رمضان المبارك.. شهر الرباط في المسجد الأقصى

منذ بداية شهر رمضان المبارك شهدت مدينة القدس أجواء أمنية متوترة نتيجة اقتحامات وتدنيس المكان المقدس، فكان رد الشباب الفلسطيني هو الرباط في الأقصى.

  • نحو ربع مليون مصل يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك
    نحو ربع مليون مصل يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك

شهدت القدس المحتلة زحفاً بشرياً من الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل طيلة أيام شهر رمضان المبارك، بالرغم من تضييق الاحتلال وتنكيلهم المستمر بحق أصحاب الحق والأرض، إلا أن مئات الحافلات انطلقت نحو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. 

منذ بداية شهر رمضان المبارك شهدت مدينة القدس أجواء أمنية متوترة نتيجة اقتحامات وتدنيس المكان المقدس، فكان رد الشباب الفلسطيني هو الرباط في الأقصى والتصدي لهذه الاقتحامات من قطعان المستوطنين، حتى تحولت الباحات المقدسة إلى ساحة حرب بعدما تم الاعتداء بالضرب على المرابطين وإطلاق القنابل والرصاص المطاطي نحو المعتكفين داخل المسجد الأقصى بجميع مصلياته من شباب ونساء وحتى أطفال وشيوخ.

  • نحو ربع مليون مصل يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك
    المرابطون في المسجد الأقصى يحيون أيام شهر رمضان في الخيم

فشل الاحتلال بإخلاء المسجد الأقصى ودب الرعب والترهيب في قلوب الفلسطينيين، فكلما اشتدت التضييقات وازدادت الاعتداءات كان الرد الفلسطيني واضح وبالرباط أقوى، ليثبتوا للعدو وللعالم أجمع أن هذا المكان حق إسلامي خالص لا ملك لهم فيه ولا يقبل التقسيم. 

بدأت مسيرة الرباط عام 2000 عندما اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الأسبق ارائييل شارون المسجد الأقصى برفقة حراسه، مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.

كان هنالك برنامج محدد للرباط بين عامي 2010 و2015، فكان رد الاحتلال واضح في حظر الرباط وعرقلة الوصول إلى المسجد الأقصى حتى أصبح الرباط فردي وغير محدد بوقت أو ساعة أو نشاط.

  • نحو ربع مليون مصل يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك
    نحو ربع مليون مصل أحيوا ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك

 في عام الـ2016 بدأ الاحتلال بإصدار قوائم الإبعاد بحق المرابطين والمرابطات لمدة قد تصل إلى شهور أو سنوات. حيث أصدر الاحتلال قرار إبعاد لأكثر من 55 مرابط ومرابطة ذات دور بارز في الرباط في المسجد الأقصى المبارك، كما وأن أغلب القرارات وأكثرها كانت بحق النساء. 

استمر الاحتلال الإسرائيلي وسياسته القمعية بملاحقة المرابطين والمعتكفين، في وقت رأى أن توافد المصلين ورباطهم خطر أمني على كيانهم، فاستخدموا طرقاً عدة لقمع الرباط، كإجبار المرابطين على الانسحاب، الضرب والاعتقال وسحب الإقامات والإبعاد عن الأقصى ومدينة القدس وقطع التأمين الصحي عنهم.

في حوار مع أحد المرابطات من الداخل الفلسطيني المحتل قالت للميادين نت إنّ "القدس والرباط عقيدة وشد الرحال باق ليوم الدين، فهذا المكان لنا وهذا الوطن لنا، لن ترهبنا اعتقالاتهم ولا تنكيلهم، أقصانا في قلوبنا ولن نرحل من باحته المقدسة".  

وفي حوار اخر مع المرابطة سمر ابنة مدينة القدس، والتي تم الاعتداء عليها وإخراجها قسراً من باحات المسجد الأقصى خلال الاقتحامات الأخيرة في بداية شهر رمضان المبارك، قالت للميادين نت: "تم منعي من التواجد في الباحات خلال اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، ثم تم منعي من التصوير وتغطية الأحداث وكل ما يجري من وحشية واعتداء وتنكيل بحقنا في الأقصى، فقام شرطي الاحتلال بالتنكيل بي والاعتداء عليّ من خلال العصا والأسلحة المدججة على صدره، وقال لي: بديش أشوفك هون يلا بر. فكم هو مؤلم أنه في هذا الشهر الفضيل يتم طردنا من أقصانا لإدخال قطعان المستوطنين المتطرفين". 

يدافع الفلسطينيون عن مقدساتهم بأجسادهم وعقولهم ويرون أن من واجبهم حماية مقدساتهم ووطنهم الأسير من الاحتلال. فالرباط عقيدة ليوم الدين، وحب الوطن في قلوبهم لا يتزعزع رغم الألم وباق لآخر نفس في أجسادهم.