مونديال قطر: ميسي "في طاعة" السعودية!
قبيل انطلاق مونديال قطر 2022، هكذا أصبح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي "في طاعة" المملكة العربية السعودية.
"أرحّب اليوم بليونيل ميسي وأصدقائه في السعودية لتمضية إجازة مميزة يستكشفون بها كنوز البحر الأحمر وموسم جدة وتاريخها العريق. هذه ليست زيارته الأولى للمملكة، ولن تكون الأخيرة. يسرني أن أعلن ميسي سفيراً للسياحة السعودية".
هذا ما قاله وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب في شهر أيار/مايو الماضي، ترحيباً بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي؛ لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، خلال زيارته السعودية، وعند إعلان اختياره سفيراً للسياحة السعودية.
لم تطل إجابة ميسي رداً على هذه الحفاوة السعودية. قبل أيام، نشر صورة في صفحته في "إنستغرام" من زيارته السعودية، وكتب: "إذا كنتَ قادماً لمشاهدة كأس العالم (قطر 2022)، وترغب في الحصول على تجربة عربية أصيلة، لا تفوّت كل ما تقدمه السعودية"، مضيفاً: "المزيد من الرحلات الجوية، المزيد من الصفقات، المزيد من الخبرات"، وأرفق كلامه برابط لموقع سعودي مختص بالسياحة.
هكذا، لم يتأخّر ميسي في البدء بمهمته، لكنّها بالتأكيد مهمة مدفوعة الثمن، وبملايين الدولارات.
السعودية والأرجنتين في مجموعة واحدة في المونديال!
قد يكون عادياً أن يروج ميسي للسياحة السعودية، باعتباره نجماً عالمياً ووجهاً إعلانياً، وذلك في إطار "البيزنس" الذي بات جزءاً مهماً في مشوار اللاعب، يحصل من خلاله على المزيد من المال، إضافة إلى الأموال التي يحصّلها من ناديه.
قد يبدو هذا الأمر مفهوماً. وقد يبدو مفهوماً أيضاً أن يتغنى ميسي بالسعودية ويزورها ويمدحها في حال أصبح على سبيل المثال لاعباً في نادي نيوكاسل الإنكليزي الذي تمتلكه السعودية، لكن ما لا يبدو مفهوماً من نجم مثل ميسي أن يروج للسياحة في السعودية قبيل انطلاق المونديال، فيما منتخبا الأرجنتين والسعودية يشاركان في المونديال القطري. وأكثر من ذلك، فإن المنتخب الأرجنتيني في مجموعة واحدة مع المنتخب السعودي، أي أنه منافس له للتأهل إلى دور الـ16.
ما قاله ميسي مر مرور الكرام، ولم يُحدث ضجة، ولكنه لو كان، على سبيل المثال (وهذا لن يحصل)، سفيراً للسياحة البرازيلية، وتغنى بالبرازيل، وحث على زيارتها في مونديال البرازيل 2014، لكان العالم قد ضج بكلماته ووُجهت إليه الانتقادات. أما في حالة السعودية، فيبدو الأمر عادياً من وجهة نظر كثيرين (وهو غير ذلك)، إذ إنَّ السعودية ليست البرازيل.
هنا، ليس في المسألة انتقاد للسعودية، إذ إنها تسعى للترويج للسياحة فيها من خلال لاعب أسطوري، ولديها الإمكانات لكي تجعله سفيراً لسياحتها (علماً أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يقبل عرض السعودية ليكون سفيراً للسياحة فيها). الانتقاد موجه إلى ميسي وإلى مكانته، وخصوصاً أن ما قاله يأتي قبيل انطلاق المونديال الذي تتنافس فيه الأرجنتين والسعودية في مجموعة واحدة.
في المسألة ما هو إيجابي أيضاً بالنسبة إلى السعودية، فما كان ميسي ليقول ما قاله لو أن العلاقات بين السعودية وقطر بقيت على حالها إثر الأزمة الشهيرة بينهما، إذ إنَّ ميسي لاعب في فريق تمتلكه الإمارة الخليجية.
ما قاله ميسي ليس إلا ثمرة عودة المياه إلى مجاريها بين السعودية وقطر.