ريال مدريد ومرحلة التجديد.. "الثلاثي الذهبي" مثالاً
هي مرحلة جديدة في ريال مدريد بدأت هذا الموسم بتجديد الفريق، وتحديداً خط الوسط حيث "الثلاثي الذهبي" الذي قاد الفريق إلى الانتصارات والألقاب.
لم يعد هناك "الثلاثي الذهبي" في ريال مدريد الإسباني، أصبح البرازيلي كاسيميرو في مانشستر يونايتد الإنكليزي، فيما بقي الألماني طوني كروس والكرواتي لوكا مودريتش إلى حين.
إضافة إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو سابقاً والفرنسي كريم بنزيما شكل هذا الثلاثي طوال هذه الأعوام "القلب النابض" لـ"الميرينغي" وأساس الانتصارات والتتويجات بالبطولات وبينها لقب دوري أبطال أوروبا غير مرة.
كل شيء كان يجيده هذا الثلاثي، من الأدوار الدفاعية إلى الأدوار الهجومية وتسجيل الأهداف وتمرير الكرات للأهداف وكسب الصراعات في وسط الملعب ضد أكثر المنافسين، وهو ما كان يقود إلى الانتصارات.
كان هذا الثلاثي الذي يحلم بوجوده أي مدرب في فريقه، وفعلاً كان المدرب السابق الفرنسي زين الدين زيدان يعتمد عليه دائماً، وكذلك المدرب الحالي الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
لكنّ الأمور بدأت تتغير. ريال مدريد يحتاج إلى التجديد. "هرم" الريال. يكفي القول إن هذا الثلاثي يبلغ من العمر أكثر من 90 عاماً بتخطي كروس ومودريتش وكاسيميرو 30 عاماً.
"ثلاثي ذهبي" جديد
كاسيميرو استبق مرحلة التجديد في الفريق. هكذا انضم إلى مانشستر يونايتد. بقي كروس ومودريتش. لكن كل الدلائل تقود إلى أن زمن هذين النجمَين لن يستمر كما كان. هما لا يزالان قادرَين على التألق والعطاء كنجمَين كبيرين، لكن دورهما سيتقلص. سيكثر تبديلهما في المباريات أو بدؤهما بعض المباريات على مقعد البدلاء. هذا مؤكد. كيف ذلك؟ لقد أصبح في وسط ملعب ريال مدريد نجمان واعدان هما: الفرنسي إدواردو كامافينغا الذي انضم إلى الفريق الصيف الماضي، ومواطنه أوريليان تشاوميني الذي انضم إليه هذا الصيف. ينتظر ريال مدريد ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي كثيراً من هذَين اللاعبَين ليكونا الأساس في خط وسط ريال مدريد بعد "الثلاثي الذهبي" السابق، وليشكلا مع الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي "الثلاثي الذهبي" الجديد، مع أن أنشيلوتي يعتمد حالياً على فالفيردي في مركز الجناح الأيمن.
دلائل هذا التجديد في ريال مدريد بدأت إذاً بقدوم هذَين اللاعبَين، وكذلك بمغادرة كاسيميرو، وتأكّدت سريعاً بإشراكهما أساسيين في المباراتَين الأوليين.
هو نهج جديد يتبعه ريال مدريد لتجديد الفريق. لم تعد التعاقدات الضخمة وقدوم كثير من النجوم هما الأساس، بل المواهب التي تُولى الاهتمام الكبير حتى تصل إلى النجومية، وإن كان الأمر لا يخلو من بعض التعاقدات مع نجوم وأسماء كبيرة.
هذا بدأ على سبيل المثال مع النجمَين البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو اللذين أصبحا من نجوم الفريق، وخصوصاً الأول الذي أصبح تأثيره في "الميرينغي" كبيراً ويوازي تأثير النجم الفرنسي كريم بنزيما، وقد قاد فريقه إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بتسجيله هدف الفوز في المباراة النهائية أمام ليفربول الإنكليزي.
لكن ما يلفت في ريال مدريد أنه يهرم لكنه لا يمرض، بل يواصل الثبات على مستواه. هذه ميزته. هذا الموسم بدأ بفوزين في مباراتين وهو يستكمل ما أنجزه في الموسم الماضي بتتويجه بلقبَين كبيرين هما: دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.