علم فلسطين في الملاعب واجبٌ وليس "موضة"!

جمعت فلسطين الجماهير العربية في هذه الفترة، من خلال مباريات المنتخبات والفرق العربية. كان المشهد معبّراً، لكن في المقابل خرجت بعض الأصوات التي تخالفه.

  • الجماهير العربية تفاعلت بتأثر مع كلِّ علمٍ لفلسطين كان يُرفع في الملعب أو في المدرجات
    الجماهير العربية تفاعلت بتأثر مع كلِّ علمٍ لفلسطين كان يُرفع في الملعب أو في المدرجات

كثُرت المباريات بين المنتخبات والفرق العربية في هذه الفترة، وكثُر فيها رفع علم فلسطين والتحايا إليها وإلى شعبها. كانت هذه المشاهد رائعة، وفاقت الأهداف والألقاب روعة. كانت فلسطين "اللقب" الأبرز في التتويجات، وكانت المنتصر الأول.

حصل هذا على سبيل المثال مع المنتخبَين الجزائري والتونسي (الصورة) وجماهيرهما في بطولة كأس العرب، وكذلك مع فريقَي الأهلي المصري والرجاء المغربي وجماهيرهما في مباراة كأس السوبر الأفريقية.

الجماهير العربية تفاعلت بتأثر مع كلِّ علمٍ لفلسطين كان يُرفع في الملعب أو في المدرجات، ومع كل لافتة لفلسطين. أحدث ذلك تضامناً جماهيرياً عربياً جمع كثيرين حول فلسطين، وأكد أنها ستبقى البوصلة دوماً.

مقابل ذلك، خرجت بعض الأصوات القليلة التي تخالف هذا المشهد الرائع؛ أصوات إما تجهل ما تقول وإما تقصده. ومما قيل إنَّ "كلّ ما حصل ليس إلا استعراضاً وكلاماً لا يعود بشيء على فلسطين". أما البعض الآخر، فقال إنَّ رفع علم فلسطين أصبح "موضة" تتناقلها المنتخبات والفرق، ولا تقدّم وتؤخّر في شيء.

هذه الأصوات وجب الرد عليها، والقول إنَّ ما فعله هؤلاء اللاعبون والمشجعون من رفع أعلام فلسطين والهتاف لفلسطين إنما له أهميته في معركة الوعي والصورة والكلمة مع العدو الإسرائيلي. بالتأكيد، كان كيان الاحتلال ممتعضاً من كل علم فلسطيني يرفعه اللاعبون والمشجعون في الملاعب؛ هذا العدو الذي يريد شطب كلمة فلسطين من عقول الجماهير العربية وذاكرتها.

وما حصل له أهميته في زمن هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع. ما حصل يعكس النبض الحقيقي للشارع العربي والجماهير، وهذا هو الحال على وجه الخصوص في إنشاد جمهور الرجاء المغربي نشيده الشهير "رجاوي فلسطيني" قبل المباراة أمام الأهلي المصري، ذلك أنَّه يعكس نبض الشارع المغربي الثابت مع فلسطين وشعبها على خلاف تطبيع الحكومة المغربية مع كيان الاحتلال.

ويجب القول لهذه الأصوات إنَّ رفع علم فلسطين يبقى قليلاً تجاه فلسطين، لكنَّه مهم، وهو واجب، ولا بدَّ من الإكثار منه، ويجب أن يكون في كلِّ مكان، في الملعب والمنزل والشارع والمتجر، ليكون دائماً أمام الأنظار، ويرسّخ دائماً في القلوب والأذهان.