تقرير: أطفال الأميركيين الأصليين تعرضوا لسوء المعاملة
تقرير صادر عن وزارة الداخلية الأميركية يظهر أن نظام المدارس "أدى إلى تثبيط أو منع استخدام لغات الهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين ولغات هاواي الأصلية أو الممارسات الثقافية أو الدينية من خلال العقاب".
أظهر التقرير الصادر عن وزارة الداخلية الأميركية أن نظام المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية كان "واسعاً"، وتألف من 408 مدارس في 37 ولاية أو منطقة في ذلك الوقت.
لكن الملفت فيه أن الأطفال الأميركيين الأصليين عانوا من سوء المعاملة في المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية بين عامي 1819 و1969، وفقاً لتقرير رسمي.
وفي تقرير مؤلف من 106 صفحات تمّ الكشف أن هذا النظام "نشر منهجيات عسكرية ومغيّرة للهوية لاستيعاب الهنود الأميركيين، وسكان ألاسكا الأصليين، وسكان هاواي الأصليين-- وخاصة الأطفال-- من خلال التعليم".
و ورد في النتائج أيضاً أن ذلك "أدى إلى تثبيط أو منع استخدام لغات الهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين ولغات هاواي الأصلية أو الممارسات الثقافية أو الدينية من خلال العقاب".
وكانت العقوبة الجسدية تشمل "الحبس الانفرادي ومنع الطعام والجلد والصفع والتكبيل". وفي بعض الأحيان، كان الأطفال الهنود الأكبر سناً يُجبرون على معاقبة الصغار.
وحدد البحث أيضاً مواقع دفن مميزة وغير مميزة في 53 من تلك المدارس ووجد أن "مئات الأطفال الهنود قد توفوا " في نظام المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية.
وأضاف أن "الوزارة تتوقع أن يكشف التحقيق المستمر عن وصول العدد التقريبي للأطفال الهنود الذين لقوا حتفهم في المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية إلى آلاف أو عشرات الآلاف".
وقالت وزيرة الداخلية ديب هالاند في بيان إن "التداعيات الناجمة عن سياسات المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية-- بما في ذلك الصدمة الناجمة عن الانفصال الأسري والقضاء على الثقافة التي لحقت بأجيال من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات-- مفجعة ولا يمكن إنكارها".
وتابعت هالاند "ما زلنا نرى الأدلة على هذه المحاولة لاستيعاب السكان الأصليين قسرا في الفوارق التي تواجهها المجتمعات. من أولوياتي ليس فقط إعطاء صوت للناجين والمتحدرين من سياسات المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية ولكن أيضا معالجة الإرث الدائم لهذه السياسات حتى يتمكن السكان الأصليون من مواصلة النمو والشفاء".
إعادة توجيه السياسات الفيدرالية
وأعلنت هالاند عن "مبادرة المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية"-- وهي محاولة لمعالجة الإرث المضطرب لسياسات المدارس الداخلية الهندية الفيدرالية-- بعد اكتشاف المقابر غير المميزة في كندا العام الماضي.
والوثيقة التي صدرت يوم الأربعاء هي الجزء الأول من التحقيق، الذي سيستمر تحت قيادة بريان نيولاند، مساعد وزير الداخلية للشؤون الهندية.
وقال نيولاند في بيان إن هذا التقرير "يتيح لنا الفرصة لإعادة توجيه السياسات الفيدرالية لدعم تنشيط اللغات القبلية والممارسات الثقافية لمواجهة ما يقرب من قرنين من السياسات الفيدرالية التي تهدف إلى تدميرها".
وبدءاً بقانون الحضارة الهندية لعام 1819، سنّت الولايات المتحدة قوانين ونفذت سياسات لإنشاء ودعم المدارس الداخلية الهندية في جميع أنحاء البلاد.
وتشير السجلات الفيدرالية إلى أن الولايات المتحدة نظرت إلى الاضطراب الرسمي لوحدة الأسرة الهندية كجزء من سياسة فيدرالية لاستيعاب الأطفال الهنود.
وكان الغرض من المدارس الداخلية الهندية، وفقا لوزارة الداخلية، هو "استيعاب أطفال السكان الأصليين ثقافياً عن طريق إعادة توطينهم قسرا من عائلاتهم ومجتمعاتهم إلى مرافق سكنية بعيدة حيث يُقمع الهنود الأمريكيون وسكان ألاسكا الأصليون وسكان هاواي الأصليون وكذا هوياتهم ولغاتهم ومعتقداتهم بالقوة".
ولأكثر من 150 عاماً، نُقل مئات الآلاف من أطفال السكان الأصليين من مجتمعاتهم المحلية.
وباعتبارها جزءاً من الفرع التنفيذي للحكومة الفيدرالية الأميركية، تدير وزارة الداخلية الأراضي العامة والمعادن، والمتنزهات الوطنية، وملاجئ الحياة البرية، فضلاً عن قيامها بمسؤوليات والتزامات خاصة تجاه الهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين وكذلك بعض المجتمعات الأخرى.