العراق يكسر الحظر... خليجي 25 بصراوي
محافظة البصرة العراقية تستضيف بطولة خليجي 25 في أول حدث رياضي رسمي في بلاد الرافدين بعد رفع الحظر.
تستعد محافظة البصرة العراقية لاستضافة بطولة خليجي 25، والتي تنطلق منافساتها في 6 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وستشكل استضافة العراق للبطولة الخليجية حدثاً استثنائياً لبلاد الرافدين، التي ستحتضن ملاعبها أول بطولة قارية منذ العام 1990 بعد كسر الحظر الذي استمر لسنوات طويلة.
لماذا حرم العراق البطولة
شكلت نهاية القرن العشرين منعطفاً كبيراً في تاريخ العراق في مختلف المجالات وأبرزها السياسية، التي أثرت بدورها في المجال الرياضي العراقي.
وبسبب غزو "النظام البعثي" الذي كان مسيطراً على الحكم في العراق حينها لدولة الكويت في العام 1990، فرض حظر على كرة القدم العراقية تمثل بمنعها من إقامة المباريات الدولية على أرضها.
اقرأ أيضاً.. بعد 40 عاماً "كأس الخليج" في العراق
وتبع الحظر الأول قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بمنع إقامة المباريات بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت تعيشها البلاد. واستمر الحظر على كرة القدم العراقية حتى العام 2003 والغزو الأميركي لبلاد الرافدين.
وعلى الرغم من سقوط نظام صدام حسين حينها، استمر الحظر على كرة القدم العراقية لـ"دواعٍ أمنية"، ومع وجود بعض الاستثناءات خلال السنوات الماضية، من قبيل استضافة ملاعب البصرة عدداً من المباريات، عاد الحظر مجدداً بسبب تردي الأوضاع الأمنية والحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي. لم يكن تردي الأوضاع الأمنية في العراق السبب الوحيد في الحظر، إذ إن سوء الإدارة وضعف تجهيزات المرافق الموجودة في ذلك الوقت كان عاملاً إضافياً في استمرار الحظر.
فك الحظر عن الملاعب العراقية
أولى بوادر الغيث بالنسبة إلى كرة القدم العراقية جاءت في آذار/ مارس من العام 2018، عندما أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو رفع الحظر عن ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل، خلال اجتماعٍ للجمعية العمومية، وذلك بعد نجاح تلك الملاعب في استضافة عدد من المباريات الودية في العام 2017 على سبيل الاختبار.
وعلى الرغم من رفع الحظر تدريجياً عن الملاعب، بقيت ملاعب العاصمة بغداد في دائرة التوقف، وذلك بسبب عدد من العوامل المرتبطة بالجانبين الأمني والتنظيمي.
ملاعب خليجي 25
بعد مفاوضات وإجراءات معقدة، نجح العراق في تأمين المستلزمات المادية والتنظيمية والأمنية التي سمحت له باستضافة بطولة خليجي 25.
وستقام البطولة التي يستضيفها العراق للمرة الأولى منذ عام 1979 في ملعبين هما: ملعب البصرة المُلقب بـ"جذع النخلة" والذي يتسع لـ60 ألف متفرج، فضلاً عن امتلاكه ملعباً رديفاً بسعة 10 آلاف متفرج، وأربعة ملاعب تدريبية.
كما سيحتضن ملعب الميناء في مدينة البصرة، والذي يتسع لـ 30 ألف متفرج، عدداً من المباريات.
ومن أجل استضافة الحدث الخليجي، سخرت السلطات العراقية إمكانيات ضخمة لتأمين أفضل استضافة للبطولة.
اقرأ أيضاً.. "خليجي 25" في العراق: الإرادة تصنع الريادة
وعلى مستوى الملاعب، فقد زوّدت بنظام حكم الفيديو "VAR"، التي ستتولى شركة عالمية تشغيلها خلال البطولة، حسب ما أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال.
كذلك تم تزويد الملاعب باللوحات الإعلانية، وتجهيز عدد من الملاعب الثانوية للاستفادة منها في التدريبات.
كما خصصت وزارة النقل العراقية عشرات الحافلات لتأمين عمليات النقل، واستحدث عدد من المطارات العراقية رحلات جوية لنقل الجمهور إلى محافظة البصرة، فضلاً عن قيام وزارة الاتصالات العراقية بعدد من الجولات الميدانية لتفقد معدات الإنترنت وتأمين السرعة الجيدة، وتكفلت الأجهزة الأمنية تأمين البطولة على أكمل وجه.