إسبانيا بقيادة دي لا فوينتي.. لاستعادة المجد القاري في يورو 2024
منتخب إسبانيا بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي يأمل لتحقيق إنجاز أوروبي كبير يتمثل بإعادة اللقب الغائب عن خزائن "لا روخا" منذ عام 2012، فهل ينجح منتخب إسبانيا في الفوز ببطولة كأس أوروبا 2024؟
-
أنهى منتخب إسبانيا تصفيات يورو 2024 متصدراً لمجموعته (ويب)
يعيش المنتخب الإسباني، بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، حالة من الاستقرار على المستوى الفني من جهة، وعلى مستوى النتائج، من جهة أخرى.
فالمنتخب، الذي نجح في التأهل متصدراً مجموعته، يأمل، على الرغم من صعوبة المهمة، تحقيقَ إنجاز أوروبي كبير، يتمثل بإعادة اللقب الغائب عن خزائن "لا روخا" منذ عام 2012، وكتابة مشهد جديد في فيلم الإنجازات القارية للمنتخب.
تاريخ إسبانيا في بطولة كأس أوروبا
-
حقّق منتخب إسبانيا لقبه الأول في بطولة كأس أوروبا عام 1964 -
حقّق منتخب إسبانيا لقبه الثاني في كأس أوروبا عام 2008 -
حافظ منتخب إسبانيا على لقبه بطلاً لكأس أوروبا في نسخة العام 2012
يمكن تشبيه مسيرة المنتخب الإسباني في بطولة كأس أوروبا بالسيناريو الروائي، الذي يبدأ بداية مستقرة وجميلة، إذ إنه، على الرغم من غياب إسبانيا عن النسخة الأولى من البطولة في عام 1960، فإن منتخب "لا روخا" تمكّن من حصد اللقب الأول له في البطولة في نسخة عام 1964.
وشهد بعد ذلك المنتخب الإسباني الحالة السلبية، والتي تمثلت بغيابه عن 3 نسخ متتالية في الفترة الممتدة بين عامي 1968 و1976، ليعود بطل هذا السيناريو إلى البطولة في عام 1980، بحيث غادر من دور المجموعات، وهو ما يعد مبرراً نظراً إلى كونها العودة الأولى منذ الغياب.
وسجل المنتخب الإسباني عودة قوية في نسخة عام 1984، بحيث حل في المركز الثاني بعد أن خسر المباراة النهائية على يد منتخب فرنسا بنتيجة 0-2.
وبعد أن حل وصيفاً، بدأ مسار المنتخب الإسباني التراجع مجدداً، بحيث غادر نسخة عام 1988 من دور المجموعات، وغاب عن بطولة عام 1992.
وشهد بعد ذلك مستوى المنتخب استقراراً في نسختين متتاليتين، فوصل في نسخة عام 1996 إلى الدور ربع النهائي، وكرر التجربة في نسخة عام 2000، التي غادرها من الدور نفسه.
وتراجع مستوى المنتخب الإسباني في نسخة عام 2004، بحيث غادر منتخب الماتادور البطولة القارية من دور المجموعات، لكنه سجل عودة قوية سيطر خلالها على البطولة القارية نسختين متتاليتين في عامي 2008 و2012.
خلال تلك الفترة، التي امتدت نحو 4 أعوام، سيطر المنتخب الإسباني قارياً ودولياً، بحيث حقّق منتخب إسبانيا كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بالإضافة إلى لقبين قاريين، وعاش استقراراً كبيراً، وبات خصماً مهيباً تخافه جميع المنتخبات.
وكانت نكسة المنتخب الإسباني في كأس العالم 2014، حيث يعتقد البعض أن نهاية الجيل الذهبي كُتبت هناك. فبطل نسخة عام 2010 غادرت البطولة من دور المجموعات، بعد أن تعرض لهزيمتين وحقّق انتصاراً واحداً.
بعد ذلك، عاش المنتخب الإسباني حالة نكران للذات، كأن السيناريو الجميل الذي عاشه بعد نضال طويل انقلب إلى كابوس أسود يلاحقه، لتنقسم الآراء بين مؤيد لاستمرار الفكر المتبع منذ عام 2008، والذي جلب معه الألقاب من جهة، وبين مطالبين بتغيير جذري يمنح المنتخب أسلوباً جديداً.
ودخل المنتخب الإسباني نسخة عام 2016، بحيث نجح في تخطي عتبة دور المجموعات لتعلق الآمال على معجزة جديدة تتمثل بمحافظة إسبانيا على اللقب القاري لـ3 نسخ متتالية.
إلا أن الآمال الإسبانية سرعان ما تبددت عند عتبة دور الـ16 عندما واجه "منتخب لاروخا" منتخب إيطاليا الذي تفوق عليه بنتيجة 2-0.
وتم تعيين المدرب جوليان لوبيتيغي لقيادة المنتخب الإسباني، لكن المدرب أحدث مفاجأة قبل انطلاق كأس العالم 2018، بحيث فضل الانتقال إلى ريال مدريد بدلاً من خوض البطولة، ليعين فيرناندو هييرو مدرباً للمنتخب الذي أقصي لاحقاً عن دور الـ16 على يد روسيا.
وعقب الإقصاء عن كأس العالم اتخذ القرار بتعيين لويس إنريكي مدرباً للمنتخب الأول، الأمر الذي أحدث عدداً من التغيرات، أبرزها تلك المتعلقة بالعقلية القديمة القائمة على الاستحواذ والتمريرات القصيرة "التيكي تاكا"، وإدخال عدد من حلول التكتيكية تلائم تطور كرة القدم في تلك الفترة.
وشهد المنتخب الإسباني على يد إنريكي ازدهاراً، بحيث نجح "منتخب لاروخا" في بلوغ الدور نصف النهائي في نسخة يورو 2020، لكنه أُقصي على يد إيطاليا في المربع الذهبي.
وكانت النسخة الماضية عن بطولة كأس العالم، قطر 2022، مرحلة مفصلية للمنتخب الإسباني الذي غادر البطولة من دور الـ16 على يد المنتخب المغربي بركلات الترجيح، الأمر الذي استدعى إقالة المدرب لويس إنريكي وتعيين لويس دي لا فوينتي مدرباً للمنتخب الإسباني.
إسبانيا في يورو 2024
-
أوقعت قرعة كأس أوروبا 2024 منتخب إسبانيا في المجموعة الـ2 (ويب)
نجح المنتخب الإسباني في حجز مقعده في بطولة كأس أوروبا بعد أن تصدّر المجموعة الأولى برصيد 21 نقطة. وكان لافتاً تعرض "منتخب لاروخا" لهزيمة واحدة في مشوار التصفيات.
وأوقعت قرعة البطولة منتخب إسبانيا في المجموعة الـ2 إلى جانب منتخب كرواتيا، ألبانيا ومنتخب إيطاليا بطل النسخة الماضية من البطولة.
وبالنظر إلى المنتخبات الموجودة مع إسبانيا في المجموعة، فإن مهمة "منتخب لاروخا" لا تبدو سهلة، وخصوصاً في ظل حالة الاستقرار التي يعيشها المنتخب الكرواتي، الذي يحافظ على أدائه على الرغم من تقدم لاعبيه في السن.
وفي المقلب الآخر، يوجد المنتخب الإيطالي الذي شكل عقدة للمنتخب الإسباني في النسختين الماضيتين من البطولة، كما أن منتخب "الأتزوري" سيعمل على الظهور في صورة تليق بحامل اللقب، الأمر الذي من شأنه إحداث عدد من المشاكل للمنتخب الإسباني.
وبالنظر إلى حالة الاستقرار والنتائج التي حققها المنتخب الإسباني، خلال مشوار التصفيات، فإن حظوظ "منتخب لاروخا" تبقى قائمة لبلوغ دور الـ16، وللمضي قدماً في البطولة وتحقيق اللقب.
دي لا فوينتي معيد الاستقرار إلى المنتخب
-
حقّق منتخب إسبانيا بقيادة دي لا فوينتي بطولة دوري المؤتمر الأوروبي (ويب)
تمكن المدرب لويس دي لا فوينتي، منذ أن تولى مهماته مع منتخب إسبانيا في عام 2022، من تحقيق حالة من الاستقرار داخل المنتخب الإسباني.
وحقّق "منتخب لاروخا" لقب دوري الأمم الأوروبية وقدم أداءً جيداً في رحلة التصفيات الأوروبية، الأمر الذي جعل الاتحاد الإسباني يمنحه عقداً جديداً يبقيه على رأس الجهاز الفني حتى عام 2026.
تميزت خيارات دي لا فوينتي بالتنوع، بحيث تجد في قائمته الأسماء الكبيرة صاحبة الخبرة من جهة، والوجوه الشابة الطموحة من جهة أخرى، فضلاً عن اعتماد اختياراته على الأداء والإنجازات التي يحققها اللاعبون مع أنديتهم.
وجاءت قائمة لويس دي لا فوينتي التي سيخوض بها بطولة اليورو على الشكل التالي:
حراس المرمى: أوناي سيمون (أتلتيك بلباو)، ديفيد رايا (أرسنال - إنكلترا)، أليكس ريميرو (ريال سوسييداد).
المدافعون: داني كارفاخال (ريال مدريد)، خيسوس نافاس (إشبيلية)، إيمريك لابورتي (النصر السعودي)، روبين لي نورماند (ريال سوسييداد)، ناتشو فرنانديز (ريال مدريد)، داني فيفيان (أتلتيك بلباو)، مارك كوكوريا (تشيلسي/إنكلترا)، أليخاندرو غريمالدو (باير ليفركوزن /ألمانيا).
لاعبو الوسط: رودري هيرنانديز (مانشستر سيتي/إنكلترا)، مارتين زوبيميندي (ريال سوسييداد)، ميكل ميرينو (ريال سوسييداد)، بيدري (برشلونة)، فيرمين لوبيز (برشلونة)، فابيان لوبيز (باريس سان جيرمان/فرنسا)، أليكس باينا (فياريال).
المهاجمون: ألفارو موراتا (أتلتيكو مدريد)، خوسيلو ماتو (ريال مدريد). ميكل أويارزابال (ريال سوسييداد)، نيكو ويليامز (أتلتيك بلباو)، لامين يمال (برشلونة)، داني أولمو (لايبزيغ/ألمانيا)، فيران توريس (برشلونة)، أيوزي بيريز (ريال بيتيس).