تحرّش واغتصاب.. أسيرتان ترويان للميادين نت جرائم اعتقال النساء في غزة
تفاصيل قاسية روتها أسيرتان من قطاع غزة أطلق سراحهما الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قضيا أياماً طويلة في غيابات سجونه، وذاقتا ألوان العذاب الجسدي والنفسي والجنسي، وكانتا شاهدتين على اغتصاب اثنتين من الأسيرات.
"اعتقلت من منزلي أنا واثنتين من شقيقاتي قبل أشهر ومكثنا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من خمسين يوماً، ذقنا فيها ألوان العذاب والمعاملة القاسية من ضباط الاستخبارات، حاولوا نزع اعترافاتنا.. وعفّتنا".
تفاصيل قاسية روتها أسيرة من قطاع غزة أطلق سراحها الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قضت أياماً طويلة في غيابات سجونه، وذاقت ألوان العذاب الجسدي والنفسي والجنسي، وكانت شاهدة على اغتصاب اثنتين من الأسيرات.
تفيد الأسيرة للميادين نت (فضّلت عدم ذكر اسمها) بأنها منذ اللحظات الأولى لاعتقالها أجبرها جنود الاحتلال الإسرائيلي على الخروج من المنزل بشكل شبه عارٍ، ونقلوها بعد الضرب والتحقيق الميداني إلى أحد السجون.
وفور وصولها مع شقيقاتها وعدد كبير من الأسيرات اللواتي جرى اعتقالهن من غزة، تعرّضن للتعذيب، حيث تمّ إيقافهن في ساحة السجن، وجرى رشّ المياه الباردة على أجسادهن العارية في أجواء البرد القارس.
جرى التحقيق مع الأسيرات بشكل فردي ومهين للغاية، وفق الأسيرة، وتقول عن ذلك: "كنا ندخل إلى زنزانة مظلمة فيها ضوء خافت ونخضع للتحقيق لساعات طويلة ونحن شبه عراة".
وخلال التحقيقات، تؤكد الأسيرة المحررة أن ضباط استخبارات الاحتلال يتحرّشون بالأسيرات جنسياً ويحاولون ملامستهن من مناطق حساسة، بغرض إجبارهن على التنازل وتقديم الاعترافات، مضيفةً: "لا أستبعد أن تكون محاولات الاعتداء والتحرش قد تم تصويرها".
وكانت الأسيرة، التي تحدثت بألم شديدة وبدموع منهمرة، شاهدة على اغتصاب ضباط الاحتلال لاثنتين من الأسيرات، وإلقائهن في ساحة السجن، مؤكدة أنه تم نقلهن لتلقّي العلاج عقب حالة شغب سادت الزنازين كافة.
وتروي شقيقتها، والتي شاركتها معاناة الأسر والاعتداء الجنسي في سجون الاحتلال، تفاصيل اغتصاب اثنتين من الأسيرات، بالقول: "كنا في الزنازين نسمع أصوات وصرخات اثنتين من الأسيرات اللتين جرى اغتصابهما".
وتفيد الأسيرة التي رفضت كشف اسمها أيضاً، بأن "عدداً من الضباط تناوبوا على اغتصاب الأسيرتين، ومن ثم تمّ رميهما وهما عاريتين بشكل كامل في ساحة السجن، الأمر الذي دفعنا لإعلان العصيان وحالة الشغب، مما أجبر الاحتلال على نقلهن لعيادة السجن لتلقّي العلاج.
وبحسب إفادات الأسيرة وشقيقتها، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد الأسيرتين إلى الزنازين وأقدم على إخفائهما في مكان مجهول، مرجعة ذلك إلى أنه لا يرغب في كشف الأسيرات لأسماء تلك الأسيرتين، وبالتالي عدم توثيق جريمته.
وتعليقاً على الحدث، وصف مقرّرو المنظمة الدولية انتهاكات حقوق الإنسان المبلّغ عنها ضد النساء والفتيات الفلسطينيات بـ"المروعة".
ويؤكد المقررون، أن هناك أدلة قاطعة على حدوث انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تعرّضت لها النساء والفتيات في قطاع غزة والضفة الغربية، لافتين إلى أن المعتقلات الفلسطينيات تعرّضن لاعتداءات جنسية مختلفة من قبل ضباط إسرائيليين.
رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الزغاري، أكد أن أسيرات من غزة تعرّضن لاعتداء وتحرّش جنسي واعتداء وحشي من قبل الضباط والجنود الإسرائيليين، وأنهن كن يتعرّضن لعمليات التفتيش العاري، وفق شهادات جمعت من قبل مؤسسات فلسطينية.
ويقول الزغاري للميادين نت إنه استناداً للكثير من الشهادات التي وردت من أسرى وأسيرات تحرّروا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أمضوا أسابيع أو أشهراً، فإن الأسيرات تعرّضن للاعتداء الجنسي والتحرّش، بينهن فتيات بأعمار صغيرة".
من جهته، قال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، ثائر شريتح، إن "التقارير الدولية تؤكد بشكل واضح تعرّض أسيرات من قطاع غزة بالسجون الإسرائيلية للاعتداء الجنسي والاغتصاب".
ويضيف شريتح، لـلميادين نت: "للأسف ليس لدينا أي معلومات عن الأسرى في غزة، والمعلومات التي ترد لنا مخيفة"، مبيّناً أن السلطات الإسرائيلية تتعامل بشكل سري بشأن المعلومات حول أسرى وأسيرات القطاع.
وأشار إلى أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تمتلك أيضاً أيّ معلومات حول الأسرى والأسيرات الذين يجري اعتقالهم من غزة ولا أماكن احتجازهم"، مؤكداً أن الهيئة راسلت العديد من الجهات للحصول على معلومات بهذا الجانب.