ليس خافياً منذ مدة أنَّ ريال مدريد الإسباني بدأ التأسيس لمرحلة جديدة مقبلة مع تقدّم العديد من نجومه في السن. هذه المرحلة استهلَّها النادي بالعديد من التعاقدات، وخصوصاً مع لاعبين شبان، على غرار البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو، والفرنسيين إدواردو كامافينغا وأورليان تشواميني، وهي مستمرة وتأكدت قبل أسابيع بضمِّ الشاب البرازيلي الواعد أندريك، كما أن تقارير صحافية في إسبانيا تحدثت عن أنَّ النادي المدريدي سيضمّ في الفترة المقبلة مهاجماً ولاعب وسط وظهيرَين.

لكنَّ هذه المرحلة الجديدة من الممكن أن تكون أيضاً بقيادة مدرب جديد بعد الإيطالي كارلو أنشيلوتي. صحيح أن أنشيلوتي أكَّد سعادته في ريال مدريد وعزمه على الاستمرار معه حتى انتهاء عقده في 2024، خصوصاً عندما تحدثت تقارير صحافية عن إمكانية تدريبه منتخب البرازيل، غير أنَّ ريال مدريد من الممكن، بحلته الجديدة، أن يكون من دون أنشيلوتي في 2024 أو ربما قبل ذلك، في ضوء نتائج الفريق هذا الموسم في الدوري الإسباني الذي يلقى فيه منافسة قوية من برشلونة المتصدّر أو في دوري أبطال أوروبا، إذ تنتظره مباراتان قويتان في دور الـ16 أمام ليفربول الإنكليزي في تكرار لنهائي البطولة في 2022 عندما قاد أنشيلوتي فريقه إلى التتويج باللقب.

بين راوول وتشابي ألونسو؟

هكذا بدأت تخرج إلى العلن أسماء لتدريب ريال مدريد بعد أنشيلوتي. حُكي عن إمكانية عودة الفرنسي زين الدين زيدان، لكن حُكي أيضاً عن نجم الفريق السابق وهدافه راوول غونزاليس الذي يدرب حالياً الفريق الثاني في ريال مدريد، ويُعد نفسه ليصبح مدرب الفريق الأول.

لكن ما خرج إلى العلن حديثاً في الصحافة الإسبانية، وحُكي عنه أكثر، هو أنَّ هذا المدرب من الممكن أن يكون أيضاً نجماً سابقاً في الفريق هو تشابي ألونسو، متحدثة عن أن حظوظه تبدو قوية لاستلام هذه المهمة عند مغادرة أنشيلوتي.

يُحكى في مدريد عن أنَّ "الميرينغي" يتابع من كثب مشوار ألونسو الحالي في تدريب باير ليفركوزن الألماني. ألونسو أصبح مدرباً لهذا الفريق في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسجل نتائج جيدة، إذ فاز في 5 من 8 مباريات في "البوندسليغا" في مقابل التعادل في مباراة، والخسارة في مباراتَين. وقد فاز بمباراته الأولى معه على شالكه بنتيجة 4-0، كما أنه طور أداء الفريق الذي يقدم كرة جيدة بقيادته.

فرصة ألونسو لا يُستهان بها

ما يمكن قوله هو أن فرصة ألونسو لتدريب ريال مدريد لا يُستهان بها لأسباب عديدة، منها أنه نجم سابق في الفريق، وأنه توج معه بالعديد من البطولات، ويعرف أجواء النادي، والأهم أنه خاض تجربة ناجحة في بداية مشواره التدريبي مع فريق الناشئين في ريال مدريد عندما قاد الفريق إلى التتويج بلقب البطولة في هذه الفئة، ومن ثم انضم إلى الفريق الثاني في ريال سوسييداد، وتمكن من أن يؤهله إلى الدرجة الثانية، فضلاً عن أن ألونسو يُثبت نفسه حالياً في المستوى الأول مع فريق معروف في ألمانيا هو ليفركوزن، وفي بطولة هي واحدة من البطولات الخمس الكبرى في أوروبا.

وما يمكن قوله أيضاً هو أنَّ تجربة أن يصبح مدرب ريال مدريد من قلب النادي كانت ناجحة جداً مع زيدان الذي تألق نجماً في صفوف الفريق، وبرز تدريبياً مع الفريق الثاني للنادي. لذا ليس مستبعداً أن تتكرر هذه التجربة.