يدقّ شهر رمضان المبارك أبواب المسلمين هذا العام في ظلّ وضع اقتصادي متأرجح وغلاء في الأسعار طال غالبية دول العالم. وعلى الرغم من ذلك، يرتبط هذا الشهر بأجواء اجتماعية وروحانية جراء العبادات التي يمارسها الصائمون على نحو فردي أو جماعي. وتعيد موائد الإفطار الأجواء الأسرية الدافئة التي فُقدت في خضم الفترة الماضية بسبب قيود كورونا.

نعرض في هذا التقرير صوراً من مختلف أنحاء العالم تبيّن كيف يحيي المسلمون شهر رمضان المبارك، من الطعام والموائد إلى طقوس العبادة.

في هذه الصورة، يقدّم عمّال طبق "حليم" للمسلمين الذين يفطرون في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك في منطقة حيدر أباد في الهند.  و"حليم" هو اسم طبق شهي يتكون من مزيج من القمح واللحم المفروم ويعود أصله إلى غرب آسيا، ويُعد طبقاً مميزاً في الهند في شهر رمضان المبارك، ويعتبر علامة فارقة في مدينة حيدر آباد.

إن كنت سائحاً في الهند، لا تعتبر أنك زرت مدينة حيدر أباد إن لم تتناول "حليم". 

فلسطين

يحمل بائع فلسطيني صينية "القطايف" في رفح جنوب قطاع غزة. وهي نوع من الحلويات التي تؤكل نيئة أو مقلية بحشواتٍ متنوعة منها  القشطة والجبنة والجوز، ويشتهر إعدادها في مصر وبلاد الشام وتونس ولبنان وفلسطين. وهي عبارة عن فطيرة مصنوعةٍ من عجينة سائلة مخبوزة. تكثر الروايات في أصولها التاريخية لكن المؤكّد أنها تحضر بشكل شبه يومي على موائد الإفطار الرمضانية في البلاد العربية.

إقرأ أيضاً: عجينة العشر دقائق: سهلة وسريعة ومن 6 مكونات!

في غزة أيضاً يبيع هذا الشاب الفلسطيني "الفلافل"  في شهر رمضان. تسمى هذه الوجبة "الطعمية" في معظم أنحاء مصر والسودان، وتسمى الباجية في اليمن. وتباع "الفلافل" بشكل كبير في الشهر المبارك نظراً لطعمها الشهي وسعرها المقبول نسبياً.

الكويت

هنا "الكنافة". وهي حلوى عربية شهيرة، يحملها عمّال في متجر في مدينة الكويت في ثاني أيام شهر رمضان المبارك. وتعد الكنافة إحدى أشهر الحلويات في بلاد الشام، ومصر، خاصة في فلسطين، حيث تشتهر الكنافة النابلسية، وهي من الحلويات التي يكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان. تُنَشِّط "الكنافة" الصائم بعد الإفطار، وَتَمُدُّه بالطاقة والسعرات الحراريّة اللازمة له لأنها غنية بكميات كبيرة من السكر والفيتامينات.

أندونسيا

 يقوم الناس بإعداد وجبات مجانية للمصلين للإفطار خلال شهر رمضان المبارك في مسجد في يوجياكارتا في أندونسيا. وهو تقليد ينتشر في الكثير من الدول، حيث يتم توزيع وجبات الإفطار للصائمين بشكل مجاني، خصوصاً أمام دور العبادة.

اليمن

 يتجمع الأطفال لتلاوة القرآن الكريم في المسجد الكبير في المدينة القديمة بالعاصمة اليمنية صنعاء. والتجمّع في المساجد بشكل كثيف في شهر رمضان عادات اشتهر بها الشعب اليمني. واشتهر شهر رمضان في اليمن بإحياء السهرات الدينية و المجالس القرآنية، وتنظيم الليالي الشعرية التي يتنافس خلالها الشعراء المحليون بأجمل القصائد والأشعار.

تجد الألعاب النارية مكاناً لها في شهر رمضان المبارك، فهذا الطفل الفلسطيني يلوّح بالألعاب النارية خلال الاحتفالات ببداية شهر رمضان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

سوريا

الخبز السوري يعد ويقدّم طازجاً في شهر رمضان المبارك. في هذه الصورة  يجول خباز سوري في شوارع المدينة. ويتميز السوريون على وجه الخصوص بعادات وتقاليد عديدة يمارسونها في رمضان وهي لم تنتهي بفعل الزمن كما جرت العادة في معظم الدول.

تختلف العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك بين بلد وآخر، لكنها تتشابك عادةً بالزينات في الأحياء والشوارع، والفوانيس المضيئة المعلقة في شرفات البيوت، والكثير من الحلويات الشهية، والأطباق الفريدة التي تحضر حصراً في شهر رمضان، عدا عن التقرّب إلى النفس والاستذكارات والأدعية الكثيرة التي يرى المسلمون أنها تقرّبهم إلى خالقهم.