ملامح المواجهة "المسيّرة" في الأجواء الأوكرانية
اتّسم استخدام الطائرات من دون طيار في الأجواء الأوكرانية بِسِمة لم تتكرر في ما سبق من نزاعات عسكرية تم فيها استخدام هذه التقنية.
رغم تصدّر الصواريخ الجوالة ودبابات القتال والقاذفات المقاتلة المشهد الميداني في أوكرانيا منذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، ورغم طغيان هذا الوضع، فإنَّ هذا المشهد تضمن استخداماً مهماً وذا طبيعة خاصة للتقنيات الجوية المسيرة من كلا الجانبين، بشكل كانت له أبعاد متعددة، أعطت تجربة استخدام الطائرات من دون طيار في أوكرانيا طابعاً متفرداً، يمكن اعتباره بمنزلة تدشين مرحلة عسكرية جديدة في مجال استخدام التقنيات الجوية المسيرة.
اتّسم استخدام الطائرات من دون طيار في المعارك الجارية حالياً في الأجواء والأراضي الأوكرانية بِسِمة لم تتكرر في ما سبق من نزاعات عسكرية تم فيها استخدام هذه التقنية، ألا وهي انخراط عدد كبير من أنواع الطائرات من دون طيار - الروسية والأوكرانية - في المعارك الميدانية، لتنفيذ طيف واسع من المهام الاستطلاعية والقتالية.
بشكل عام، استخدم كلا الطرفين القسم الأكبر من أنواع الطائرات من دون طيار التي يمتلكها، سواء لتنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة وتحديد الأهداف، أو عمليات تصحيح نيران المدفعية وتقييم نتائج الضربات الجوية، أو مهام استكشاف مواضع أنظمة الدفاع الجوي، إلى جانب المهمة الأكثر حداثة، وهي تنفيذ الهجمات المباشرة على الأرتال والمواقع المعادية.
التجربة الروسية في سوريا وانعكاسها على الطائرات من دون طيار
من خلال الخبرة الميدانية في سوريا، وصلت القيادة العسكرية الروسية إلى قناعة بأهمية امتلاك عدة أنواع من الطائرات الهجومية من دون طيار، علماً أنَّ التجربة الروسية في سوريا تضمّنت اشتراك أنواع عديدة من الطائرات من دون طيار. لذلك، كان أحد الأهداف العسكرية الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الروسي في العام 2019 العمل على تطوير طائرات قتالية من دون طيار، وهو ما أثبتت عمليات أوكرانيا أنه تحقق بالفعل.
تعدّ طائرة الاستطلاع/ الهجوم المتوسطة من دون طيار "Forpost" من أهم الطائرات الاستطلاعية التي استخدمها الجيش الروسي خلال عملياته في كلٍّ من سوريا وأوكرانيا. هذه الطائرة هي نسخة منتجة بترخيص اعتماداً على تصميم الطائرة الإسرائيلية "Searcher-2"، التي حصلت روسيا على أعداد منها في العام 2009 ضمن صفقة بقيمة 54 مليون دولار، لتبدأ بعد ذلك عمليات تصنيع هذا النوع وجمعه داخل روسيا منذ أوائل العام 2012، ويدخل الخدمة في الجيش الروسي في العام 2014.
تم تطوير هذا النوع تحت اسم "Forpost-M" في العام 2017، ووصل مداه إلى 250 كيلومتراً، فيما وصلت سرعته القصوى 200 كيلومتر في الساعة، وهو يستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 5 كيلومترات، والطيران المتواصل لمدة تصل إلى 18 ساعة.
كان الغرض الأساسي لإدخال الجيش الروسي هذا النوع من الطائرات في عملياته في سوريا هو اختبار قدراته. وقد خلصت هذه الاختبارات إلى اعتماد هذا النوع كأساس للبناء عليه لإنتاج طائرة هجومية من دون طيار، ما أسفر عن اكتمال تصميم النموذج القتالي الجديد من هذا النوع تحت اسم "Forpost R" في آب/أغسطس 2019. وقد دخل هذا النموذج مرحلة الإنتاج الكمي العام 2020.
الاستخدام الميداني الأول للنسخة القتالية من هذه الطائرة كان خلال المعارك الدائرة حالياً في أوكرانيا، إذ بدأت القوات الروسية باستخدام هذه النسخة التي لوحظ تزويدها بنقطتي تحميل خارجيتين يمكن تحميلهما بذخائر موجهة أو حرة التوجيه، والتي استخدمت في مراقبة واستهداف أبراج الاتصالات ومرابض المدفعية الأوكرانية في الجبهتين الجنوبية والشمالية.
النوع القتالي الثاني الذي تم توثيق استخدامه من جانب القوات الروسية هو الطائرة "أوريون-أنوخودت" التي تصنعها شركة "كرونشتادت" الروسية، وهي من فئة الطائرات من دون طيار المتوسطة الارتفاع، والتي تستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 8 كيلومترات، بسرعة قصوى تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، ومدى يصل إلى 250 كيلومتراً.
من أهم مميزات هذه الطائرة، إمكانية تحميلها بذخائر قتالية موزعة على 4 نقاط تحميل خارجية، بإجمالي وزن يصل إلى 200 كيلوغرام، تشمل القنابل الجوية "كاب-230" و"كاب-500"، إلى جانب أنواع أخرى من الذخائر الموجهة بالليزر أو الحرة التوجيه.
طائرة "أوريون" كانت ضمن الطائرات من دون طيار التي اختبرتها موسكو في سوريا، إذ تمركزت لعدة سنوات في قاعدة "التيفور" الجوية السورية في محافظة حمص، ونفَّذت ما مجموعه 38 طلعة جوية، تتضمن 19 غارة جوية و18 رحلة استطلاعية.
قبيل بدء المعارك في أوكرانيا، وتحديداً في أواخر العام الماضي، قامت وزارة الدفاع الروسية بتنفيذ عدة اختبارات لافتة على هذا النوع من الطائرات، منها تجربة تمت في شبه جزيرة القرم، تم خلالها بنجاح إطلاق نسخة جوية من الصاروخ المضاد للدبابات "كورنيت" عن متن هذه الطائرة نحو مروحية من دون طيار.
هذه التجربة تم تطبيقها عملياً خلال المعارك في أوكرانيا، بعد أن تم قصف عدة مواقع أوكرانية في إقليم دونباس بهذا النوع من الصواريخ، مثل مقر قيادة كتيبة "إيدار" الواقع قرب مدينة دونيتسك.
الطائرات الروسية الاستطلاعية من دون طيار
أما في ما يتعلق بالطائرات من دون طيار الاستطلاعية، فقد اعتمدت القوات الروسية بشكل أساسي على هذا النوع من الطائرات لتنفيذ عمليات تصحيح نيران المدفعية ورصد الأهداف وتحديد إحداثياتها من أجل توجيه الصواريخ الجوالة والبالستية، ورصد نتائج الضربات الجوية والصاروخية وتحليلها.
وقد أدى هذا النوع من الطائرات دوراً مهماً في الجبهة الجنوبية، إذ تمكَّنت من خلاله القوات الروسية من تحديد أماكن وجود الطواقم الأوكرانية المضادة للدروع التي كانت تتخفى فوق أسطح المباني.
كانت الطائرة من دون طيار "أورلان-10" الطائرة الاستطلاعية الرئيسية التي استخدمها الجيش الروسي، سواء في سوريا أو أوكرانيا، وهي تعتبر الأكثر عدداً في ترسانة الجيش الروسي، بعدد يتجاوز 2000 طائرة.
تعمل هذه الطائرة في الميدان السوري منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015، وهي طائرة استطلاع متوسطة مزودة بكاميرات متخصصة في رسم الخرائط الثلاثية الأبعاد وعمليات الاستطلاع والتصوير الجوي. تستطيع هذه الطائرة العمل بشكل متواصل لمدة 16 ساعة، والتحليق على ارتفاعات تصل إلى 5 كيلومترات، وتصل سرعتها القصوى إلى 150 كيلومتراً في الساعة، ويقدر مداها القتالي الأقصى بنحو 140 كيلومتراً.
النوع الاستطلاعي الثاني هو الطائرة الخفيفة "Eleron-3SV" التي بدأ تصنيعها في العام 2005. وقد شرع الجيش الروسي في منتصف العام 2015 باستخدامها في سوريا من أجل عمليات الاستطلاع الميداني القريب. تصل سرعتها القصوى إلى نحو 130 كيلومتراً في الساعة، وتستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 5 كيلومترات.
النوع الثالث هو الطائرة الخفيفة "Granat-4"، المتخصصة في عمليات الاستطلاع القريب، التي تتراوح سرعتها القصوى ما بين 90 و145 كيلومتراً في الساعة، ويصل مداها الأقصى إلى 10 كيلومترات.
النوع الرابع من أنواع الطائرات الاستطلاعية من دون طيار هي الطائرة "ZALA421-16E"، التي بدأ إنتاجها في العام 2012، وهي تعتبر من طائرات المراقبة القريبة المتوسطة المدى التي يتراوح مداها بين 75 و120 كيلومتراً، والتي تستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 4 ساعات. وقد استخدمتها الوحدات الروسية والشيشانية بشكل مكثف في الجبهتين الجنوبية والشرقية.
في ما يتعلق بالذخائر الجوالة، تم توثيق استخدام القوات الروسية نوعاً واحداً منها، وهي الذخيرة الجوالة "ZALA-KYB"، التي تم الكشف عنها للمرة الأولى في العام 2019، وهي مزودة برأس حربي زنته 3 كيلوغرامات، وتستطيع التحليق لمدة نصف ساعة متواصلة، وتنفيذ هجمات بسرعة تصل إلى 130 كيلومتراً في الساعة. تم توثيق استخدام هذه الذخائر ضد مواقع في العاصمة الأوكرانية.
النوع الأخير من أنواع الطائرات الروسية من دون طيار التي تم رصد استخدامها في أوكرانيا حتى الآن، هو الطائرة الهدفية "E-95M". هذه الطائرة تعتبر من الطائرات المستخدمة في تدريب وحدات الدفاع الجوي، كمحاكاة للصواريخ الجوالة، وبالتالي يمكن أن نعتبر استخدامها من جانب الجيش الروسي وسيلة لاستدراج الدفاعات الجوية المعادية، وإجبارها على تشغيل رادارات الاشتباك، ومن ثم الإغلاق على الهدف، ما يساهم في معرفة مواضع انتشار هذه الرادارات، وبالتالي يسهل استهدافها عن طريق الصواريخ المضادة للرادار. تستطيع هذه الطائرة البقاء في الجو بشكل متواصل لمدة نصف ساعة، على ارتفاع يصل إلى 3 كيلومترات، بسرعة تتراوح بين 200 و300 كيلومتر.
الظلال السوفياتية في الميدان الأوكراني
المثير للاهتمام في تجربة استخدام التقنيات المسيرة في أوكرانيا، كان تضمّنه استخدام أنواع عتيقة من الطائرات من دون طيار، وتحديداً طائرة "توبوليف-141" السوفياتية، التي تعدّ ثاني طائرة من دون طيار صمّمها الاتحاد السوفياتي بعد "توبوليف-123".
طائرة "توبوليف-141" كانت ضمن وسائط الاستطلاع السوفياتية خلال ما يقارب عقداً من الزمان بين العامين 1979 و1989، واستخدمت بشكل أساسي لاستطلاع الحدود الجنوبية للاتحاد السوفياتي، باستخدام الكاميرات الحرارية والفوتوغرافية التي كانت مزودة بها.
خصائص هذه الطائرة تعتبر جيدة حتى بمقاييس العصر الحالي، إذ بلغ مداها الأقصى نحو 1000 كيلومتر، وهي تستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 6 كيلومترات، بسرعات كبيرة تصل إلى 1100 كيلومتر. وكان إطلاقها يتم عبر منصة إطلاق أرضية، ومن ثم تقوم بالتحليق عبر محرك نفاث والهبوط باستخدام مظلة مثبتة في منطقة الذيل. وقد خرجت هذه الطائرة من الخدمة في الجيش السوفياتي لمصلحة الطائرة الأحدث "توبوليف-143"، التي كان لدول عربية مثل سوريا والعراق تجربة مع استخدامها.
ظهور هذه الطائرة مرة أخرى وعودتها إلى الخدمة لم يكن في روسيا، بل كان في أوكرانيا، التي ورثت بطبيعة الحال كميات كبيرة من هذا النوع ضمن ما حصلت عليه من الاتحاد السوفياتي بعد انهياره، إذ ظلَّت هذه الكميات مخزنة إلى أن قررت كييف في العام 2014 إعادة هذه الطائرة وأنواع أخرى إلى الخدمة، بالتزامن مع اندلاع المعارك مع القوات الشعبية في إقليم دونباس، إذ قامت بإعادة تأهيل 69 طائرة سوفياتية من دون طيار، من بينها "توبوليف-141" و"توبوليف-143"، والأخيرة كانت مطورة من الأولى، وظلَّت في الخدمة لدى القوات الجوية السوفياتية حتى العام 1989.
الظهور الأول لطائرات "توبوليف-141" في المعارك الأخيرة في أوكرانيا كان مزدوجاً، إذ حلَّقت طائرتان من هذا النوع في الثامن من الشهر الجاري في اتجاهين مختلفين؛ فاتجهت الأولى جنوباً في اتجاه شبه جزيرة القرم، وهناك أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية.
أما الأخرى، فقد حلَّقت - بشكل أثار تساؤلات عديدة - عبر أجواء رومانيا والمجر، قبل أن تحلّق في أجواء كرواتيا لمدة 7 دقائق، ومن ثم تتحطم وسط العاصمة الكرواتية زغرب. وعلى الرغم من أن الغرض من تحليق الطائرة الأولى كان واضحاً - وهو استطلاع تحركات القوات الروسية العابرة لقناة القرم - فإنَّ الغرض من تحليق الطائرة الثانية ظلّ محلّ جدل.
أوكرانيا واستخدامها الطائرات من دون طيار
في الجانب الأوكراني، تم توثيق استخدام كييف 6 أنواع من الطائرات من دون طيار حتى الآن، أبرزها بطبيعة الحال الطائرة الهجومية التركية الصنع "بيرقدار". بدأت كييف بتلقّي دفعات من هذه الطائرات منذ العام 2019. آخر دفعة تسلّمتها كانت بعد بدء الهجوم الروسي مباشرة.
قبيل تسلم هذه الدفعة، كانت وزارة الدفاع الأوكرانية تتحدَّث عن امتلاكها 20 طائرة من هذا النوع، الذي استخدم للمرة الأولى في الميدان القتالي الأوكراني في تشرين الأول/أكتوبر 2021، حين تم استهداف بطارية مدفعية تابعة للقوات الانفصالية في إقليم دونباس.
يصل مدى هذا النوع من الطائرات القتالية إلى 150 كيلومتراً، وهو مزود بما يصل إلى 4 صواريخ صغيرة موجهة بالليزر من نوع "مام-إل"، تتراوح زنتها بين 45 و65 كيلوغراماً. في بداية العمليات القتالية، ركز الجيش الأوكراني على استهداف الأقسام الخلفية من الأرتال العسكرية الروسية المتقدمة نحو كييف - مثل الغارة التي استهدفت رتلاً روسياً في مدينة "مالين" - وخصوصاً عربات التموين والإعاشة ووسائط الدفاع الجوي، ثم انتقل هذا التركيز إلى وسائط المدفعية الروسية، وكذا خطوط السكك الحديدية الموجودة في الجنوب الأوكراني، التي استخدمتها القوات الروسية لنقل عرباتها المدرعة.
لكن بعد أسابيع من بدء المعارك، لوحظ تراجع استخدام هذا النوع من الطائرات القتالية من دون طيار من جانب القوات الأوكرانية. هذا الأمر يرجع إلى عدة أسباب، من بينها القصف المركز للمدارج والمطارات الأوكرانية، ما يصعب عملية إقلاع طائرات "بيرقدار"، كذلك الانتشار الكثيف لمنظومات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية الروسية، وهي كلها عوامل أدت، كما يبدو، إلى توخي كييف الحذر الشديد في استخدام هذه الطائرات.
استخدم الجيش الأوكراني أنواعاً أخرى من الطائرات من دون طيار ذات الطابع "الهجومي"، منها الطائرة الخفيفة "Punisher"، وهي طائرة محلية الصنع يمكن أن تحمل قذيفة زنتها 3 كيلوغرامات، وتستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 400 متر، لمسافة 50 كيلومتراً، وبدأ إنتاجها في العام 2014، عبر شركة أنشأها بعض المحاربين القدامى في الجيش الأوكراني تحت اسم "UA-Dynamics".
يُضاف إلى ما سبق 3 أنواع من الطائرات الاستطلاعية من دون طيار استخدمتها القوات الأوكرانية بشكل محدود، هي الطائرة الاستطلاعية "ليلايكا-100"، وهي طائرة الاستطلاع الرئيسية في الجيش الأوكراني، والتي تستطيع التحليق على ارتفاع 2 كيلومتر، ويصل مداها إلى 70 كيلومتراً. وقد ظهرت بشكل محدود جداً في إقليم دونباس، إلى جانب الطائرة "UJ-22" والطائرة "A1-SM FURIA"، التي يبلغ مداها 50 كيلومتراً، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 3 ساعات.
والجدير بالذكر أنَّ الجيش الأوكراني ربما يكون - في المدى المنظور - على موعد مع أنواع جديدة من الطائرات من دون طيار، إذ تفكّر الولايات المتحدة الأميركية حثيثاً في إرسال أعداد من الذخائر الأميركية الجوالة "Switchblade" إلى أوكرانيا، وهي ذخائر قصيرة المدى تستطيع التحليق لمدة 40 دقيقة، ويصل مداها إلى 10 كيلومترات.
إذاً، بالنّظر إلى ما تقدَّم، يمكن القول إنَّ الميدان الأوكراني الذي يقترب حثيثاً من بدء المرحلة الثانية من العمليات الروسية كان مسرحاً قتالياً مثالياً لعشرات الأنواع من الطائرات من دون طيار، بما في ذلك الأنواع التجارية المعدلة، والطائرات السوفياتية القديمة، والأنواع القتالية الأحدث، وهي تشكيلة لم تظهر سابقاً بهذا الزخم في أيِّ ميدان قتالي آخر، إذا ما استثنينا ميدان ناغورنو كاراباخ.