اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. نحو مجتمع خالٍ من الإدمان
في مثل هذا اليوم، تحيي دول العالم اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وتحض الناس عموماً والشباب خصوصاً على إدراك خطر الإدمان، وذلك بغية التوصل إلى مجتمع شبه خال من إدمان المخدرات.
قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها في 26 حزيران/يونيو من كل عام، لتعزيز العمل والتعاون في تحقيق هدف عالم خالٍ من تعاطي المخدرات. ويشارك أفراد ومجتمعات كاملة ومختلف المنظمات في جميع أنحاء العالم في هذا الاحتفال لزيادة الوعي بالمشكلة التي تمثلها المخدرات للمجتمع.
يصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة،كل عام التقرير العالمي عن المخدرات وهو حافل بالإحصاءات الرئيسة والبيانات الواقعية التي يستحصل عليها من خلال المصادر الرسمية، ورأت الأمم المتحدة هذا العام، أن انتشار فيروس كوفيد-19 شكّل وعياً عاماً لم يسبق له مثيل بشأن الصحة والتدابير الوقائية للبقاء بصحة جيدة. ولا يزال الشعور بالمجتمع والتضامن العالميين متزايد وكذلك الحاجة إلى ضمان الرعاية الصحية للجميع.
ودعا المكتب الجميع إلى الاضطلاع بدورهم واتخاذ موقف حازم من المعلومات المغلوط فيها ومن المصادر غير الموثوق بها، والتزام مشاركة البيانات الحقيقية المسندة بالعلم عن المخدرات لإنقاذ الأرواح.
مواجهة تحديات المخدرات خلال الأزمات الصحية والإنسانية
من حروب إلى مخيمات اللاجئين إلى المجتمعات التي مزقتها أعمال العنف، الناس في جميع أنحاء العالم في أمس الحاجة إلى المساعدة. أدت جائحة كورونا و أزمات المناخ والغذاء والطاقة واضطرابات سلسلة التوريد إلى زيادة المعاناة ودفع العالم إلى حافة الركود العالمي.
وفي حين أن تأثير كوفيد-19 على تحديات المخدّرات لم يُعرف تماماً بعد، فإن التحليل يوحي بأن الجائحة جلبت، بحسب الأمم المتحدة، صعوبات اقتصادية متزايدة يرجح أن تجعل زارعة المخدرات غير المشروعة أكثر جذباً للمجتمعات الريفية الهشة. ويُمثل التأثير الاجتماعي للجائحة – الذي يقود إلى زيادة في عدم المساواة والفقر وظروف الصحة العقلية وبخاصة بين الفئات الضعيفة – عوامل قد تدفع مزيداً من الناس إلى تعاطي المخدرات.
في اليوم العالمي للمخدرات لهذا العام، يتصدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لتحديات المخدرات القائمة والناشئة التي تؤثر في دول عديدة من خلال الأزمات الصحية والإنسانية. وكذلك يواصل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدعوة إلى حماية حق أكثر الفئات ضعفاً في الصحة، بما في ذلك الأطفال والشباب، والذين يتعاطون المخدرات، والذين يعانون اضطرابات تعاطي المخدرات وكذلك الذين يحتاجون إلى الحصول على الأدوية الخاضعة للمراقبة.
من خلال حملة #الرعاية_خلال_الأزمات دعا مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الناس، بما في ذلك عن طريق تعزيز الوقاية من تعاطي المخدرات والعلاج، ومن خلال معالجة إمدادات المخدرات غير المشروعة.
تسلّط الحملة الضوء على البيانات المستمدة من تقرير المخدرات العالمي السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. لذلك تقدم هذه الحملة حقائق وحلول عملية لمشكلة المخدرات العالمية الحالية، لتحقيق رؤية صحية للجميع مبنية على أساس علمي.
وذكر تقرير المخدرات العالمي لعام 2021، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن نحو 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم العام الماضي، في حين عانى أكثر من 36 مليون شخص اضطرابات تعاطي المخدرات.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، إن "ثمة ارتباط بين انخفاض إدراك مخاطر تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات تعاطي المخدرات. وتبرز النتائج التي توصل إليها التقرير الحاجة إلى سد الفجوة بين الإدراك والواقع لتثقيف الشباب وحماية الصحة العامة.
وأضافت: "إن موضوع اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع، هذا العام، هو تبادل الحقائق بشأن المخدرات، وإنقاذ الأرواح، والتشديد على أهمية تعزيز قاعدة الأدلة وزيادة الوعي العام، حتى يتمكن المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني والأسر والشباب من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتوجيه الجهود أفضل لمنع تعاطي المخدرات وعلاجه، والتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمخدرات".
ووفقاً لآخر التقديرات العالمية، فإن نحو 5.5% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، في حين أن 36.3 مليون شخص، أو 13% من العدد الإجمالي للذين يتعاطون المخدرات، يعانون اضطرابات تعاطي المخدرات.
وعلى الصعيد العالمي، يقدر أن أكثر من 11 مليون شخص يتعاطون المخدرات بالحقن، نصفهم مصابون بالتهاب الكبد C. ولا يزال الأفيون مسؤولاً عن أكبر عدد من الأمراض التي يؤدى إليها تعاطي المخدرات. وقد أصبح من الممكن على نحو متزايد على مدى العقدين الماضيين الوصول إلى أكثر مواد الأفيون الطبية استخداماً لعلاج الذين يعانون اضطرابات تعاطي الأفيون، وهي الميثادون والبوبرينورفين. وقد زادت الكمية المتاحة للاستخدام الطبي ستة أضعاف منذ عام 1999، من 557 مليون جرعة يومية إلى 3317 مليون جرعة بحلول عام 2019، ما يشير إلى أن العلاج الدوائي القائم على العلم متاح الآن أكثر مما كان عليه في الماضي.