من هو لويس كامبوس المدير الرياضي الجديد في باريس سان جيرمان؟
باريس سان جيرمان تعاقد مع مُدير رياضي جديد، هو لويس كامبوس، بعد منافسة مع ريال مدريد. فمن هو لويس كامبوس، ولماذا الإصرار على التعاقد معه؟
عيّن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في الأسبوع الماضي، البرتغالي لويس كامبوس، مديراً رياضياً لكرة القدم، خلفاً للبرازيلي ليوناردو الذي أُقيل من منصبه مع انتهاء الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي.
وأكّد النادي الباريسي، في بيان، أنّ مهمّة كامبوس ستشمل التنظيم والتعاقدات ومتابعة الفريق الأول.
وأعرب كامبوس عن سعادته بالمنصب الجديد مع باريس سان جيرمان، وأكّد أنه يعدّه النادي الأكثر طموحاً وشغفاً في كرة القدم.
وقال: "نتقاسم الرؤية ذاتها؛ رؤية أؤمن بها بقوّة، وأتطلع قُدماً إلى بدء عملي على تطوير الإمكانات الاستثنائية للنادي".
يُذكَر أنّ عدداً من التقارير الصحافية أشار إلى اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع لويس كامبوس ليستلم مهمات المدير الرياضي.
من هو لويس كامبوس؟
بدأ لويس كامبوس مَسيرته في عالم كرة القدم بالإشراف على تدريب نادي يونياو دي ليريا، في موسم 1992-1993، في البرتغال. وكذلك، درّب عدة أندية أخرى، مثل جيل فيسنتي، الذي تمكّن معه من إيقاف سلسلة اللاهزيمة لـ"السبيشال وان"، جوزيه مورينيو، مع بورتو البرتغالي (27 مباراة)، في عام 2004.
في عام 2012، أصرّ جوزيه مورينيو، الذي كان يُدرب ريال مدريد آنذاك، على التعاقد مع لويس كامبوس من أجل جلب المواهب إلى النادي "الملكي"، لكنه رحل في صيف العام التالي (2013) بعد إقالة مورينيو.
اقرأ أيضاً.. لماذا بكى جوزيه مورينيو
ومع رحيله عن الريال، تعاقد موناكو الفرنسي مع الكشّاف البرتغالي لتحسين وضعية الفريق، والقيام بثورة، في محاولة لتحسين وضع النادي اقتصادياً، وعودته إلى المنافسة، في الوقت الذي يضخّ نادي باريس سان جيرمان الأموال الطائلة في السوق، ويهيمن على الدوري الفرنسي.
واجه موناكو في الموسم التالي، 2014-2015، صعوبات مالية كبيرة وتوقفت الاستثمارات فيه، بسبب النفقات والرواتب العالية، الأمر الذي أدّى إلى اضطرار الفريق إلى بيع عقود أغلبية نجوم الفريق، ومنهم: خاميس رودريغيز، فالكاو، كوندوغبيا، مارسيا، كاراسكو، أيمن عبد النور ولايفن كورزاوا، لتعنون الصحافة الفرنسية وقتها أنّ هذا التغيير هو "استسلام صريح من نادي الإمارة أمام أباطرة العاصمة".
كامبوس.. صيّاد المواهب
بدأ لويس كامبوس البحث عن المواهب الشابة والأسماء التي لم يلمع بريقها بعدُ، من أجل إعادة موناكو إلى الواجهة، وصناعة فريق تنافسي يستطيع مقارعة باريس سان جيرمان في المقام الأول.
تعاقد الفريق مع عدّة أسماء، لم يكن يعرفها الجميع، لكن "العبقري" كامبوس يعرفها جيداً، فجلب كلاً من برناردو سيلفا، بنجامين ميندي، فابينيو، ليمار، سيديبي وباكايوكو. ومجموعة من هذه الأسماء تُعَدّ العمود الفقري لجيل موناكو التاريخي، والذي وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2017، وحقق أيضاً لقب الدوري الفرنسي.
وهنا، يجب التذكير بأنّ لويس كامبوس يُعَدّ مكتشف النجم الفرنسي كيليان مبابي، فهو من قام بتصعيده من فريق الشباب إلى الفريق الأول في عام 2015.
ليل التاريخي في الدوري الفرنسي
عند شراء جيرار لوبيز نادي ليل، تعهد أمام الجمهور عودةَ الفريق إلى الطريق الصحيح، فعيّن مارك أنغلا مديراً تنفيذياً، وتعاقد مع لويس كامبوس في عام 2017 ليكون المُدير الرياضي والرجل الأول في النادي.
ومع استلامه العمل في النادي الفرنسي، وقّع النادي مع 17 لاعباً، وتخلى عن 22 لاعباً. ومع نهاية موسم 2018-2019، دخل خزينة النادي مبلغ 43 مليون يورو من بيع عقود اللاعبين وشرائها.
ومع وضع الركائز الأساسية في النادي، وصل ليل إلى هدفه الأول في موسم 2018 بتحقيقه مركزاً متقدماً في الدوري الفرنسي، أهّله لدوري أبطال أوروبا، عائداً إلى الأضواء من جديد.
كما نجح كامبوس، من خلال الركائز والاستراتيجيات، في تحقيق لقب الدوري الفرنسي في عام 2021.
لماذا أصرّ باريس سان جيرمان على التعاقد مع لويس كامبوس؟
منذ شرائه من جانب مالك "بي إن سبورتس"، ناصر الخليفي، قام القيمون على النادي الباريسي في الهيمنة على الدوري الفرنسي، والمنافسة أيضاً على لقب دروي الأبطال، الذي طال انتظاره. لكن، ما كان ينقص الفريق، هو الثبات الفني والهدوء في غرفة الملابس، وكذلك اكتشاف المواهب في الدوري الفرنسي، الذي يُعَدّ من أكثر الدوريات التي يصعد الناشئون منها.
افتقد النادي الباريسي، منذ انضمام ليوناردو، وشغله منصب المُدير الرياضي، الهدوء. فكان أحد الأسباب الرئيسة في رحيل المُدرب الألماني توماس توخيل، الذي نجح في تحقيق دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي في العام الذي أقيل منه من تدريب باريس سان جيرمان.
ويُعَدّ لويس كامبوس من أكثر الشخصيات المؤثرة، وكشّاف المواهب الأول. فمن خلال تجربته مع موناكو وليل الفرنسيين، ربما ينجح باريس سان جيرمان في تحسين خريطته الأوروبية، والوصول إلى هدفه المنشود الذي طال انتظاره.
فهل سينجح لويس كامبوس مع باريس سان جيرمان؟ وهل سيُوَفَّق في اكتشاف مواهب جديدة؟