أفريقيا لا تزال تحفظ كلمة بيليه في كأس العالم
ستكون قارة أفريقيا حاضرة في كأس العالم قطر من خلال 5 منتخبات تسعى لتقديم أداء جيد، وحصد نتائج جيدة على غرار بعض المنتخبات الأفريقية سابقاً في كأس العالم.
في بطولة كأس العالم عام 1990 في إيطاليا، وفي ظل النتائج التي حققها المنتخب الكاميروني في البطولة، لم يتوان أسطورة كرة القدم، البرازيلي بيليه، عن القول إن أحد المنتخبات من قارة أفريقيا سيتوَّج بلقب المونديال يوماً ما.
هذا اليوم لا تزال تنتظره القارة، التي خرج من أرضها أبرز النجوم الذين برزوا في كرة القدم العالمية، على غرار الكاميرونيين روجيه ميلا وفرانسوا أومامبييك وصامويل إيتو، والنيجيريين جاي جاي أوكوتشا ورشيد يكيني ودانيال أموكاتشي ونوانكو كانو، والغاني عبيدي بيليه ونجلَيه جوردان وأندريه آيو، والعاجي ديدييه دروغبا، والجزائري رابح ماجر، والنجوم الحاليين المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو ماني والكثير الكثير غيرهم.
وبالفعل، كان للكرة الأفريقية بصمة في تاريخ كأس العالم، لكنها لم تتمكن من أن تبلغ المجد في أي مرة، بحيث يُرجع كثيرون السبب إلى غياب الاحتراف لدى اللاعب الأفريقي مقارنة باللاعب في أوروبا، أو في أميركا الجنوبية، وخصوصاً في البرازيل والأرجنتين، على الرغم من وجود اللاعبين الأفارقة بكثرة في الأندية الأوروبية، إلّا أنه تغلب على المنتخبات الأفريقية العاطفة في الأسلوب والأداء لدى لاعبيها، بينما تحتاج بطولات، مثل كأس العالم، في كثير من الأحيان، إلى الحنكة والدهاء، وهذا ما يبرع فيه أكبر المنتخبات العالمية التي تتوَّج دائماً باللقب، وتصل إلى أدوار متقدمة.
أبرز نتائج الأفارقة في كأس العالم
من يمكن أن ينسى المؤامرة في كأس العالم 1982 بين ألمانيا والنمسا، والتي أخرجت منتخب الجزائر من الدور الأول، وذلك بعد فوزه على المنتخب الألماني في مباراة تاريخية لا ينساها الشعب الجزائري والشعوب العربية؟
من يمكن أن ينسى أيضاً أداء منتخب الجزائر نفسه في مونديال 2014، وخروجه بصعوبة أمام منتخب ألمانيا في دور الـ16؟
ومن ينسى رقصة الكاميروني روجيه ميلا الشهيرة في كأس العالم 1990، والتي أصبحت من "أيقونات" كأس العالم، وأيضاً هدف الفوز للكاميرونيين على منتخب الأرجنتين بقيادة دييغو مارادونا، والذي سجله فرانسوا أومامبييك في المباراة الافتتاحية، ووصول هذا المنتخب ببراعة إلى ربع النهائي، وخسارته بصعوبة بالغة بركلة جزاء في الشوطين الإضافيين أمام إنكلترا، ليقول بيليه كلمته الشهيرة تلك؟
اقرأ أيضاً.. سرقة كأس العالم.. الكلب بيكلز بطل مونديال 1966
ومن يمكن أن ينسى منتخب نيجيريا في كأس العالم 1994، وذلك الجيل الرائع الذي وُجد فيه أموكاتشي وأوكوتشا ويكيني، والذي خسر بصعوبة أمام إيطاليا في دور الـ16 بركلة جزاء أيضاً في الشوط الإضافي الأول، سجلها الأسطورة روبرتو باجيو؟
ومن ينسى أداء منتخب المغرب في مونديال 1998 بقيادة مصطفى حجي؟
ومن يمكن أن ينسى منتخب السنغال في كأس العالم 2002 بقيادة الحجي ضيوف وغيره من النجوم في ذلك الجيل، ووصوله إلى ربع النهائي، بحيث خسر بصعوبة بالغة في ربع النهائي أمام منتخب تركيا بنتيجة 0-1، وكان قريباً من اللعب أمام منتخب البرازيل بطل العالم حينها في نصف النهائي؟
كأس العالم قطر
كل هذا التاريخ تحفظه بطولة كأس العالم للأفارقة في كأس العالم، وهم سيحملونه بالتأكيد إلى مونديال قطر.
5 منتخبات أفريقية ستحضر في كأس العالم 2022، وستسعى لأن تفعل شيئاً في البطولة، وتقديم أداء يليق بالكرة الأفريقية، والوصول إلى مراحل متقدمة (في ظل صعوبة حصد اللقب)، وعلى الأقل التأهل لدور الـ16.
هكذا يلعب منتخب السنغال في المجموعة الأولى مع منتخبي هولندا والإكوادور ومنتخب قطر المضيف، ويلعب منتخب تونس في المجموعة الرابعة مع منتخبات فرنسا وأستراليا والدنمارك. ومنتخب المغرب سيواجه في المجموعة السادسة منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا، بينما يلعب منتخب الكاميرون في المجموعة السابعة مع منتخبات البرازيل وصربيا وسويسرا، ويواجه منتخب غانا في المجموعة الثامنة منتخبات البرتغال والأوروغواي وكوريا الجنوبية.
ستخوض هذه المنتخبات مباريات قوية تحتاج فيها إلى التركيز والأداء القوي، وقبل كل شيء التصميم على الفوز، وخصوصاً في مواجهة المنتخبات التي تقاربها في المستوى، وهذا سيرفع حظوظها في التأهل لدور الـ16. كما سيشهد دور المجموعات مباريات قوية مرتقبة لهذه المنتخبات مع منتخبات كبرى، على غرار المباريات بين السنغال وهولندا، وبين تونس وفرنسا، وبين المغرب وبلجيكا، وبين الكاميرون والبرازيل، وبين غانا والبرتغال.
أنظار الأفارقة مشدودة إلى هذه المنتخبات الأفريقية، بالإضافة إلى كثيرين جداً ممّن يحبون كرة أفريقيا، حيث أرض النجوم.