منتخب إنكلترا في يورو 2024.. صراع المجد والخيبة
منتخب إنكلترا يخوض بطولة أمم أوروبا للمرة الـ10 في تاريخه، وهو يأمل تحقيق اللقب بعد وصافة النسخة الماضية في يورو 2020.
يتغنى الإنكليز بأنهم من صَنع كرة القدم في شكلها الحديث، كما يتغنون أيضاً بالدوري الإنكليزي الممتاز، الذي تنظر إليه الحكومة البريطانية على أنه ثروة وطنية يجب الاعتناء بها. ومنذ التسعينيات كان العمل كبيراً لجعل "البريميرليغ" العلامة التجارية الرياضية الأولى في أوروبا والعالم.
وعلى الرغم من كل الجهود، وبريق الدوري الإنكليزي، فإن منتخب إنكلترا بقي بلقب واحد كان في كأس العالم 1966. وعند كل بطولة أوروبية، كانت الخيبات تتوالى، وكل 4 أعوام ومع كل جيل تنظر الصحف الإنكليزية إلى الجيل المشارك على أنه الأفضل، وترشح منتخبها للفوز باللقب، فهل سيكون منتخب إنكلترا مرشحاً حقيقياً في يورو ألمانيا 2024؟
إنكلترا في كأس أمم أوروبا.. تاريخ من الخيبات
في كأس أمم أوروبا الماضية، التي توج بها منتخب إيطاليا، كان منتخب إنكلترا طرفاً في الصراع على اللقب. نهائي كان تاريخياً للمنتخب الإنكليزي، إذ كان أول نهائي في بطولات اليورو، لكن العلامة التجارية سقطت أمام "غرينتا" منتخب إيطاليا. وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يمكن إنكار أن منتخب إنكلترا كان من بين الأفضل في الأعوام الأخيرة أوروبياً وعالمياً.
منذ عام 1960، حيث كان النسخة الأولى من البطولة شاركت إنكلترا في 9 نسخ. وحتى النسخة الماضية، كان أفضل أداء لمنتخب إنكلترا في بطولة 1968، بحيث أنهت البطولة في المركز الثالث، عندها كانت المنافسة تدور بين 4 منتخبات فقط.
في عام 1996، وصلت إنكلترا بقيادة بول غاسكوين إلى نصف النهائي، لكنها خسرت بركلات الترجيح أمام ألمانيا. واللافت أن غاريث ساوثغيت، المدرب الحالي، أهدر ركلة ترجيحية في تلك المباراة.
بعدها وصل منتخب إنكلترا إلى ربع النهائي مرتين في عامي 2004 و2012. وجيلاً بعد جيل، كان الخيبات تتوالى، حتى جاءت الهزيمة التي وصفتها الصحف بـ"المذلة" أمام آيسلندا في بطولة أمم أوروبا 2016، في دور الـ16، تحت قيادة روي هودسون.
وفي 4 مناسبات لم ينجح منتخب إنكلترا في عبور دور المجموعات، في أعوام 1980، 1988، 1992، 2000.
الجيل الجديد.. فرصة إنكلترا في نيل اللقب
رفع مدرب إنكلترا ساوثغيت سقف التحدي، قائلاً إنه سيترك المنتخب في حال فشله في تحقيق لقب كأس أمم أوروبا 2024. الرجل الذي يُنتقد كثيراً، لكن حقيقة نتائجه تدل على أنه قام بعمل كان أفضل من غيره بكثير، فهو أول من أوصل إنكلترا إلى النهائي الأوروبي وجاء وصيفاً. وفي كأس العالم 2018 حصد المركز الرابع، وفي كأس العالم 2022 خرجت إنكلترا أمام فرنسا التي بلغت النهائي.
يُنتقد ساوثغيت بسبب أدائه الدفاعي وقراراته السيئة، لكن نتائج المنتخب على الرغم من كل ذلك جيدة، متفوقاً على أجيال ذهبية في تاريخ إنكلترا، أجيال لعب فيها مايكل أوين، ستيفن جيرارد، واين روني، فرانك لامبارد وديفيد بيكهام وغيرهم.
لكن منتخب "الأسود الثلاثة" يدخل البطولة وهو المرشح الأول للقب بحسب تحليل موقع أوبتا، وهو إحدى أشهر المنصات المتخصصة بإحصاءات كرة القدم، الأمر الذي يعطي أملاً جديداً لعشاقه الذين يرددون دوماً أن الكأس يجب أن تعود إلى بيتها؛ أي إلى إنكلترا "مهد كرة القدم".
منتخب إنكلترا يملك نسبة 19.9% من التوقعات بتحقيق اللقب، متقدماً على فرنسا التي نالت نسبة 19.1%، وألمانيا التي نالت نسبة 12.4%، ثم إسبانيا 9.6%، والبرتغال 9.2%.
شكل إنكلترا مع ساوثغيت
يمتلك المنتخب الإنكليزي قوة هجومية ضاربة، ويقود هجوم المنتخب الإنكليزي هاري كين وفيل فودن وبوكايو ساكا. ولا شك في أن الـ3 قدموا موسماً ممتازاً، وخصوصاً فودين الذي فاز مع مانشستر سيتي بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لهذا الموسم، بينما حقق هاري كين لقب هداف الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ.
وفي خط الوسط، هناك جود بيلينغهام، لاعب ريال مدريد، المتوج معه بدوري الأبطال والمرشح بقوة لخطف الكرة الذهبية لهذا العام. وهناك كذلك كول بالمر الذي قدم موسماً قوياً مع تشيلسي على رغم إخفاق فريقه في المنافسات المحلية، فضلاً عن اللاعب المتميز ديكلان رايس الذي يُعد أحد أفضل اللاعبين في مركز الوسط الدفاعي عبر العالم.
في مقابل الهجوم، يعاني منتخب إنكلترا دفاعياً، فالأسماء الحاضرة لم تكن في أفضل مواسمها. مثلاً لم يقدم جون ستونز موسماً جيداً مع مانشستر سيتي ولم يشارك في مجموعة من المباريات، ففي آخر 10 مباريات في الدوري لم يشارك أساسياً سوى مرة واحدة، ولم يلعب أي دقيقة في سبع مباريات منها.
وتم التخلي عن هاري ماغواير في اللحظات الأخيرة بسبب إصابة يعانيها، كما تضم القائمة الظهير لوك شو الذي لم يشارك مع مانشستر يونايتد في معظم مباريات هذا الموسم. ويمكن أن نشهد في اليورو ثنائية في محور الدفاع تجمع بين جون ستونز ومارك جويهي على الرغم من ضعف تنافسية هذا الأخير مع ناديه كريستال بالاس بسبب الإصابة، أو أن يلعب معه جو غوميز الذي قدم موسماً جيداً مع ليفربول.
غيابات بالجملة
من اللاعبين الذين غابوا عن القائمة أيضاً، صانع ألعاب توتنهام جيمس ماديسون الذي قدم موسماً جيداً مع توتنهام. ومن أكبر الغائبين هناك ماركوس راشفورد الذي تراجع مستواه هذا الموسم، واللاعب جوردان هندرسون الذي عانى موسماً متذبذباً بعد إخفاق انتقاله إلى السعودية.
كما تم التخلي عن جناح مانشستر سيتي جاك غريليش بسبب تراجع مستواه في النصف الثاني من الموسم. ولم يتم استدعاء رحيم ستيرلينغ الذي كان قطعة أساسية في يورو 2020، وكذلك على جناح بوروسيا دورتموند جادون سانشو، على الرغم من تألقه مع النادي الألماني في دوري الأبطال.
في المقابل، هناك بعض الأسماء الجديدة التي ستلعب للمرة الأولى في بطولة كبيرة، منهم مهاجم أستون فيلا أولي واتكينز الذي قدم موسماً ممتازاً، ساهم من خلاله في تأهل فريقه لدوري الأبطال، وسجل في كل المنافسات 27 هدفاً وقدم 13 تمريرة حاسمة.
وهناك ظهير نيوكاسل أنتوني غوردون الذي قدم موسما ممتازاً سجل من خلاله 12 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة. وهناك كذلك "الجوهرة" الجديدة لمانشستر يونايتد والمنتخب الإنكليزي كوبي ماينو، الذي انتزع مركزاً أساسياً في ناديه على الرغم من صغر سنه، إذ لم يكمل بعدُ 19 عاماً، وقدم أداءً متميزاً مع المنتخب الإنكليزي في المباريات القليلة التي لعب فيها قبل اليورو.
المباريات الأخيرة لم يقنع فيها المنتخب
ولم يقنع المنتخب الإنكليزي كثيراً في مبارياته الإعدادية الأربع قبل البطولة، وحقق فوزاً واحداً على البوسنة والهرسك، في مقابل تعادل مع بلجيكا وهزيمتين من البرازيل وآيسلندا.
بيد أنه قدم أداءً جيداً في التصفيات وتصدَّر مجموعته أمام حامل اللقب المنتخب الإيطالي. وسيلعب الإنكليز في كأس أمم أوروبا في المجموعة الثالثة التي تضم الدنمارك وسلوفينيا وصربيا.