غالباً ما تكون أهم لحظة في تاريخ أي منتخب كرة قدم في العالم هي صعود منصة التتويج لرفع كأس العالم. وهناك كثير من الحكايات الغريبة التي تحدث في هذه البطولة المرموقة، ولعل أبرز هذه القصص ما يرويه التاريخ عن المنتخب الذي أخاف منتخبات العالم أجمع، ونعني منتخب المجر.

بوشكاش، هيديكوتي، بوجيك، كوتشيش، غروشيش، تسيبورا، وغيرهم.. امتلك المنتخب المجري، كوكبة من النجوم ضمن فريقٍ واحد في الخمسينيات، وكانت مشاركته في بطولة كأس العالم عام 1954، التي استضافتها سويسرا، تُعد "شبه مضمونة" لتحقيق اللقب الأغلى في كرة القدم.

وصل المنتخب المجري إلى المباراة النهائية بسهولة، وأطاح منتخبات عريقة مثل البرازيل في دور الثمانية، والأوروغواي في نصف النهائي، ليضرب موعداً مع منتخب ألمانيا الغربية، الذي كان يسعى للقبه الأول في البطولة أيضاً.

أقيم نهائي المونديال في ملعب "وانكدورف" بمدينة "بيرن" السويسرية، وحضره نحو 64 ألف متفرج. وتوقع أغلب متابعي كرة القدم في ذلك الوقت، إضافة إلى الصحافة العالمية، أنّ المجريين سيحققون أول ألقابهم في البطولة، نظراً إلى مستواهم الرائع.

اقرأ أيضاً.. سرقة كأس العالم.. الكلب بيكلز بطل مونديال 1966

لكن منتخب ألمانيا الغربية حقق المفاجأة، وفاز بنتيجة 3-2، محققاً اللقب الأول له، ما دفع الألمان إلى إطلاق عبارة عبر إحدى وسائل الإعلام في ذلك الوقت، تقول "المعجزة في بيرن"، في إشارة إلى تحقيق ألمانيا اللقب على حساب المنتخب المجري.

كان منتخب المجر في تلك الفترة صاحب التصنيف الأعلى في تاريخ كرة القدم في العالم، وحقق سلسلة من عدم الهزائم من الأطول في التاريخ بواقع 31 مباراة، لكن، على الرغم من كل هذه الإنجازات، واجه المنتخب الهنغاري (المجري)، جفافاً حاداً منذ كأس العالم 1986، وأخفق في التأهل لهذه البطولة طوال 30 عاماً، إضافة إلى وصوله إلى المركز الـ87 في تصنيف "الفيفا" وهو الأدنى لهم عام 1996.

حصد المنتخب المجري بقيادة بوشكاش العديد من الإنجازات، ومنها الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية 3 مرّات في أعوام 1952 و1964 و1968، بالإضافة إلى وصافة كأس العالم في نسختي 1938 و1954، والمركز الرابع في بطولة أمم أوروبا في العام 1972.

اقرأ أيضاً.. كأس العالم للجميع.. فما قصة البطولة؟