ركلات الترجيح في كأس العالم.. فرح وتعاسة للشعوب
هذه قصة ركلات الترجيح في بطولة كأس العالم تاريخياً. تعرفوا إلى أبرز أرقامها وأكثرها سعادة وحزناً.
إذا سُئل روبرتو باجيو، الأسطورة الإيطالية، عن أتعس لحظة في مسيرته، فسيقول بالتأكيد، من دون تردد، إنها اللحظة التي سدّد فيها ركلة الترجيح عالياً في المباراة النهائية لكأس العالم 1994 بين إيطاليا والبرازيل.
يمكن القول إن ركلات الترجيح في بطولة كأس العالم، وفي كبرى البطولات الكروية، هي "بطولة" في حد ذاتها، و"مباراة" تتباين عن المباراة، في دقائقها الـ90، وتُضاف إليها الدقائق الـ30 في الشوطَين الإضافيين.
هنا، في ركلات الترجيح يجدر أن يكون التركيز عالياً، وأن يكون اللاعب هادئاً. وعلى الحارس أن يكون يقظاً ليعرف إلى أي اتجاه سيتجه من أجل صدّ الكرة. وبالتأكيد، لا تخلو ركلات الترجيح من سوء حظ، وتحديداً عندما تصيب الكرة العارضة أو القائمَين.
اقرأ أيضاً.. "درس" من بكنباور عام 1970.. لا ألم في كأس العالم!
ركلات الترجيح في بطولة كأس العالم أفرحت شعوباً، وفي المقابل، كانت سبباً في تعاسة شعوب أخرى.
ولم تتوقف ركلات الترجيح لحسم هوية الفائز في أدوار خروج المغلوب في دور الـ16، أو ربع النهائي، أو نصف النهائي، في مرات متعددة، بل أيضاً حسمت هوية بطل العالم. هذا حدث مرتين في تاريخ المونديال، عندما فازت البرازيل على إيطاليا في نهائي مونديال 1994، ولمّا فازت إيطاليا نفسها على فرنسا في نهائي مونديال 2006.
اعتُمدت عام 1978 وبدأت عام 1982
بدأ اعتماد ركلات الترجيح في كأس العالم للمرة الأولى في مونديال 1978، لكن لم يحدث أن احتاجت أي مباراة إليها في أدوار خروج المغلوب في ذاك المونديال، لتُبصر النور، للمرة الأولى، في نصف نهائي مونديال 1982، عندما فازت ألمانيا على فرنسا بهذه الركلات.
تاريخياً، حُسمت 30 مباراة في كأس العالم بركلات الترجيح. وتُعَدّ ألمانيا والأرجنتين الأكثر استفادة من هذه الركلات، إذ فاز كل منهما بـ4 مباريات مونديالية في أدوار خروج المغلوب: ألمانيا أعوام 1982 و1986 و1990 و2006، والأرجنتين أعوام 1990 (مرتين) و1998 و2014. لكن نسبة استفادة ألمانيا هي 100%، بحيث فازت بـ4 مباريات من 4 عبر ركلات الترجيح، كما فازت الأرجنتين بـ4 مباريات من 5، حين خسرت في ربع نهائي مونديال 2006 أمام ألمانيا نفسها، علماً بأن ألمانيا أهدرت ركلة ترجيح واحدة فقط من مجموع كل تسديداتها.
يبقى القول إن إنكلترا هي الأسوأ حظاً بركلات الترجيح، سواء في المونديال أو كأس أمم أوروبا. فقبل خسارتها نهائي أمم أوروبا 2021 على أرضها أمام إيطاليا بركلات الترجيح، فإنها خسرت على التوالي في البطولتَين منذ كأس العالم 1990 حتى كأس أمم أوروبا 2021 أمام كل من ألمانيا (مرتين) والأرجنتين والبرتغال (مرتين) وإيطاليا، ولم تفز تاريخياً سوى بـ 22% في المباريات التي حسمتها ركلات الترجيح في البطولتين.
فهل يتكرر الفرح أو التعاسة من خلال ركلات الترجيح في مونديال 2022؟