الدنمارك في يورو 2024.. طموح لتحقيق المجد الأوروبي بقيادة جيلٍ واعد
منتخب الدنمارك في يورو 2024 يسعى لمتابعة إنجازه في النسخة الماضية، ومتمسكاً بذكريات عام 1992 عندما توج باللقب.
يسعى منتخب الدنمارك لاستكمال مسيرته المميّزة التي قدّمها في النسخة الماضية من بطولة أمم أوروبا 2020، عندما يشارك للمرة الـ 9 في البطولة القارية التي تستضيفها ألمانيا.
ويأمل منتخب "الديناميت" في عبور حاجز الدور نصف النهائي والوصول إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه، ولِمَ لا فهو بذلك يضيف اللقب الثاني إلى خزائنه إذ يعود لقبه الوحيد إلى نسخة العام 1992.
تاريخ مشاركات الدنمارك في بطولة أمم أوروبا
غاب منتخب الدنمارك عن النسخة الأولى من البطولة القارية في عام 1960، لكنه حضر بقوة في النسخة الثانية عام 1964 حيث حلّ في المركز الـ 4، ليغيب بعد ذلك عن 4 نسخ متتالية من البطولة في الفترة الممتدة بين عامي 1968 و1980.
ومن جديد عاد منتخب "الديناميت" للحضور بقوة في البطولة الأوروبية حيث بلغ نصف النهائي في نسخة العام 1984، إلا أن أداء منتخب الدنمارك عاد للتراجع من جديد لتشهد نسخة العام 1988 خروج المنتخب من دور المجموعات.
وكانت الدنمارك على موعد مع تحقيق لقبها الأول في البطولة القارية في نسخة العام 1992 عندما فازت على ألمانيا بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية.
وللمفارقة فإن منتخب الدنمارك كان قد شارك في البطولة بدلاً من منتخب يوغوسلافيا التي استبعدها الاتحاد الأوروبي "اليويفا" بسبب الحروب التي كانت تخوضها.
ومجدّداً عاد أداء المنتخب الدنماركي للتراجع فبطل عام 1992 غادر البطولة من دور المجموعات في نسخة عام 1996، وعاد المشهد ليتكرّر مجدّداً في نسخة عام 2000.
وفي نسخة عام 2004 التي استضافتها البرتغال تمكّن منتخب "الديناميت" من تخطّي عتبة دور المجموعات وبلوغ الدور ربع النهائي حيث أقصي على يد منتخب التشيك الذي حسم المباراة بنتيجة 3-0.
وبعد الوصول إلى دور متقدّم في نسخة عام 2004 توقّع المتابعون أن يسلك المنتخب الدنماركي منحاً تصاعدياً، لكنّ الواقع جاء مغايراً تماماً إذ فشلت الدنمارك في التأهّل إلى نسخة عام 2008.
لتعود إلى البطولة القارية مجدّداً في نسخة العام 2012، وعلى الرغم من المستوى الجيد الذي قدّمته الدنمارك في مجموعتها التي كانت تضمّ البرتغال، هولندا وألمانيا إلا أن منتخب "الديناميت" غادر البطولة من دور المجموعات بعد أن جمع 3 نقاط حقّقها من انتصار واحد وهزيمتين.
وكأنّ سيناريو المنتخب الدنماركي في بطولة أمم أوروبا دائم التكرار، إذ إنه وبعد غياب المنتخب عن نسخة العام 2016 وفشله في التأهّل، عاد منتخب "الديناميت" للظهور بقوة في نسخة العام 2020 عندما بلغ نصف النهائي.
في تلك البطولة قدّم الجيل الدنماركي الحالي أداءً بطولياً مميّزاً بحيث تمكّن من العبور إلى دور الـ 16 ليواجه ويلز التي هزمها برباعية نظيفة، وفي الدور ربع النهائي تفوّق على التشيك 2-1، لتتوقّف رحلته في المربّع الذهبي بعد أن هزمته إنكلترا 2-1 في مباراة امتدت للأشواط الإضافية.
وكانت تلك النسخة من البطولة قد شهدت حالة استثنائية لعلها كانت السبب في إعطاء المنتخب الدنماركي جرعة من القوة والحماس، إذ امتلك لاعبو منتخب "الديناميت" دافعاً يوازي دافع المجد الأوروبي وهو دافع الصداقة والتضامن مع زميلهم كريستيان إريكسين الذي توقّف قلبه خلال مباراة دور المجموعات التي جمعت الدنمارك وفنلندا.
وخلال تلك الحادثة أظهر اللاعبون الدنماركيون حالة من التعاضد في ما بينهم بحيث كان أوّل تدخّل طبيّ حصل للاعب من قبل زملائه في الفريق قبل نقله إلى المشفى.
الدنمارك في يورو 2024:
حجز منتخب الدنمارك مقعده في بطولة أمم أوروبا 2024 بعد تصدّره للمجموعة الـ8 برصيد 22 نقطة وبفارق الأهداف عن صاحب المركز الـ2 سلوفينيا.
وللمفارقة أوقعت قرعة البطولة منتخب "الديناميت" رفقة وصيف مجموعته في التصفيات سلوفينيا وكلّاً من صربيا وإنكلترا.
وبالنظر إلى الأسماء التي تمتلكها المنتخبات المشاركة والمستويات التي قدّمتها خلال مشوار التصفيات لا تبدو مهمة إريكسين وزملائه سهلة.
فإنكلترا وصيف النسخة الماضية تسعى لتأكيد إمكاناتها والمرور قدماً في البطولة، وصربيا لطالما امتلكت أسماءً مميّزة تتيح لها عبور دور المجموعات، أما سلوفينيا فبالنظر إلى مشوارها في التصفيات فإنّ وصولها إلى البطولة القارية لم يكن محضّ صدفة.
كاسبر هيولماند لتكرار إنجاز 2020:
يعود المدرّب كاسبر هيولماند لقيادة بلاده في بطولة أمم أوروبا للمرة الثانية على التوالي وكلّه آمال في تحقيق إنجاز مشابه لذلك الذي حقّقه في النسخة الماضية من البطولة حيث نجح في بلوغ الدور نصف النهائي.
ويسعى المدرّب الذي يقود بلاده منذ الأول من آب/أغسطس 2020 إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الجيل المميّز الذي تمتلكه الدنمارك حالياً من جهة، وإلى كسر الصور النمطية التي رافقت "منتخب الديناميت" من جهة أخرى والمتمثّلة بتراجع أدائه دائماً بعد تقديمه لبطولة مميّزة.
وسيستعين المدرب هيولماند في البطولة المقبلة بعدد من الأسماء الكبيرة ذات الخبرة بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الجدد الذين يمتلكون إمكانات مميّزة.
وجاءت قائمة الدنمارك المشاركة في البطولة الأوروبية على الشكل الآتي:
- حراسة المرمى: كاسبر شمايكل (أندرلخت)، فريدريك رونو (يونيون برلين)، مادس هيرمانسين (ليستر سيتي).
- خط الدفاع: أندرياس كريستنسن (برشلونة)، سيمون كاير (ميلان)، جيه أندرسن (كريستال بالاس)، يانيك فيسترغارد (ليستر سيتي)، فيكتور نيلسون (غلطة سراي)، ألكسندر باه (سلافيا براغا)، جواكيم ميهلي (فولفسبورغ)، راسموس كريستنسن (أريندال)، فيكتور كريستنسن (كوبنهاغن).
- خط الوسط: كريستيان إريكسن (مانشستر يونايتد)، توماس ديلاني (إشبيلية)، مورتن دو هيولماند (سبورتيتغ لشبونة)، بيير هويبييرغ (توتنهام هوتسبير)، كريستيان نورغارد (برينتفورد)، ماتياس غنسن (برينتفورد)، ميكل دامسغارد (برينتفورد)، ياكوب برون لارسن (بيرنلي).
-خط الهجوم: أندرياس سكوف أولسن (كلوب بروغ)، أندريس دريير (أندرلخت)، كاسبر دولبرغ (أندرلخت)، راسموس هويلوند (مانشستر يونايتد)، يوسف بولسن (لايبزيغ)، جوناس ويند (فولفسبورغ).
أبرز اللاعبين في منتخب الدنمارك
يعدّ الحارس كاسبر شمايكل أحد أكثر اللاعبين امتلاكاً للخبرة في منتخب الدنمارك فضلاً عن امتلاكه سجلاً طويلاً في الملاعب الأوروبية يؤهّله وبقوة لحماية عرين بلاده، وعلى مستوى خط الدفاع يوجد الثنائي أندرياس كريستنسن وسيمون كاير.
وتأتي أفضلية المنتخب الدنماركي في خط الوسط حيث يوجد كريستيان إريكسن لاعب مانشستر يونايتد رفقة كلّ من توما ديلاني وهويبيرغ.
ويقود خط الهجوم الثنائي يوسف بولسن لاعب نادي لايبزيغ وراسموس هويلند لاعب مانشستر يونايتد الذي يمتلك إمكانات مميّزة أمام مرمى الخصوم خصوصاً مع منتخب بلاده.