"توك توك" كهربائي ينافس العربات العاملة بالوقود في السودان

مهندس سوداني يصنع "التوك توك" الكهربائي، الذي أصبح حاجة ملحة في السودان في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، لافتاً إلى ميزاته وسهولة شحنه وفعاليته في الأعمال اليومية.

  • التوك توك في السودان

تمكن المهندس السوداني محمد سمير وعماله من بيع 12 توك توك كهربائياً في غضون بضعة أشهر إضافة إلى قرابة مئة عربة كهربائية بثلاث إطارات، وذلك بالتزامن مع تضاعف سعر الوقود وقفز التضخم إلى 250% منذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر الذي مكّن العسكريين بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وقال سمير لوكالة "فرانس برس" إن "سائقي التوك توك الذي يعمل بالوقود يعرفون مدى أهمية البديل الذي نقدمه لأنهم يعانون"، ويشكو بالفعل عدد من سائقي هذه السيارات الصغيرة من أنهم باتوا يخسرون، سواء نقلوا أشخاصاً أو بضائع.

وإضافة إلى ذلك فان هذه العربات الكهربائية تتسم "بثلاث مميزات أخرى" في واحد من أكثر البلدان المهددة بفعل التغير المناخي، وفق الأمم المتحدة، "فهي وسيلة لمكافحة الفقر وحماية الصحة وحماية البيئة"، كما قال سمير.

مكسب للوقت وللمال

في نهاية العام 2020، قالت الأمم المتحدة إن "الغازات المنبعثة من عوادم عربات التوك توك تتسبب في خفض الرؤية وفي مشكلات تنفسية وتضر بالبيئة" في السودان حيث تكاد لا توجد وسائل نقل عامة، كما أن هذه السيارات الصغيرة تسبب ضوضاء وتلوثاً سمعياً.

ويؤكد سمير أن التوك توك الكهربائي " يسبب ضوضاء أقل بكثير".

ويقول بكري محمد الذي يبيع خضراً على دراجته الكهربائية إن الانتقال من العمل على عربة تعمل بالوقود الى أخرى يتم تشغيلها بالكهرباء "كان مكسباً حقيقياً"، مضيفاً أن "الشحنة الواحدة لعربته الكهربائية تكفي لمدة أسبوع".

ويوضح سمير أنه ينبغي شحن بطارية السيارة لمدة ثماني ساعات، كي تسير مسافة مئة كيلومتر، ولحسن الحظ يستطيع السائقون أن يشحنوا التوك توك اثناء الليل أي أثناء توقفهم عن العمل وهي الفترة كذلك التي لا تنقطع فيها عادة الكهرباء في السودان.

مثل بقية العالم

واضطر مصنع سمير الصغير إلى التكيف كذلك مع الأوضاع في البلاد، ففي الأيام التي ينقطع فيها التيار الكهربائي، وتوفيراً لكلفة الوقود اللازم لتشغيل مولدات خاصة، ينفذ العمال أعمالاً تستهلك القليل جداً من الكهرباء، كتجميع الأجزاء بعضها مع بعض.

ويتابع "إننا نقسم العمل وأحياناً نشتغل نهاراً وفي أحيان أخرى ليلاً في حال انقطاع التيار الكهربائي"، معتبراً أن التوك توك الكهربائي الذي ينتجه يعطي السودان "فرصة اللحاق ببقية العالم".