عقوبات على روسيا.. الوجه المظلم لـ"السياسة الرياضية" في كأس العالم

العقوبات الرياضية المفروضة على روسيا تظهر الوجه المظلم لـ"السياسة الرياضية"، وتكشف الغطاء عن نفاق "الفيفا" و"اليويفا".

  • عقوبات روسيا.. الوجه المظلم لـ
    تعرَّضت روسيا هذا العام لواحدة من أقصى العقوبات الرياضية تمثلت بإقصاءها من تصفيات كأس العالم قطر 2022

تعرَّضت روسيا هذا العام لواحدة من أقصى العقوبات الرياضية، عقب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. عاشت روسيا حالة عزلة رياضية وكروية على الصعيدين القاري والمحلي، تمثلت في حرمان منتخبها من خوض تصفيات الملحق المؤهل لكأس العالم "قطر 2022"، وتعليق مشاركة جميع الأندية الروسية في البطولات القارية والدولية، فضلاً عن نقل إقامة نهائي النسخة الماضية لنهائي دوري أبطال أوروبا من أراضيها إلى الأراضي الفرنسية.

حرمان روسيا من الحلم المونديالي

  • عقوبات روسيا.. الوجه المظلم لـ
    أصدر الاتحادان الدولي والأوروبي قراراً قضى بحرمانها من المشاركة في الملحق المؤهّل لكأس العالم

خلال مشوار التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، قدم "الدب الروسي" مستويات مميزة خلال مبارياته الـ10، ليحل في وصافة المجموعة الخامسة برصيد 22 نقطة (فاز 7، خسر 2، تعادل 1)، خلف المنتخب الكرواتي المتصدر الذي حجز مقعده بصورة مباشرة في البطولة.

وبعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وانقسام أوروبا إلى معسكر داعم لأوكرانيا من جهة، وآخر مؤيد لروسيا من جهة أخرى، وقف "الفيفا" و"اليويفا" في صف حلف شمال الأطلسي وتماهى معه وأقرَّ عدداً من العقوبات الرياضية الجائرة على مضيف النسخة الماضية من كأس العالم.

وعلى مستوى المباريات المؤهلة، سارعت الدول التي كان مقرّراً أن تواجه روسيا في المرحلة الأولى والأخيرة (بولندا، السويد، التشيك) إلى إصدار بيان مشترك رفضت فيه خوض المباريات على الأراضي الروسية.

وعلى الرّغم من عدم إبداء روسيا أيّ موقف مباشر تجاه البيانات والمطالب التي تقدمت بها المنتخبات المنافسة، فقد أصدر الاتحادان الدولي والأوروبي قراراً قضى بحرمانها من المشاركة في الملحق المؤهّل لكأس العالم، واعتبار بولندا متأهلة رسمياً إلى المرحلة النهائية من التصفيات، من دون انتظار الحكم النهائي الصادر عن محكمة التحكيم الرياضي "كاس"، وهو قرار حمل في طياته كثيراً من الظلم وعدم الإنصاف بحق الرياضيين الروس الّذين حرموا المشاركة في البطولة الأغلى والأهم في مسيرتهم، على الرغم من تقديمهم مستويات جيدة خلال مشوار التصفيات.

العقوبات على روسيا تكشف "نفاق الغرب"

  • عقوبات روسيا.. الوجه المظلم لـ
    لم يقف أحد في وجه دعم الدوريات الأوروبية لأوكرانيا

كشفت حملة العقوبات الرياضية على روسيا عموماً، وفي مجال كرة القدم خصوصاً، زيف الادعاءات التي ينادي بها الأوروبيون عن الحريات ومعايير السلام. وقد كُشف الغطاء عن نفاق "الفيفا" و"اليويفا" لتظهر ازدواجية المعايير.

ويغفل الاتحادان الأوروبي والدولي عن اتخاذ أيّ إجراءات تجاه الكيان الصهيوني، الذي يكاد لا يمر يوم من دون اقترافه جرائم بحق الشعب الفلسطيني من دون تمييز. وبدلاً من ذلك، يشارك في البطولات ضمن الاتحاد الأوروبي، سواء في التمثيل الدولي أو على صعيد الأندية.

فضلاً عن ذلك كلّه، لم يقف أحد في وجه دعم الدوريات الأوروبية لأوكرانيا، واتخاذها طرفاً في الحرب.

إقرأ أيضاً.. أفريقيا لا تزال تحفظ كلمة بيليه في كأس العالم
 

عقوبات وإجراءات هادفة

  • عقوبات روسيا.. الوجه المظلم لـ
    حصلت روسيا على 30% فقط من مستحقاتها المالية بعد تنظيم كأس العالم 2018

شملت حزمة العقوبات التي فرضها الاتحادان الدولي والأوروبي إجراءات تهدف إلى إضعاف روسيا كروياً، عبر حرمانها مستحقاتها المالية وإضعاف الدوري المحلي.

وفي هذا السياق، أشار مدير التطوير في الاتحاد الروسي لكرة القدم، مكسيم ميتروفانوف، إلى تعليق الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" دفع مستحقات روسيا المالية، المتعلقة باستضافة النسخة الماضية من كأس العالم 2018.

وحصلت روسيا، بحسب ميتروفانوف، على 30% فقط من مستحقاتها التي تبلغ 100 مليون دولار، وبالتالي حرمها "الفيفا" من المستحقات الكبرى التي غالباً ما كانت ستستثمر في تطوير كرة القدم وتأهيلها.

ومنح "الفيفا" اللاعبين والمدربين الأجانب الناشطين في الدوري الروسي والأوكراني الحقّ في فسخ عقودهم من طرف واحد، إلا أنَّه أشار إلى ضمان حماية الأندية الأوكرانية من المشكلات التي ستتعرَّض لها بسبب توقف الدوري والظروف التي تعيشها البلاد.

واستبعد "الفيفا" الأندية الروسية من مظلّة حمايته، مع أن هذه الأندية لا علاقة لها إلا بالرياضة، ولكنه لم يكترث لخسارتها عدداً من المداخيل المادية التي كانت تحصل عليها إثر المشاركة في البطولات القارية، وبالتالي خسارتها الأمان المالي، ما قد يصيبها بالإفلاس مستقبلاً.

وأظهرت حملة العقوبات على روسيا الوجه المظلم لكرة القدم العالمية، التي لطالما تغنت اتحاداتها برعاية الحريات واحترامها، لتكشف عن وجه مظلم سرعان ما يَظهر تعصبه وانتماؤه السياسي عندما تميل الدفة إلى ما لا يخدم مصالحه، فهل نشهد عقوبات مماثلة مستقبلاً على دول وكيانات تمارس الإجرام اليومي على شعوب دول أخرى؟ وإلى متى تبقى السياسة الكلمة الأكثر تأثيراً في القرارات الرياضية، على كثرة الأصوات المطالبة بالعدالة الرياضية؟

إقرأ أيضاً..لقميص منتخب البرازيل قصة في كأس العالم.. كيف أصبح أصفر اللون؟