كأس العالم في البرازيل.. لا شيء يدوم إلى الأبد
كأس المونديال تعرضت لكثير من الأحداث وعاشت المغامرة. تعرفوا إلى قصة سرقتها في البرازيل.
بطولة كأس العالم تتخطى كونها مجرد مسابقة نُظمت لخلق منافسة بين الدول، ففي تاريخ هذه البطولة كثير من الصراعات، في الملعب وخارج أسواره.
أحد هذه الصراعات كان قبل انطلاق البطولة بين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" واللجنة الأولمبية الدولية، التي نظرت إلى كرة القدم على أنها رياضة للتسلية لا أكثر ولم تدخلها حيز الاحتراف.
وبعد إطلاق فكرة كأس العالم والعمل لتنفيذها من "فيفا" كان لا بد من وجود جائزة، وهذه الجائزة كانت الكأس التي سميّت "كأس جول ريميه"، على اسم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً والرجل الذي حول فكرة كأس العالم إلى حقيقة.
طلب ريميه إلى النحات أبيل لافلور تصميم كأس ذهبية للبطولة، فقدم كأساً على هيئة إله النصر عند الإغريق "نايك - Nike" بذراعين مفتوحتين إلى الأعلى.
بعد تصميم الكأس وجاهزيتها اتفق على أن البلد الذي يفوز بالمونديال 3 مرات يحتفظ بالكأس، وبعد 9 نسخ من البطولة كان للبرازيل حصة في نجمات ثلاث.
لا شيء يدوم إلى الأبد.. الكأس سُرقت مجدداً
في عام 1966 أقيمت البطولة في إنكلترا، حيث توج المنتخب المستضيف باللقب، لكن قبل أشهر من انطلاق البطولة سرقت الكأس، ثم وجدها كلبٌ يدعى بيكلز مرمية وسط شجيرات خارج منزل صاحبه في جنوبي لندن، وذلك بعد أسبوع واحد من اختفائها، قبل ذلك كان قد كُلف الصائغ ألكسندر كلارك بصناعة نسخة عنها، لكن الكلب وجدها قبل أن ينجزها كلارك.
لكن لم تكن هذه المغامرة الوحيدة التي عاشتها كأس "جول ريميه"، ففي عام 1970 وصلت الكأس إلى البرازيل، حيث ستسكن إلى الأبد، لأن منتخب "السامبا" حقق اللقب 3 مرات، وكما تقول الأغنية "لا شيء يدوم إلى الأبد".
وفي كانون الأول/ديسمبر من عام 1983، سُرقت كأس "جول ريميه"، وخطة السرقة انطلقت من حانة في ريو دي جانيرو.
ما الذي حدث في ريو دي جانيرو؟
اجتمع في حانة "سانتو كريستو" الواقعة في منطقة الميناء في مدينة ريو دي جانيرو، أنطونيو بيريرا ألفيش، جووزيه لويس فييرا دا سيلفا، وفرانسيسكو جوزيه ريفيرا والأرجنتيني خوان كارلوس هيرنانديز.
فريق متكامل لتفنيذ عملية سرقة، الأول كان مصرفياً، والثاني خبير ديكور، والثالث شرطياً سابقاً والرابع صائغاً. بيريرا ألفيش الذي عمل مصرفياً، كان يتردد دائماً إلى مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ولاحظ أن الكأس موضوعة في مكان يسهل الوصول إليه، وبحسب تقرير الشرطة البرازيلية قام فييرا دا سيلفا وجوزيه ريفيرا بتقييد الحارس الوحيد على الكأس، قبل اختفائهما مع الكأس، التي وصلت إلى الصائغ هيرنانديز الذي صهرها على الفور.
اقرأ أيضاً.. لماذا رفض كرويف المشاركة في كأس العالم؟
اعتُقل السارقون فيما بعد، لكن الكأس لم تعد، لذلك طلب الاتحاد البرازيلي إلى شركة "Eastman Kodak" الأميركية صنع نسخة مشابه لتعرض في ملعب "ماراكانا" الشهير.
بعد ذلك تعلم الاتحاد الدولي لكرة القدم الدرس، لذلك قرر في نسخة كأس العالم 1974 أن يمنح نسخة من الكأس الجديدة التي صممها سيلفيو غازانيغا والاحتفاظ بالكأس الأصلية في مقره في زيورخ السويسرية.
أما النسخة التي طلبها الاتحاد الإنكليزي من كلارك قبل إيجاد الكأس الأصلية، فبيعت في مزاد عام 1997، بناء على طلب أسرة الصائغ، واشتراها "فيفا" في مقابل 400 ألف دولار.
اقرأ أيضاً.. "درس" من بكنباور عام 1970.. لا ألم في كأس العالم!