أزمة بين مبابي ونيمار.. شجرة سان جيرمان يأكلها السوس!
كيليان مبابي يُثير أزمة في باريس سان جيرمان، ويُظهر خلافه مع نيمار. تساؤلات كثيرة بشأن الصلاحيات الممنوحة للنجم الفرنسي. فما القصة؟
لم تمرّ مباراة باريس سان جيرمان الفرنسي أمام خصمه مونبلييه، في الجولة الثانية من الدوري الفرنسي، مرور الكرام، على الرغم من أن الفريق الباريسي انتصر بخماسية في مقابل هدفين، مقدماً أداءً رائعاً بقيادة مدربه الجديد كريستوف غالتييه، الذي يحاول وضع بصمته على أداء فريق العاصمة، من أجل خلق بيئة وتلاحم بين لاعبيه لخطف لقب دوري أبطال أوروبا، الذي يشكل عقدة بعد صرف مئات الملايين من اليوروهات.
لكنّ غالتييه، الرجل الجديد، وجد نفسه أمام معضلة كيليان مبابي "اللاعب الحاكم". في مباراة مونبلييه، أظهر بعض اللقطات في الملعب أن باريس سان جيرمان "شجرة يأكل السوس جوفها"، لأن مبابي عكس، في تصرفاته، أنه غير راضٍ عن زملائه، وهذا ما دفع نيمار إلى القيام برد فعل تجاه تصرفات زميله، لتخرج الصحافة بعدها مُحاولةً توضيح ما يجري.
كيليان مبابي "المتعجرف".. أي صلاحيات مُنحت له؟
في أيار/مايو الماضي، كان عقد مبابي مع باريس سان جيرمان قريباً من الانتهاء، وكل التقارير كانت تؤكد اقتراب ريال مدريد من ضمه، علماً بأن النادي "الملكي" يشكل حلماً بالنسبة إلى الشاب الفرنسي، لكنّ الأمور تغيّرت فجأة، وجدد كيليان مبابي عقده مع باريس سان جيرمان.
في تلك الآونة، أثار هذا التجديد كثيراً من الضجة. شعر الوسط المدريدي بخيبة، وخصوصاً لدى جماهير ريال مدريد، التي نقمت على اللاعب الذي يُعَدّ من أهم المواهب في العالم، بعد كل تصريحاته التي كانت بمثابة وعود بالانضمام إلى الفريق الإسباني.
بعد التجديد، تحدثت مجموعة من التقارير عن أسبابه، وعن الصلاحيات الممنوحة لمبابي، ذُكر منها أنه يملك الحق في التدخل في اختيار المدرب والتشكيلة، وطرح الأسماء للتعاقد معها في سوق الانتقالات. وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل على ما ذُُكر في التقارير، فإن إقالة ليوناردو، المدير الرياضي السابق، جاءت سريعة بعد تجديد مبابي. وهنا أثيرت شكوك بشان الصلاحيات الاستثنائية الممنوحة لمبابي.
لكن، يبدو أن ما مُنح لمبابي وضعه في موقف صعب، وأثّر كثيراً في شخصيته. وهذا ما ظهر في مباراة مونبلييه، فكيليان مبابي تصرف بتعجرف وفوقية، متعالياً على زملائه. وهنا، سنتحدث عن اللقطات.
مبابي الغاضب فتح الستار عن المخفي!
في الدقيقة الـ23 من مباراة مونبلييه، أهدر كيليان مبابي ركلة جزاء. حينها كانت النتيجة (0-0). بعد ذلك، تقدم "PSG" بهدف من دون رد. وقبل نهاية الشوط الأول، حصل باريس سان جيرمان على ركلة جزاء، توجه نيمار إلى تنفيذها، وهنا أخرج مبابي ما في داخله.
في أثناء توجهه إلى نيمار ليطلب إليه تنفيذ ركلة الجزاء، قام مبابي بضرب نجم الفريق و"أسطورة" كرة القدم، ليونيل ميسي، بكتفه، لينظر إليه ميسي مستغرباً. بعد ذلك، ذهب إلى نيمار وطلب الكرة منه، لكن نيمار رفض منحه فرصة تنفيذ ركلة الجزاء. وفي أثناء حديثه إلى نيمار، ظهر في خطاب وأسلوب فوقيَّين.
هذه اللقطة فتحت كثيراً من الصفحات المخفيّة، وأسالت كثيراً من الحبر. الصحافي الاستقصائي الشهير، رومان مولينا، قال إن المشكلة بين مبابي ونيمار لم تكن مشكلة ركلة جزاء، بل إن الأمور أكبر من ذلك، مضيفاً أن "المشكلة هي أن مبابي طلب إلى الإدارة رحيل لاعب آخر (نيمار)، اعتقاداً منه أن الأخير لن يعلم".
عن كيليان مبابي وما يفعله في باريس سان جيرمان!
— Hasan Atieh | حسن عطيه (@HasanAtieh1) August 16, 2022
قبل الحديث عن مشكلته مع نيمار، مبابي يظن بأن ما فعلته إدارة باريس سان جيرمان من أجل بقائه يعطيه صلاحية للتعالي والتكبر والتصرف بنرجسية.
في هذه اللقطة مبابي لم يحترم كرة القدم لأنه ببساطة ظن نفسه فوق ميسي!pic.twitter.com/B2nbNUghRH
واصلت وسائل الإعلام كشف كواليس هذا التوتر، لأن مبابي لم يُظهر غضبه في لقطة واحدة. ففي إحدى الهجمات لم يمرر أحد زملائه الكرة إليه، فتوقف غاضباً ولم يتابع جريه نحو المرمى. وبدا، في تصرفاته هذه، أشبه بـ"الأطفال"، فهو يعتقد أن الكرة لا تمرَّر إليه عمداً.
وأشارت شبكة "GFFN" الفرنسية إلى أن مبابي طالب إدارة باريس سن جيرمان بالاستغناء عن نيمار، عند تجديد عقده في نهاية الموسم الماضي.
وأضافت الشبكة أن مبابي يرى أن الملعب لا يحتمل سوى ثنائي هجومي فقط، بعد وصول ليونيل ميسي، في صيف العام الماضي، قادماً من برشلونة.
وذكرت أيضاً أن اللاعب الفرنسي يعتقد أنه تعلّم الكثير إلى جوار نيمار، طوال الأعوام الخمسة الماضية. والآن يركّز فقط ليتعلم من ليونيل ميسي.
ولفتت "GFFN" إلى أن الأزمة بين مبابي ونيمار كبُرت بسبب تألّق اللاعب البرازيلي في المباريات الثلاث الأولى للفريق الباريسي، مطلع الموسم الجاري.
— Comentarios do Craque Neto Videos (@ComentCrakNeto2) August 16, 2022
في الجهة المقابلة، لم يُخفِ نيمار أن هناك أزمة، بل قام بردة فعل، كأنه أراد توجيه رسالة اعتراض إلى الإدارة بشأن الصلاحيات التي مُنحت لمبابي.
وشمل رد نيمار إعجابَه بتغريدة في "تويتر"، جاء فيها: "الآن الموضوع رسمي، مبابي هو المسدد الأول لركلات الجزاء في PSG. من الواضح أن الأمر موضوع في عقده، لأنه لا يمكن في أي نادٍ في العالم أن يكون هو المسدد في فريق يوجد فيه نيمار. على ما يبدو، أن العقد الذي وقعه جعله مالك النادي". وشكّل تفاعل نيمار هذا رسالة واضحة وهجوماً صريحاً من النجم البرازيلي على مبابي.
جلسة مصالحة بين مبابي ونيمار
لا يريد الجهاز الإداري الفني في باريس سان جيرمان مثل هذه المشاكل، لأن طموحه أكبر من مجرد "طفل" يعبث في الملعب وخارجه، بسبب تأثره بالسلطة التي مُنحت له. لذلك، عقد لويس كامبوس، المدير الرياضي الجديد، والمدرب غالتييه جلسة لمصالحة اللاعبَين. وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية، قال نيمار إنه لم يكن يعلم بأن مبابي سيسدّد الركلة الثانية أيضاً بعد أن سدد الأولى، بالإضافة إلى أن علاقة نيمار ومبابي ستكون محل مراقبة من صنّاع القرار.
وفي جسلة المصالحة تدخل سيرجيو راموس لتخفيف التوتر، والجميع يعلم بأن سيرجيو يمتلك شخصية قيادية أعلى وأكبر من حركات مبابي "اللااحترافية".
أمّا فيما يخص ميسي، فيشعر مبابي بأن هناك حلفاً لاتينياً ضدّه، وخصوصاً بعد أن قيل إن نيمار يعلم بطلب مبابي إلى الإدارة بيع عقده. وإذا أردنا افتراض صحة الأخبار، فميسي لن يقف في صف مبابي، لأن نيمار وسواريز، زميليه في برشلونة سابقاً، من بين أكثر من يحبهم ليو.
يشعر مبابي بأنه، على الرغم من كل الضجة التي أحدثها في الصيف، فإنه لم يستطع سرقة الأضواء من ميسي ونيمار. بقاؤه في باريس سان جيرمان جعله يخسر الكثير. فجزء من شعبية مبابي كان جمهور ريال مدريد، والضجة في وسائل التواصل باسمه كان سببها جمهور بطل أوروبا 14 مرة.