من الأداء خلال البطولة، خاصة في مواجهة فرق قوية مثل فرنسا وإنكلترا.
رونالدو.. أسطورة مستمرة في كسر الأرقام
عندما يكون لديك أحد أكبر نجوم كرة القدم العالمية في فريقك، يكون دائماً هو النجم البارز. برغم تجاوز كريستيانو رونالدو لأوج عطائه ببلوغه عامه التاسع والثلاثين، لا تزال الأضواء والكاميرات تتابعه أينما ذهب. لا يزال رونالدو يرتدي شارة الكابتن وسيصل إلى ألمانيا وهو يحمل طموح إثبات ذاته في آخر رقصة دولية له.
لم يكن كأس العالم أفضل لحظات رونالدو، حيث فقد مكانه في التشكيلة الأساسية قبل خروج فريقه من ربع النهائي، وكان عليه مشاهدة منافسه الكبير ليونيل ميسي يرفع الكأس.
ومع ذلك، عاد للظهور بشكل قوي في الدوري السعودي وأظهر أن قدرته على تسجيل الأهداف لم تتراجع. كان رونالدو أفضل هدّاف في كرة القدم العالمية في عام 2023 وثاني أفضل هدّاف في التصفيات لهذه البطولة بعشرة أهداف في عشر مباريات. رفع هذا الكأس مرة من قبل، ومع هذا الفريق، لديه فرصة كبيرة لتحقيق ذلك مرة أخرى.
يحتاج رونالدو تقديم تمريرتين حاسمتين فقط لمعادلة الرقم القياسي لأكبر عدد من التمريرات الحاسمة في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم.
ويتصدّر التشيكي كارل بوبورسكي قائمة اللاعبين الأكثر صناعة للأهداف في تاريخ اليورو برصيد ثماني تمريرات حاسمة، فيما يأتي رونالدو خلفه بفارق تمريرتين فقط، حيث قدّم ست تمريرات حاسمة حتى الآن.
روبيرتو مارتينيز والانطلاقة المثالية
تولّى روبيرتو مارتينيز، المدرّب السابق لإيفرتون وبلجيكا، مهمة تدريب المنتخب البرتغالي بعد خيبة أمل كأس العالم 2022. كانت البداية مثاليّة لمارتينيز، حيث حقّق نتائج رائعة بفوزه في جميع مباريات التصفيات العشر، مسجّلاً 36 هدفاً بينما تلقّى هدفين فقط.
تمكّن مارتينيز من تحقيق توازن في الفريق بفضل تكتيكاته المرنة وقدرته على استغلال المواهب الكبيرة بشكل فعّال. جرّب مارتينيز اللعب بثلاثة وأربعة مدافعين، لكنه يبدو أكثر ميلاً لاختيار الأسلوب الأخير في ألمانيا. تمسّك مارتينيز بكريستيانو رونالدو كمهاجم وحيد في معظم الأحيان، لكنه جرّب اللعب بمهاجمين في بعض المناسبات مع غونكالو راموس.
نجوم الفريق.. بين التوهّج والتحدّي
برونو فيرنانديز
برز برونو فيرنانديز كواحد من أبرز اللاعبين في عهد مارتينيز، حيث كان اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع مباريات التصفيات. قدّم فيرنانديز أداءً مميّزاً في وسط الملعب، وأثبت نفسه كعنصر لا غنى عنه في تشكيل الفريق بفضل رؤيته الواسعة للملعب وقدرته على تسجيل الأهداف وصناعتها. تألّقه المستمرّ يجعله ركيزة أساسية في أيّ خطط تكتيكية للمنتخب البرتغالي، ووجوده يعزّز من فرص الفريق في تقديم أداء قوي في البطولة.
روبن دياس
يُعدّ روبن دياس من أفضل المدافعين في العالم، وقد أثبت جدارته في كلّ من مانشستر سيتي والمنتخب البرتغالي. بفضل قدراته الدفاعية الممتازة وقيادته الحكيمة، يُعدّ دياس العمود الفقري لدفاع الفريق. قدرته على قراءة اللعبة وقطع التمريرات تجعله لاعباً لا غنى عنه في الخط الخلفيّ.
بيرناردو سيلفا
يُعدّ بيرناردو سيلفا من أفضل اللاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز، وقد أثبت نفسه كعنصر حاسم في كلّ من مانشستر سيتي ومنتخب بلاده، بفضل مهاراته الفردية العالية وقدرته على اللعب في مراكز متعددة في الهجوم، يُعدّ سيلفا أحد أهم أسلحة المدرّب مارتينز في البطولة.
وجاءت قائمة البرتغال المشاركة في يورو 2024 على الشكل التالي:
حرّاس المرمى: ديوغو كوستا (بورتو)، خوسيه سا (وولفرهامبتون)، روي باتريسيو (روما)
خط الدفاع: أنطونيو سيلفا (بنفيكا)، دانيلو بيريرا (باريس سان جيرمان)، ديوغو دالوت (مانشستر يونايتد)، غونكالو إيناسيو (سبورتينغ)، جواو كانسيلو (برشلونة)، نيلسون سيميدو (وولفرهامبتون)، نونو مينديز (باريس سان جيرمان)، بيبي (بورتو)،روبن دياز (مانشستر سيتي)
خط الوسط: برونو فيرنانديز (مانشستر يونايتد)، جواو نيفيس (بنفيكا)، جواو بالينيا (فولهام)، أوتافيو مونتيرو (النصر) غير مؤكد، روبن نيفيز (الهلال)، فيتينيا (باريس سان جيرمان)
خط الهجوم : بيرناردو سيلفا (مانشستر سيتي)، كريستيانو رونالدو (النصر)، ديوجو جوتا (ليفربول)، فرانسيسكو كونسيكاو (بورتو)، غونكالو راموس (باريس سان جيرمان)، جواو فيليكس (برشلونة)، بيدرو نيتو (وولفرهامبتون)،رافائيل لياو (ميلان).
وبهذه التشكيلة، ومع قيادة إسبانية تكتيكية مرنة ومتناغمة، يتطلّع المنتخب البرتغالي إلى تقديم أداء مميّز في ألمانيا، وسيسعى المنتخبى لتحقيق المجد وإضافة لقب جديد إلى خزانة إنجازاته، معتمداً على خبرة لاعبيه ونضجهم التكتيكي.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجههم، يبقى المنتخب البرتغالي أحد أبرز الفرق المرشّحة للفوز بالبطولة، مما يجعل هذه النسخة من اليورو محط أنظار الملايين من عشّاق كرة القدم حول العالم.
طموحات وآمال الجماهير
مع اقتراب البطولة، تتجه أنظار الجماهير البرتغالية والعالمية إلى أداء منتخبهم الوطني. الآمال معقودة على تحقيق إنجاز كبير وإعادة الفرحة التي عاشتها البرتغال في صيف 2016.
تدرك الجماهير أن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة لرؤية كريستيانو رونالدو يقود المنتخب في بطولة كبرى، مما يزيد من الحماس والترقّب.
في النهاية، بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 ستكون إحدى أبرز البطولات في تاريخ البرتغال، مع وجود مجموعة من اللاعبين الموهوبين والمدرب الذكي، الذين يتطلعون إلى تحقيق المجد وإضافة صفحة جديدة إلى تاريخ كرة القدم البرتغالية.